واستعرض باحثون 11530 دراسة أجريت على مصابين بالقصور الإدراكي البسيط للتعرف على مدى تأثر كبار السن بالمرض وما هي أساليب العلاج والتغييرات في نمط الحياة التي يمكنها بالفعل أن تخفف من الأعراض.


وأصبح القصور الإدراكي البسيط شائعا بين كبار السن ويتمثل في مشكلات بسيطة في التفكير والذاكرة لا تؤثر عادة على الحياة اليومية أو القيام بالمهام بشكل مستقل.


لكن تزيد لدى المصابين بهذه الحالة احتمالات الإصابة بالزهايمر وأمراض خرف أخرى مقارنة بمن لا يصابون بها.


ويقول رونالد بيترسن كبير باحثي الدراسة الجديدة وإرشادات العلاج العامة في الأكاديمية الأميركية لطب الأعصاب: "لم يعرف الأطباء ماذا يفعلون لهؤلاء الأشخاص. الآن نعرف أنها حالة قد تتطور ونحتاج للانتباه عندما يأتي مرضى ويشكون منها".


وخلص بيترسن، الذي يدير مركزا لأبحاث الزهايمر في روشستر بولاية مينيسوتا الأميركية، وزملاؤه إلى أن نسبة الإصابة بالقصور الإدراكي البسيط لدى من تتراوح أعمارهم بين 60 و64 عاما تبلغ 6.7 بالمئة، فيما تزيد إلى 8.4 بالمئة بين 65 و69 عاما، وإلى نحو 10بالمئة بين 70 و74 عاما، وما يقارب 15 بالمئة بين 75 و79 من العمر، وما يفوق 25 بالمئة بين 80 و84 عاما.


وأظهرت الدراسة التي نشرت في دورية "نيورولوجي" أن استخدام الأدوية والعقاقير لم تثبت فاعليته "بأدلة موثوق فيها".


لكن تحليلهم للدراسات التي بحثت في تأثير التمارين الرياضية على تحسين الإدراك خلصت إلى تحقيق فوائد.


وبناء على تلك المراجعة حدّث الباحثون إرشادات التعامل مع القصور الإدراكي البسيط للمرة الأولى لتشمل توصية بأن يمارس المصابون به تمارين رياضية بانتظام في إطار نهج شامل للتعامل مع الأعراض التي يعانون منها، يشمل أيضا أدوية و مكملات_غذائية وتمارين عقلية واستبعاد الآثار الجانبية لأدوية أو أسباب أخرى للحالة.


وأضاف بيترسن في مقابلة: "هذه نقطة تستحق الدراسة. لا أعتقد أن بإمكانك القول إذا تمرنت لمدة 150 دقيقة أسبوعيا يمكنك أن تؤخر الإصابة بالتدهور الإدراكي لعدد معين من السنوات، لا نعرف ذلك على وجه التأكيد، لكن التمارين الرياضية قد تكون مفيدة في إبطاء معدل التدهور الإدراكي إذ تبين أنها تتسبب في بعض الاستقرار أو التحسن في الحالة الإدراكية".


وأوضح بيترسن أن التمارين الرياضية تحسن تدفق الدم للمخ أو تحفز إنزيمات لتعمل على تكسير البروتينات التي يمكن أن تتراكم في لويحات المخ.


وأشار إلى أن باحثي طب الأعصاب يأملون في التوصل إلى إرشادات أكثر تحديدا اعتمادا على أدلة بشأن مدة التمارين ونوعيتها وما إن كانت تؤخر أو تمنع التدهور الإدراكي.