متخصصون يؤكدون دور الدين في التعافي من إدمان المواقع "الإباحية"

  • 179
تعبيرية

كشف أكبر موقع في العالم للمحتوى الإباحي في تقريره السنوي الخاص بالعام ٢٠١٧، عن أن الدول الغربية الأكثر مشاهدة لمحتواه.

وجاءت الدول الأكثر زيارة إلى الموقع بالترتيب التالي: "أمريكا - بريطانيا - الهند - اليابان - كندا - فرنسا - ألمانيا - أستراليا - إيطاليا - البرازيل - المكسيك - أسبانيا - الفلبين - هولندا - بولندا - السويد - الأرجنتين - روسيا - جنوب إفريقيا – بلجيكا".

وفي هذا الصدد، أكد الدكتور محمد عبد الجواد، مدير فريق "واعي"، أن الإباحية تحولت إلى وباء عالمي، مؤكدًا أن نشر التوعية بمخاطر الإباحية يعزز من فرص النجاة من "فخ الإباحية".

وقال عبد الجواد في تصريحات خاصة لـ "الفتح"، إن العالم العربي يواجه مشكلة كبيرة بسبب الإباحية؛ لأننا لا نملك أية معرفة أو وعي بالفخ الإباحي، مشيرًا إلى أن الدول الغربية أنشأت أول منظمة لمناهضة الاستغلال الجنسي للمرأة منذ عام 1962م، ولا زالت تعمل حتى الآن في نشاط دائم لمحاربة الإباحية.

ولفت إلى أن موقع "سيملر ويب" -متخصص في رصد وتحليلات المواقع الإلكترونية- كشف في إحصائية له عام 2015م عن أن مصر وباكستان والسعودية والإمارات من الدول "الأعلى ارتدادًا" أي من يدخل إلى المواقع الإباحية يخرج سريعًا، ولا يستمر لفترة طويلة، وأرجعوا ذلك إلى عامل الدين والأخلاق، فالدول المذكورة تنتمي إلى العالم الإسلامي.

وأوضح مدير فريق "واعي"، أن الدراسات العلمية التي ترجمت مؤخرًا، أكدت أن المتدينين هم أقل الناس معاناة من إدمان الإباحية.

وعاد ليؤكد ضرورة نشر الوعي بمخاطر الإباحية، فالدين يعد عامل حماية، متسائلًا: "هل ترى بالفعل أننا نملك قوة بالدين في بلادنا التي تقوى على الصمود أمام إعصار الإباحية؟".

وأشار كمال رضا، عضو فريق "الباحثون المسلمون"، إلى دراسة نشرتها مجلة (agressive behavior)  عام 2010م، بها تحليل إحصائي لـ (9) دراسات علمية غير تجريبية.

ولفت إلى أن الإحصاء شمل (2309) شخص من خلال (9) دراسات، وقد كشفت الدراسة عن وجود علاقة بين مشاهدة الأفلام الإباحية وزيادة معدلات العنف ضد المرأة، وكانت الزيادة في العنف ضد المرأة تشمل: التحرش الجنسي، والاغتصاب، والعنف الجنسي، عند مشاهدة الأفلام الإباحية التي تحتوي -أو لا تحتوي- على مشاهد عنف ضد المرأة، لكن العلاقة كانت أقوى عند مشاهدة الأفلام الإباحية التي بها عنف ضدها.

وأوضح "رضا" في تصريحات خاصة لـ "الفتح": أن العلماء ناقشوا تحليلات قديمة تعود لدراسة من عام 1995م استنتجت عدم وجود علاقة بين العنف ضد المرأة والأفلام الإباحية، فوجدوا في تلك الدراسة القديمة أخطاءً منهجية من حيث: تعريف العنف الجنسي قديمًا، إضافةً لأخطاء إحصائية في تلك التحليلات القديمة.

وتابع: "نفى العلماء بهذا الإحصاء الحديث ما كان معتقدًا قديمًا، لذلك لو زاد في مجتمعك معدل التحرش في السنوات الأخيرة؛ فأَشِرْ بإصبع اللوم للأفلام الإباحية التي هي إحدى أسبابه".

واستطرد: "لما انتشرت تلك الأفلام في مجتمعاتنا الإسلامية أيضًا زاد معدل التحرش، فبدلًا من أن ينسب العلمانيون والملاحدة التحرش للبعد عن الأخلاق الإسلامية والطهارة والنقاء فيها، نسبوه للمسلمين، رغم أنّ الإسلام يحرم النظر لتلك الأفلام الإباحية ويجعلها من زنا العين".

وأضاف: "لكن الملاحدة يقولون عن الإباحية: "حرية شخصية" ويروجون لها ليل نهار؛ مما أفسد ويفسد مجتمعاتنا الإسلامية شيئًا فشيئًا، وهذا ما قاله الله -عز وجل- في كتابه قبل أكثر من 1400عام؛ قال تعالى: {وَاللَّهُ يُرِيدُ أَن يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَن تَمِيلُوا مَيْلًا عَظِيمًا} النساء:27.

ومنذ أيام كشفت صحيفة "الجارديان" عن تسجيل أكثر من 24 ألف محاولة في البرلمان البريطاني للدخول إلى المواقع الإباحية في الإنترنت، خلال الفترة من يونيو إلى أكتوبر 2017.

وذكرت الصحيفة إنه يجري يوميًا من أجهزة الكمبيوتر والأجهزة الإلكترونية الأخرى الموصولة بشبكة البرلمان، إرسال حوالي 160 طلبًا لزيارة مواقع –ما تسمى- "للبالغين" في الإنترنت.