هاشم: حالة من الخوف والقلق عما يخبئه الرئيس المنتظر بصدره

  • 78
الدكتور صلاح هاشم الكاتب والمفكر السياسي

قال الدكتور صلاح هاشم الكاتب والمفكر السياسي، مارثون السباق على مقعد الرئيس لا زال قائما، ولا تزال مصر تنتظر من ملك مهر قيادتها؛ حالة من الترقب والصراع، تناظرها حالة من الخوف والقلق، خوف مما يخبئه الرئيس المنتظر فى صدره ويخاف أن يُطلع عليه الشعب، وخوف من تحديات يصعب عليه وحده مواجهتها، تبدأ من المغامرة بحياته الشخصية وانتهاء بمستقبل الوطن.

أضاف "هاشم" في مقالة له بجريدة الأهرام المسائي اليوم الخميس: "رغم خطورة الموقف فلا يزال المتسابقون فى طريقهم إلى كرسي الرئيس، ربما يمتلكون شجاعة الترشح، لكن الشاهد أنهم لا يمتلكون خطة المواجهة"، لافتا إلى أنه لا ضمانات حقيقية لمستقبل أفضل.

تابع: "ونتساءل وتتساءل معنا ضمائر البسطاء من الشعب: هل أدرك المرشحون حجم وطبيعة التحديات التى تواجههم إن أمسكوا بالحكم؟ وإن كانت إجابتهم بـ"نعم" فهل استعدوا لمواجهتها؟ وماذا أعدوا لمواجهة تحديات شعب تجاوزت فيه نسبة الفقر 26.3% ، وبلغت فيهم نسبة المعرضين للمجاعة والتشرد 17%، وارتفعت فيه معدلات البطالة لتصل إلى 13.4% فى أواخر 2013م، بعد أن كانت 9.1% فى 2010م، وبلغ عدد الذين يعانون من نقص الأمن الغذائى 13.7%.

وتساءل أيضا ماذا يفعل الرئيس مع شعب60% منه لا تكفى دخولهم الشهرية لسد احتياجهم الأساسية؟ علما بأن هذه الإحصائيات ليست أرقاما جامدة بل هى مؤشرات لاندلاع ثورة جديدة يقودها الجياع.

وقال المفكر السياسي، على المرشح للرئاسة أن يمتلك القدرة الكافية لنزع الفتيل فى ضوء خطط ومشروعات قومية تخاطب العقل وتؤمن البطن، وليس أرقاما على ورق تحاكى مشروع النهضة الذى خرج من بوابة الإخوان ولم يصب أرض الوطن حتى نهاية حكمهم، والأمر ليس فقط مقصورا على قدرة الرئيس على تأمين مطلب الغذاء؛ فبقاء الإنسان على الأرض يحتاج بيولوجيا لتأمين مصدر المياه.

أضاف: "فقد أصبح نقص الأمن المائى هو الشبح الذي يهدد الحياة فى مصر، وقد فشلت كل مساعى حكومات ما بعد الثروة فى التصدي لها، فما خطة الرئيس المحتمل فى مواجهة (كارثة الظمأ)؟، خاصة وقد احتلت مصر مركز الصدارة فى معدلات التصحر على مستوى العالم بنسبة 26%، الذى بسببها تفقد مصر 3.5 فدان من أراضيها الخصبة كل ساعة.

ولفت إلى أنه إذا كانت مصر تعانى من ارتفاع ملحوظ فى معدلات التصحر ونقص شديد فى احتياجاتها من المياه العذبة قد تجاوز 13 مليار متر مكعب ؛ فبماذا سيواجه الرئيس المحتمل تلك الأزمة وإثيوبيا على أعتاب الانتهاء من بناء سد النهضة، الذى من المتوقع أن يفقد مصر 13 مليار متر مكعب أخرى من أصل 55.5 مليار متر مكعب ؟ وإذا كان الأمن الغذائى والمائى يمثلان دعامة البقاء على قيد الحياة ، وكلاهما حق أصيل من حقوق الإنسان، ومصدر مهما للعيش والتعايش ومن ثم الاستقرار على الأرض، فهل يمتلك المرشح المحتمل خطة ناجزة لرفع معدلات النمو الاقتصادي الذى انخفض إلى 2%، فى ظل هروب شبه متعمد للاستثمارات المحلية تسبب فى خسائر قدرها 14 مليار دولار فى العام الأول من الثورة ، وانخفاض ملحوظ فى الاستثمارات الأجنبية وصل إلى ملياري فى 2011 مقابل 6.8 مليار فى 2010م.

وأشار "هاشم" إلى أن التحديات التي تواجه الرئيس المحتمل لم تقف عند أزمة " العيش"، وإنما هناك معضلات كبرى تهدد " تعايش" المصريين فى وطن واحد.

تابع: "معضلة تمثلت فى حالة الانقسام الشديدة فى النسيج المصري ، التى بدأت مع ثورة يناير ، حيث انقسم فيها المصريون إلى ثوار وفلول، وتفاقمت إبان حكم الإخوان وانقسم فيها المصريون إلى إخوان وفلول، وتعمقت بعد عزلهم لينقسم الشعب إلى إسلاميين وكفار.

فكيف يعبر الرئيس بمصر ذلك المنعطف التاريخى الأسوأ، وبماذا سيستعيد الرئيسى منظومة القيم المصرية التى أصابتها سهام الثورة فشوهت معالمها، هذه تحديات تصوغها المرحلة، ونضعها على طاولة المرشحين للرئاسة؛ وتلك هى معايير المفاضلة بين برامج المرشحين، وننتظر مَنْ يملك منهم خطة المواجهة!