• الرئيسية
  • الأخبار
  • أفريقيا الوسطى: استمرار المقابر الجماعية وذبح المسلمين في الشوارع.. حماد: يتعرضون لأبشع الجرائم.. والمجتمع الدولي متواطئ

أفريقيا الوسطى: استمرار المقابر الجماعية وذبح المسلمين في الشوارع.. حماد: يتعرضون لأبشع الجرائم.. والمجتمع الدولي متواطئ

  • 136
محرر الفتح يحاور الشيخ سعيد حماد

لاتزال المذابح الدموية التي يتعرَّض لها المسلمون في أفريقيا الوسطى، والحرائق التي تشعل بيوتهم، مستمرة على يد الميليشيات النصرانية، مع صمتٍ وخذلان عالميِّ مشينٍ.

وتيرة العنف ضد المسلمين تزايدت، في جمهورية أفريقيا الوسطى، التى تعد من أفقر بلدان العالم، وعانت فترة طويلة من توترات دينية، واقتصادية، بين المسيحيين والمسلمين الذين يعملون تقليديا في تربية المواشي، وأكثر ثراء من المسيحيين، الذين يعملون غالبا في الزراعة.

المذابح ضد المسلمين بدأت في شهر مارس 2013 بعد الإطاحة بالرئيس المسيحي فرانسوا بوزيزيه من قبل ائتلاف جماعتين مسلمتين سموا أنفسهم "تحالف سيليكا"، وتنصيب ميشال دجوتوديا، أول رئيس مسلم للبلاد منذ استقلالها عن فرنسا عام 1960.

تطورات الأحداث في الشهور الماضية، والمواجهات المسلحة في قلب العاصمة (بانغي)، أجبرت ميشال دجوتوديا على الاستقالة من منصبه، بفعل ضغوط دولية، وإقليمية، وتنصيب كاثرين سامبا- بانزا، رئيسة مؤقتة للبلاد.

قامت المليشيات المسيحية المسلحة بأعمال عنف أودت بحياة عشرات المسلمين بعد رميهم قنبلة على أحد المساجد، وتمثيلهم بالمسلمين، أمام القوات الرواندية العاملة هناك، وباعتراف قائد القوات الفرنسية بجمهورية أفريقيا الوسطى(الجنرال فرانسيسكز سوريان)، فإن المليشيات المسيحية، هي التي ترتكب الجرائم بحق المسلمين، واعتبرهم الجنرال أنهم "أعداء السلام الحقيقيين".

كل ما فعله الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون هو مطالبته وزير الخارجية الفرنسي لوران لإرسال مزيد من القوات الفرنسية، والأفريقية، إلى أفريقيا الوسطى.

وبحسب ما أوردت المنظمة الأممية العاملة هناك فقد خلفت حرب الإبادة العرقية التى يقودها المسيحيون، آلاف القتلى من المسلمين، ونحو مليون مشرد، رغم وجود قوات فرسنية يقدر عددها بنحو 1500 جنديا، بخلاف قوات الاتحاد الأفريقي التى يقدر عددها بنحو 5400 جنديا.
المهندس سعيد حماد عضو مجلس إدارة الدعوة السلفية قال في تصريحات خاصة لـ"الفتح": إن "الذي يواجهه إخوتنا من المسلمين في أفريقيا الوسطى، يعد من أشنع جرائم الإبادة الجماعية والتهجير القسري.

وأضاف "منظمة العفو الدولية تحدثت عن جريمة "تطهير عرقي"، وهي إحدى أنواع "جرائم ضد الإنسانية" ولكن الواقع أن ما يحدث للمسلمين هناك يتعدى مسألة الطرد القسري أو التطهير العرقي للسكان المسلمين إلى قتلهم بسبب انتمائهم لدين معين، وهذا يؤهلها لتكون "جريمة إبادة".

ووصف حماد "موقف منظمة الأمم المتحدة والمجتمع الدولي مما يجري في أفريقيا الوسطى بـ"المخزي"، حيث إنها نزعت السلاح من المسلمين وأبقت السلاح مع المسيحيين، وبهذا لم يستطع المسلمون أن يدافعوا عن أنفسهم، ولم تردع الأمم المتحدة المسيحيين عن الهجوم على المسلمين".

وتابع قائلاً: "هذا للأسف الشديد يعيد لنا كمسلمين ذكريات مأساوية حين قامت قوات الأمم المتحدة الخاصة بحفظ السلام في البوسنة والهرسك بنزع السلاح من المسلمين وإبقائه عند المسيحيين الصرب، فكان من نتيجة ذلك أن حدثت مقتلة سربنتشا الشهيرة التي راح ضحيتها أكثر من 10 آلاف مسلم بريء، أقرت محكمة العدل الدولية بوصفها "جريمة إبادة".

ومن جهته، أكد محمد أمين عمر، الأمين العام للجنة المختصة بمتابعة الأوضاع في افريقيا الوسطى، أن التدخل الفرنسي الأخير في إفريقيا الوسطى يرجع إلى انزعاج الدوائر الغربية من المُكتسبات التي حصل عليها المسلمون المشاركون في الثورة التي أطاحت بالرئيس الدكتاتوري "فرانسوا بوزيزيه" وجنوده المرتزقة، وأيضا لقطع الطريق على السكان المسلمين الذين أصروا على إدراج مطالبهم الأساسية من الحريات والحقوق الأساسية ضمن بنود اتفاقية مؤتمر المصالحة بليبروفيل.

وكشف عمر، أن الدوائر الغربية انزعجت بشكل أكثر من التمكين الذي حظي به المسلمون في عهد الحكومة السابقة قبل الانقلاب عليها والتي كانت تضم 14 منصب وزاري للمسلمين، ذلك أن الموارد المالية لم تعد محصورة على الوزراء الذين ينتمون للمذاهب النصرانية حيث كانوا يستغلون تلك الإمكانيات علاوة على مناصبهم السامية في الدولة لبناء الكنائس والمعاهد اللاهوتية، وهو ما يؤكد حضور البعد العقدي في التدخل العسكري الفرنسي الأخير في مستعمرتها السابقة جمهورية إفريقيا الوسطى.