تفاصيل مبادرة "الحوثيين" لإيقاف الحرب في اليمن

  • 44
أرشيفية

أعلنت ميليشيات الحوثي المدعومة من إيران مساء أمس الأربعاء، عن ما وصفته بمبادرة سلام جديدة إلى مجلس الأمن الدولي والأمم المتحدة لوقف الحرب باليمن.


ونشر رئيس ما يسمى باللجنة الثورية الحوثية محمد على الحوثي وثائق المبادرة التي قال إن ميليشياته قدمتها رسميًا لمجلس الأمن الدولي والتي جاءت بعنوان "مبادرة لإنهاء المآسي التي جلبها العدوان على اليمن".


وتضمنت المبادرة بحسب الوثائق المنشورة ست نقاط فقط، وهي تشكيل لجنة مصالحة وطنية ثم الاحتكام لصندوق الانتخابات لانتخاب رئيس وبرلمان يمثل كل الشعب اليمني، وكذلك وضع ضمانات دولية ببدء إعادة الإعمار وجبر الضرر.


وفي النقاط الثلاث المتبقية تحدثت المبادرة عن منع أي اعتداء من دولة أجنبية على اليمن، وإعلان عفو عام وإطلاق كل المعتقلين لكل طرف، فيما نصت النقطة السادسة على وضع أي ملف مختلف عليه للاستفتاء.


والغريب في الأمر أن المبادرة الحوثية تجاهلت كليًا الأسباب الحقيقية للأزمة الحالية، وهي الانقلاب والسيطرة على معسكرات وأسلحة الدولة ومقارها ووزاراتها، فضلًا عن احتلالها للمدن اليمنية وفرض أمر واقع بقوة السلاح وإجبار المواطنين على النزوح والتشرد.


كما لم تتضمن المبادرة أي حلول جذرية كانت أو حتى مؤقتة للأزمة الحالية وإختصرتها بلجنة مصالحة وصندوق الانتخابات في الوقت الذي يشكل الانقلاب والإستحواذ على أسلحة ومعسكرات ومقدرات ومحافظات الدولة فضلًا عن احتكامها للسلاح والقوة العسكرية لفرض واقع مغاير للمجتمع اليمني السبب الحقيقي للأزمة والحرب التي تشهدها اليمن منذ العام 2014.


ولم تكتف ميليشيات الحوثي بكل ذلك بل عمدت خلال السنوات الماضية على إحداث شرخ طائفي ومذهبي كبير عندما عملت على تغيير المناهج الدراسية والكتب الثقافية ودور العبادة، بشكل ينافي تمامًا القيم والأعراف والعادات والتقاليد اليمنية في المجتمع اليمني، بالإضافة إلى عسكرة المدن والمدارس والمساجد وحتى المرافق الحكومية وتجنيد الأطفال دون سن الخامسة عشرة، وهو ما يدل بحسب مراقبين سياسيين على نهج إستراتيحي توسعي من الصعب تجاوزه أو حصر معالجته بلجنة مصالحة أو صندوق انتخاب.