طريق الموت يحصد أرواح "الصعايدة".. و"سائقون": يخلو من العلامات الإرشادية ومليئ بالمطبات

  • 481
أرشيفية

بلغت 20 ألف قتيل في العام الواحد

طريق الموت يحصد أرواح "الصعايدة".. و"سائقون": يخلو من العلامات الإرشادية ومليئ بالمطبات


يعاني طريق القاهرة - أسيوط الصحراوي الغربي -أهم الطرق في مصر لأنه يربط محافظات الصعيد بالعاصمة- من كثرة الحوادث عليه، ويشكل هذا الطريق أهمية كبيرة للمشاريع التنموية التي يخطط لها في محافظات الوجه القبلي من الجيزة وحتى أسوان، وقد زادت أهمية الطريق بعد إنشاء الطريق الدائري الإقليمي.


يبدأ الطريق من القاهرة وينتهي بأسيوط بطول 400 كم، ويتكون من اتجاهين كل اتجاه حارتين بعرض إجمالي 15م تقريبا، وهو من أخطر الطرق في مصر وأكثرها في عدد الحوادث والوفيات حسب تقارير حكومية؛ فقد شهد الطريق أعلى نسبة حوادث خلال الأعوام الماضية بنسبة تتعدى 100 حادثة وعدد وفيات يصل 20 ألف حالة في العام الواحد! 


قال المهندس سعيد الديناري، أمين اللجنة الهندسية بحزب النور في بني سويف، إن طريق القاهرة/ أسيوط له أهمية كبرى ويعاني من الازدحام الشديد بسبب توافر الخدمات على طول الطريق مقارنة بالطريق الشرقي الذي لا توجد به أي خدمات، ولا شبكة محمول؛ لذلك يفضل الكثير من المسافرين استخدامه رغم العقبات الكثيرة الموجودة عليه.


وأضاف الديناري أن أهم المعوقات التي تسببت في زيادة معدل الحوادث على الطريق كثرة الحفر الموجودة في الطبقة الأسفلتية، والهبوط الأرضي في أماكن كثيرة بسبب عدم مراعاة الاشتراطات والمعايير الهندسية المتبعة في رصف هذه الطرق.


قال الأسطى صلاح أحمد، أحد السائقين الذين يستخدمون هذا الطريق بشكل يومي، "إن طريق مصر أسيوط به أكثر من 100مطب وقطع عرضي منتشرة على طول الطريق من القاهرة لأسيوط بمعدل مطب كل 4 كم مع عدم مراعاة تلوين المطبات أو وجود علامات إرشادية".


وأضاف أن معظم هذه المطبات غير مناسب لمرور السيارات إطلاقًا؛ بسبب ارتفاعها وصعوبتها، وهناك عدة أماكن تدهور حال الطريق فيها بشكل كبير كمثال بين مركزيّ بني مزار وسمالوط في الناحية المتجهة للقاهرة، والمنطقة الواقعة عند كوبري الفيوم على طريق (بني سويف - الفيوم) مما يزيد من عدد الحوادث لاسيما مع تجاوز السرعة.


وتابع: "أن قلة الوجود الأمني والدوريات والأكمنة المتحركة أدى لكثرة حوادث السرقة بالإكراه، وتكرار حالات قطع الطريق خاصة في نطاق محافظة الجيزة والفيوم، كما أن زحف الرمال في مناطق كثيرة على جانبي الطريق حتى اختفى جزء من إحدى حارتي الطريق كمثال غرب محافظة المنيا والفيوم".

يقول رجب خميس، قريب أحد ضحايا حوادث الطريق، إن عدم وجود علامات إرشادية وكثرة المنحنيات الخطرة والمطبات العشوائية المنتشرة، وضيق الطريق أدى إلى كثرة الحوادث والازدحام الكبير، فالطريق حارتي سير فقط في كل اتجاه مع عدم وجود حارات انتظار وحارات خاصة بالنقل الثقيل.


ولفت إلى أن آخر هذه الحوادث على الطريق كانت الأسبوع الماضي فقد لقي 3 من أبناء القرية حتفهم بسبب ضيق الطريق وعدم وجود صدادات على جانب إحدى المناطق المرتفعة في الطريق؛ مما أدى لانقلاب سيارة نقل انحرفت عن مسارها واصطدام أخرى بها نتج عنه وفاة 3 شباب وإصابة أربعة آخرين.


وأشار إلى أن قلة نقاط الإسعاف وعدم توافر العدد الكافي من السيارات المجهزة أثر في سرعة استجابة مرفق الإسعاف لنداء الاستغاثة، وعدم قدرتهم على توفير الرعاية الطبية العاجلة للمصابين.


وفي تصريح للدكتور هشام عرفات وزير النقل، أعلن تخصيص مبلغ 4.5 مليارات جنيه لتطوير طريق مصر - أسيوط الصحراوي الغربي في مدة 18 شهرًا، وذلك ضمن المرحلة الثالثة من المشروع القومي للطرق التي سيبدأ تنفيذها أول يوليو المقبل؛ ليضم الطريق بعد تطويره 4 حارات في كل اتجاه بعرض 3.6 مترات لكل حارة.