• الرئيسية
  • الأخبار
  • "السمدوني" وكيل "تربية الأزهر" في حواره مع "الفتح": 350 ألف طالب مصري و33 ألف شخص أجنبي يدرسون في جامعة الأزهر

"السمدوني" وكيل "تربية الأزهر" في حواره مع "الفتح": 350 ألف طالب مصري و33 ألف شخص أجنبي يدرسون في جامعة الأزهر

  • 364
أ.د إبراهيم السمدوني مع محرر "الفتح"

 

الدكتور إبراهيم السمدوني مقرر المؤتمر الدولي لجامعة الأزهر في حواره مع "الفتح":

التغريب أحد التحديات التي تواجه الجامعات المصرية

التعليم الأزهري يثبّت ويقوي الهوية الإسلامية والعربية

جامعة الأزهر بها أكبر عدد طلابي في مصر والعالم العربي

نسعى لأن يكون لكل كلية مجلة علمية وموقع على الإنترنت


 


قال الدكتور إبراهيم السمدوني، مقرر عام المؤتمر الدولي الرابع المنعقد الأسبوع الماضي، الذي تعقده  كلية التربية بجامعة الأزهر الشريف  في دورته الرابعة بعنوان "التعليم وتحديات القرن الواحد والعشرين- التعليم الجامعي"،  تحت رعاية فضيلة الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، إنه وفقًا لإحصائيات العام الحالي فإن عدد الطلاب بجامعة الأزهر تخطى الـ 350 ألف طالب تقريبًا منهم 33 ألف طالب أجنبي، وهذا أبلغ رد على من يشككون في الأزهر ومناهجه الوسطية..
وإلى نص الحوار:

  بداية.. ما هي المحاور التي ارتكز عليها المؤتمر؟

عنوان المؤتمر أولًا: "التعليم وتحديات القرن 21 - التعليم الجامعي"، انصبت محاور المؤتمر حول أهم قضايا التعليم الجامعي منها ما يتعلق بالتحديات التي تواجه التعليم الجامعي، وما يواجه ذوي الاحتياجات الخاصة، وتطوير برامج التعليم الجامعي، والتحديات والفرص المطلوبة أو المتاحة أمام التعليم الجامعي.

ما هي أبرز توصيات المؤتمر؟

 هناك توصيات كثيرة لتفعيل التعليم الجامعي عامة، والأزهري على وجه الخصوص، وفي الحقيقة الجامعات الآن في سباق محمود بينها، سواء على المستوى المحلي داخل مصر أو المستوى الإقليمي العربي أو المستوى العالمي، وهناك تصنيفات تخرج بزوايا متعددة لتصنيف الجامعات على مستوى العالم.

وحاليًا تحرص القيادة السياسية ووزراء التعليم ورؤساء الجامعات على أن يكون لكل جامعة مكان بارز في هذه التنافسية، على سبيل المثال هناك توجّه الآن أن يكون لكل كلية مجلة علمية دورية، وموقع على الإنترنت يترجم باللغات، أو بالإنجليزية على الأقل؛ حتى يطّلع العالم على إنتاجنا البحثي، ويكون للجامعة معامل تأثير أكبر فتتقدم من الجامعة الـ500 إلى الـ 400 مثلًا، وهناك هدف إلى أن تكون هناك عشر جامعات مصرية -منها جامعة الأزهر- من أفضل 100 جامعة على مستوى العالم بإذن الله.

ما هي التحديات التي تواجه التعليم الجامعي بشكل عام والأزهري على وجه الخصوص؟

توجد تحديات مرتبطة بأعداد الطلاب؛ فالأعداد كبيرة وهناك ظاهرة عالمية معروفة بتعميم التعليم الجامعي، فكل الفئة العمرية التي ما بين 18: 22 يكونون ملتحقين بالجامعة، وهناك جامعات مثل الجامعات الكندية وصلت نسبة التعليم الجامعي بها لأكثر من 90%.

وأعداد الطلاب الكبيرة في جامعة الأزهر تمثل تحديًا للجامعة من جوانب عدة فمثلًا منها ما يتعلق بالمباني أو الأثاث؛ فهناك أكثر من 350 ألف طالب في جامعة الأزهر على سبيل المثال وهذا تحد كبير.

 

ذكرت أن جامعة الأزهر بها تكدس، وهناك إشاعات بوجود نفور من التعليم الأزهري.. هل هذا صحيح ؟

كلام غير صحيح؛ فآخر إحصائية الآن للعام الجامعي 12017/2018 أن طلاب جامعة الأزهر تخطوا الـ 350 ألف طالب، منهم 33 ألف طالب من دول وافدين، أتوا لجامعة الأزهر من الدول الخارجية، ولا توجد جامعة في مصر أو العالم العربي بهذا الكم من الطلاب، وهذا يعتبر تحديًا.

أما التحدي الآخر فيرجع إلى أن المناهج تحتاج إلى تطوير، تطوير مناهج التعليم الجامعي، أو التعليم الأزهري سواء أكان قبل الجامعي أو الجامعي نفسه، فنحن نعمل في كلية التربية الآن بحيث تكون المناهج مواكبة ومعاصرة للقضايا العصرية.

هناك تحد ثالث أيضا يقابل الجامعات، جامعة الأزهر أو التعليم الأزهري، هو قضية التوظيف أو قضية الخريج، وأقصد مهارات الخريج، هل له مكان في سوق العمل أم أنه سينضم إلى قافلة البطالة الموجودة؟ هذا أيضا تحد نفكر فيه من خلال هذا المؤتمر.

 

بعض المحاضرين في المؤتمر تحدثوا عن التغريب كأحد التحديات التي تمارس لطمس الهوية الإسلامية والعربية.. ما رأيك؟

نعم، في الحقيقة الهوية لها دعائم تتمثل في (التاريخ واللغة والدين)، وإذا أردت أن تطمس هوية أي أمة فلابد أن تعمل على هذه الأشياء الثلاثة وهي: تشويه التاريخ، وإضعاف اللغة وإطلاق اللغة العامية، والثالثة الدين، كجعل الدين مثلًا مادة لا تضاف إلى المجموع أو إلى ذلك؛ لذلك فالتعليم الأزهري يعمل على هذه الثلاثة، فهو يثبت قضايا التاريخ، ويؤكد أهمية وعراقة تاريخنا العربي والإسلامي، ويهتم بالدين واللغة، وقد أنشئت جامعة الأزهر لخدمة الدين واللغة في المقام الأول، فأعتقد أن التعليم الأزهري هو الذي يحاول الآن تثبيت وتقوية الهوية الإسلامية والعربية.

هل ترى ضرورة فرض هذه الدعائم على الجامعات الأجنبية والمدارس الخاصة في مصر؟

لا أؤيد فرض ذلك، لا إكراه في الدين، وإذا كان هناك نوع من الإجبار لتعليم شيء معين فأكيد سيكون هناك نوع من الهروب، والإسلام انتشر في كثير من البلدان وخاصة في شرق آسيا، عن طريق التمثيل الجيد للسلوك، أقصد أنك إذا أردت فرض شيء على التعليم الأجنبي وإذا أردت أن تتحدث عن الجامعات الأجنبية ليروا من جامعة الأزهر، وليروا من كليات جامعات الأزهر السلوك أولًا، والتفعيل الحضاري هنا، وهو ما يجعل الناس تعتنق هذا الدين،أما قضية الإجبار والإرغام هذه لا وجود لها في تاريخنا الإسلامي.

 

ما هي الرسالة التي توجهها من خلال هذا المؤتمر لمواجهة هذه التحديات؟

لابد من إحياء قضية تفاعل المؤسسات المجتمعية مع التعليم، هذه القضية محورية حتى تستطيع الجامعة أو يستطيع التعليم أن يوصل رسالته وأن ينجح في تحقيق أهدافه لابد من عنصر مهم وهو عنصر التمويل، أهلًا وسهلًا بالعودة إلى النظام الوقفي الإسلامي كبديل من بدائل تمويل التعليم الجامعي الأزهري؛ لأن عندنا برامج كثيرة الآن، وعندنا رسائل ماجستير ودكتوراه تتوصل إلى نتائج، لكن تواجهنا دائمًا الإمكانات المادية، هذا رقم واحد، والإمكانات البشرية، وتغيير اتجاهات وإرادة التغيير لدى القيادات وأعضاء هيئة التدريس في جامعة الأزهر تحتاج إلى تنمية بشرية وتحتاج إلى قضايا التدريب المعاصر لهم حتى يستطيعوا التغلب على تلك العقبات وتلك المشكلات.


 
هل تود توجيه رسالة أخيرة لمن يعمل على تشويه التعليم الجامعي والأزهر الشريف ووصفه بالتطرف والإرهاب؟

إذا كانت هذه الدعاوى تخرج من الداخل، أقول لأصحابها إن هناك 33 ألف شخص يأتون إلى الأزهر ليردوا عليكم، ويقولوا إن بضاعة الأزهر مطلوبة وهي رائجة، ويبحثون عنها، أقول لهم إن الدول العربية حينما تطلب أعضاء هيئة تدريس أو معلمين، غالبًا ما تلجأ إلى الأزهر أولًا قبل التعليم العام، أقول لهم إن المراكز الإسلامية في البلاد الأوروبية المختلفة والأفريقية وحتى الدول الخليجية تأتي في شهر رمضان إلى الأزهر وتطلب دعاة أزهريين، أقول لهم إن بضاعة الأزهر رائجة على المستوى الإقليمي والعالمي.