قطوف

  • 155

- قال الحافظ زين الدين العراقي رحمه الله : وأنشدنا الحافظ أبو الفضل بن الحسين لنفسه : استفتح العام بالصيامِ، لله في شهر الحرامْ، وعاشر المحرم صم يكفرْ، عنك ذنوبا مضت لعامْ، وارجع إلى الله من قريبٍ، فإنه غافر الآثامْ، واغتنمِ العمر فإنه ضيفٌ، لا مطمع منه في المقامْ، ولا تكن آيسا قنوطًا، فالعفو من شيمة الكرامْ اهـــ الحافظُ ابن حجر رحمه الله في "الأمالي المطلقة"

- قال ابن رجب: والذي يظهر لي -والله أعلم- أن التطوع بالصيام نوعان:

(أحدهما): التطوع المطلق بالصوم، فهذا أفضله المحرم، كما أن أفضل التطوع بالصلاة قيام الليل.

(الثاني): ما صيامه تبع لصيام رمضان قبله وبعده، فهذا ليس من التطوع المطلق بل صيامه تبع لصيام رمضان وهو ملتحق بصيام رمضان، ولهذا قيل إن صيام ستة أيام من شهر شوال يلتحق بصيام رمضان، ويكتب بذلك لمن صامها مع رمضان صيام الدهر فرضا، فهذا النوع من الصيام يلتحق برمضان وصيامه أفضل التطوع مطلقا، فأما التطوع المطلق فأفضله صيام الأشهر الحرم، وأفضل صيام الأشهر الحرم صيام شهر الله المحرم، ويشهد لهذا أنه -صلى الله عليه وسلم- قال في هذا الحديث: ( وأفضل الصلاة بعد الفريضة صلاة الليل ) ومراده بعد المكتوبة ولواحقها من سننها الرواتب، فإن الرواتب قبل الفرائض وبعدها أفضل من قيام الليل عند جمهور العلماء لالتحاقها بالفرائض، فكذلك الصيام قبل رمضان وبعده ملتحق برمضان، وصيامه أفضل من صيام الأشهر الحرم، وأفضل التطوع المطلق بالصيام صيام المحرم.

- قال الإمام أحمد بن حنبل – رحمه الله - : ( فإن اشتبه عليه أول الشهر-أي المحرم- صام ثلاثة أيام ، وإنما يفعل ذلك ليتيقن صوم التاسع والعاشر)

-عن سهل بن سعد قال ما عدوا من مبعث النبي صلى الله عليه وسلم ولا من وفاته ما عدوا إلا من مقدمه المدينة (صحيح البخاري) وفى فتح الباري: "وذكروا في سبب عمل عمر التاريخ أشياء: منها ما أخرجه أبو نعيم الفضل بن دكين في تاريخه ومن طريقه الحاكم من طريق الشعبي " أن أبا موسى كتب إلى عمر: إنه يأتينا منك كتب ليس لها تاريخ ، فجمع عمر الناس، فقال بعضهم: أرخ بالمبعث، وبعضهم أرخ بالهجرة، فقال عمر : الهجرة فرقت بين الحق والباطل فأرخوا بها، وذلك سنة سبع عشرة، فلما اتفقوا قال بعضهم: ابدءوا برمضان.

فقال عمر: بل بالمحرم فإنه منصرف الناس من حجهم ، فاتفقوا عليه " ... وروى أحمد ... : رفع لعمر صك محله شعبان فقال : أي شعبان ; الماضي أو الذي نحن فيه ، أو الآتي ؟ ضعوا للناس شيئا يعرفونه فذكر نحو الأول.

وروى الحاكم عن سعيد بن المسيب قال : " جمع عمر الناس فسألهم عن أول يوم يكتب التاريخ ، فقال علي : من يوم هاجر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وترك أرض الشرك ، ففعله عمر "