أستراليا وبريطانيا.. الإسلام أكثر الأديان انتشاراً وفقاً للإحصائيات

  • 367
جنيد دار وأبو مالك الصباغ

محاولات عديدة لتشويه صورة الإسلام لا سيما في دول أوروبا وغيرها، من خلال ربط بعض الجماعات الإرهابية كداعش وغيرها بالإسلام، إلا أن جميع المحاولات تبوء بالفشل، لتؤكد الإحصائيات انتشار الإسلام وبكثافة عالية.


يقول الدكتور جنيد دار إمام المركز الإسلامي بغرب لندن والباحث بجامعة الأزهر الشريف، إن المسلمين في بريطانيا عاشوا رمضان الفائت بشكل طبيعي، حيث أدينا التراويح في المساجد ويصومون نهار الشهر الفضيل، وما يمارس عليهم من اعتداءات فهي في الحقيقة اعتداءات فردية وليس من الحكومة.

وأضاف دار، أن الأقلية المسلمة في بريطانيا أمامها عدة عوائق أبرزها ظهور تنظيم "داعش" والجماعات التكفيرية التي تشوه صورة الإسلام، والتي يستغلها الإعلام الكاره للإسلام والمسلمين في إلصاق التهم الزائفة بالإسلام، وترويج "الإسلاموفوبيا"، مما يصد البعض أحيانا عن الدخول في الإسلام أو التأثير على المسلمين المتدينين ممن لا علاقة لهم بهذه الجماعات، بل يرفض أفكارها الإجرامية التي تعادي المجتمعات.

وتابع، المسلمون في بريطانيا مسالمون، وهم جزء حقيقي من المجتمع، إذ يمثل الإسلام الدين الثاني داخل الدولة من جهة عدد السكان بنسبة تزيد عن 5% تقريبا، والأعداد -والحمد لله- في ازدياد بشكل يومي، حيث يأتي إلي المراكز الإسلامي يوميًا، وخصوصاً عقب صلاة الجمعة، أعدادًا كبيرة من المسيحيين وغيرهم لإشهار إسلامهم.

وأردف، أن من المعوقات للأقلية المسلمة في بريطانيا، ظاهرة الانعزال المجتمعي التي تكون عند بعض المسلمين، الذين يستشعرون مع وجود بعض الفوارق بينهم وبين غيرهم، بأنهم مواطنون من الدرجة الثانية، مما يعطيهم شعورا بضرورة العزلة عن المجتمع، رغم ان الإسلام ليس دين عزلة، والأصل فيه الشمولية، وأنه يجمع جميع مناحي الحياة، ورغم ذلك إلا أن أغلب المسلمين في بريطانيا يتبنون القيم البريطانية التي تتوافق مع إسلامهم، وبالتالي يندمجون داخل المجتمع ليكونون جزءا حقيقيا منه، إذ يتولون وظائف كثيرة داخل الدولة، ومنها وظائف سياسية.

يُذكر ان الحكومة في بريطانيا وبعض دول أوروبا بدأت تستشعر أهمية وجود المسلمين كعامل من عوامل الاستقرار داخل المجتمع لأسباب عدة، منها على سبيل المثال لا الحصر زيادة عدد الأطفال المولودين خارج العلاقة الزوجية، والتي وصلت إلى 47.9% في بريطانيا، وفقا لإحصائية منظمة "يوروسستات" للإحصائيات،بالإضافة إلى تزايد نسبة الإلحاد داخل المسيحيين وغيرهم.

 

وإلى القارة الأسترالية حيث تعيش الأقلية المسلمة وسط أجواء هادئة، وازدياد متواصل لأعداد معتنقي الإسلام، حيث يُصنف الإسلام في قارة أستراليا كثاني أكبر دين حالياً وفق الإحصائيات الرسمية.

يقول الشيخ أبو مالك سيد الصباغ إمام وخطيب مركز الشباب المسلم بأستراليا وعضو مجلس الأئمة الأسترالي، أن الأقلية المسلمة في أستراليا تعيش أجواء هادئة مختلفة عن الأقليات الأخرى، حيث يعم الاستقرار بالإضافة إلى وجود حرية حقيقية في الدعوة.

وأضاف الصباغ، أن شهر رمضان الفائت هو أجمل شهور العام، لا سيما في بعض المدن كمدينة "سيدني" وهي من أكبر المدن الأسترالية، والتي بها أكبر تجمع للسلمين وللمراكز الإسلامية والمساجد، حيث ينتشر الإسلام يوميا، وذلك بين جميع الطبقات، بما في ذلك الأستراليين الأصليين، حيث تعترف الحكومة بالإسلام كدين رسمي داخل الدولة.

وتابع، أن انتشار الإسلام يعود إلى عدة أسباب أبرزها التقارب بين الأستراليين وكذا الإندونيسيين، وكذا المعاملة الطيبة التي تكون من المسلمين تجاه غير المسلمين.

وأردف، يعوق انتشار الإسلام أحيانا، بعض الفرق التي تنتسب للإسلام مثل "الاثنى عشرية" الروافض، حيث يقومون ببعض الطقوس التي تؤثر بالسلب على صورة المسلمين، إلا أن الدعوة في المجمل تسير بشكل رائع، والمسلمون يمثلون جزءا مهما من القارة الأسترالية.

وحول الأقليات المسلمة التي تتعرض للاضطهاد وغير الأقليات، يقول الصباغ، نقوم هنا في المراكز الإسلامية بجمع التبرعات، وكذلك تجهيز قوافل إغاثية وغذائية طوال شهر رمضان، ويتم إرسالها إلى إخواننا في فلسطين وأيضا في سوريا، وكذا إلى ميانمار، وذلك وفقاً للقوانين المُتبعة، إذ يستشعر المسلمون في أستراليا المعنى الحقيقي لعقيدة "الولاء والبراء" وأن المسلمون جميعا جسد واحد كما أخبرالنبي صلى الله عليه وسلم " مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ وَتَرَاحُمِهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ مَثَلُ الْجَسَدِ؛ إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى".

يُذكر أن في نهاية 2017 أظهر الإحصاء الأسترالي الجديد، لعدد سكان أستراليا وتوزيعهم الديني، ارتفاع عدد المسلمين في أستراليا بشكل كبير جدا، إلى بنسبة 2.2 بالمئة من إجمالي عدد السكان خلال عامي 2016 و 2017، في الوقت الذي يرى فيه عدد من المراكز الإسلامية أن نسبة المسلمين في أستراليا الآن تجاوزت الـ3% تقريبا، ليكون ذلك بمثابة بشرى لجميع المسلمين، بوعد رسول الله صلى الله عليه وسلم، في حديث تميم الداري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ليبلغن هذا الأمر ما بلغ الليل والنهار، ولا يترك الله بيت مدر ولا وبر إلا أدخله الله هذا الدين بعز عزيز أو بذل ذليل، عزاً يعز الله به الإسلام، وذلاً يذل به الكفر.