عاجل

زوبعة في برلمان أم هوجة متعددة الأهداف

  • 186
أرشيفية


امرأةٌ ارتضت لنفسها ألّا تتكشف، وألّا يراها سوى محارمها، ولا تحب أن تظهر على الرجال سافرة الوجه، فما يُضير هذا أو ذاك، وما يغيظ هذه أو تلك؟

فما بالكم إن كان الأمر دينًا وتدينًا، واقتناعًا وتشبهًا بصحابيات النبي -صلى الله عليه وسلم- وآل بيته الأطهار، نساء تشبهن بأمهاتهن فما دخلكم أنتم وما شأنكم أيها المتطفلون!

عجيبٌ أمركم تركتم كل ما وجب عليكم فعله من إصلاحات، ومحاربة الفساد، والتفكير في حل المشاكل التي تزداد يومًا بعد يوم، وانشغلتم بمن ارتدت، ولمَ ارتدت، وما حكم ما ارتدت، وأردتم سنّ القوانين، وأثرتم البلبلة حتى تردوها عن حشمتها ووقارها، ولكن هيهات لكم، فهذا كلام الله ووعده: {يُرِيدُونَ أَن يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُون}.

كفى المنتقبة فخرًا أنها عفت نفسها، وعفت من حولها عن الوقوع في الحرام، وترك فضول النظر حتى لا تنجرف وراء التيار، التيار الذي جرّد المرأة من ثيابها، وقبله ثقافتها وحيائها، وعفتها ووقارها.

تركتم الحبل على غاربه للكاسيات العاريات ولم توجهوا لهن نصحًا أو إرشادًا، معللين حجتكم بالحريات، وضرورة عدم التدخل في شئون الغير.

تشدقتم بقولكم إن النقاب يُخفي وراءه الجرائم، وهذه ليست مشكلة المنتقبات أيها "المتفزلكون"، لأن الواجب حمايتها وفرض قوانين الأمن والحرص على ردع من يستخدم هذا الزي الطاهر العفيف في ارتكاب الجرائم وتشويه صورة المنتقبات، بل والأخذ على أيديهم حتى يظل لباس أمهات المؤمنين مُكرمًا بعيدًا عن ألسنة المتآمرين، وأفعال المُخربين.

وها هي الزوبعة الأخيرة والتي أظنها ليست الأخيرة كما أنها ليست الأولى، كشفت عن أن هناك منتقبات كثُر -بفضل الله- يُغطين وجوههن عفة وتستر، بل إننا رأينا تحمس نساء وبنات كُثر بفضل ثرثرة من أرادوا الكيد للمنتقبات، فرد الله كيدهم؛ فمنّ الله عليهن بارتداء النقاب، ولا ريب في هذا؛ لأن دين الله كلما حورب اشتد.

وكما هو ظاهر دائمًا أن المشكلة أصبحت محاربة كل ماهو عفيف طاهر يُساعد على انتشار الفضيلة، محجمًا من ارتكاب الرذيلة.

وقد نلاحظ أن هناك توجهًا عامًا لكل من يرى نفسه مغموسًا يود أن يُضيف لنفسه شهرة، يُحدث بلبلة حول قضية هو يعلم يقينًا أنها محسومة، لأنها قضية هوية واعتقاد فصعبٌ على شخص -كائنًا من كان- أن ينزعه أو يتنازع عليه.

ولكن للأسف قد أظهرت الضجة أُناسًا يرتدون نقابًا مختلفًا! نعم يرتدون نقابًا على قلوبهم؛ فطُمس عليهم به، حتى منعهم كبر أنفسهم من الاعتراف بأن هذه عبادة إن لم يكن قد وجب على جميع النساء تأديتها، فقد وجب على الجميع احترامها.