بنا الإنسان المصري

  • 112
أرشيفية


نحيا زماننا ونحن لاهثون خلف حلم الحضارة، غير إن قلة من الدول حققت هذا الحلم الراقي، فهي التي كرست جهودها لبناء الإنسان، فهو أساس الحضارة والعمران. 

لن يبني إنسان الحضارة إلا بالإيمان والمعرفة والطموح وإحياء للمثل والقدوات وبذل بكل ما أوتي من قوة وعتاد، إيمانه هو خزانه الروحي يحميه من شر نفسه ويقيه من غواية خصومه ومغرياتهم، فبقدر رساخة إيمانه وتزكية روحه بتعاليم دينه ومبادئه بقدر مقاومته والسير في طرق الخير. 

إيمانه هو سلاح خوفه ووقود سيره؛ لنعلي قيمة التدين في مدارسنا وجامعاتنا المصرية ولنغرس قيم ديننا ومعالمه في أبناء هذا الوطن.

إنسان الحضارة ثلاثي المعرفة، فهو يعرف ذاته ويعي قيمة وطنه، يعرف واقعه وهموم أمته.

ولن يعي الإنسان المصري واقعه إذا جهل قيمة هذه الأمة وجهل مكانتها، وكذا يعرف مهارات القضاء على سلبيات هذا الواقع.

إنسان الحضارة يملؤه الطموح، ما رضي يومًا بالسفوح، إنسان الحضارة يتخير قدواته ويحذو حذوهم فبذكراهم يتجدد العزم ويحلو العمل، إنسان الحضارة يعمل ويكد فهو دؤوب ومثابر. 

فما ظننا بإنسان مؤمن بربه -العليم المجازي على الصغيرة والكبيرة- وبرسول عظيم قاد أعظم أمة، وشهد له من آزره ومن عاداه، وما ظننا بإنسان عرف آلام واقعه وازداد معرفة بما يطبب به هذه الآلام ويضمد به جراح هذا الوطن.

وما ظننا بإنسان يملؤه الطموح والأمل وتتشاجر دواخله في ذكرى أي القدوات خيرية وبذل وبأيهم يقتدي ويهتدي.

هكذا تبنى الأمم وبهذا تقام حضارتنا من جديد..  فاللهم مصرنا وآمالنا واللهم عروبتنا وأمتنا أجمع.