صدق ومجاهدة

  • 120
أرشيفية

صدق ومجاهدة

بقلم- جهاد ممدوح


إلى أولئك الذين ظنوا بأنهم وصلوا، ما دام في الجسد روح فأنتم على مدرجة سفر، في بوتقة اختبار، معرضون للنجاة مرة وللإخفاق مائة مرة.

إلى أولئك الذين ظنوا بأن الطريق مَظهرٌ وفقط، أخطأتم، بل إنه صبر وعزيمة، تضحية وحب ومجاهدة ثم مجاهدة، أولم تحف الجنان بالشهوات؟! وما تحتاج الشهوات غير المجاهدة؟!

كل بني آدم خطائون وخيرهم التوابون، فاهرعوا إلى الله عند الزلل، واستمدوا منه القوة عند الضعف والخلل، فما حول لنا ولا قوة إلا به، فهو المعين في الطريق، به نستمد العون على المسير، نستقوي منه لنصل إليه. 

وإياك ثم إياك واليأس إذا سقطت القدم سهوًا، إذا حاصرتك الشهوات، وتكالبت عليك الفتن، واجتمع عليك السيئون بتدابيرهم، لا تستسلم!

عُدّ عدتك وعتادك، واشهر راية جهادك، وأعلنها خالصة لله، محاربةً الشيطان والهوى وكل ما بالنفس قد غوى، كن رجلًا إذا اشتد الوطيس، واثبت ولا تركن إلى الهوى، وتذكر قول ربك {وَمِنَ النَّاسِ مَن يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَىٰ حَرْفٍ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انقَلَبَ عَلَىٰ وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةَ ذَٰلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ}.

الدرب المليء بالورود ليس مقياسًا على أساسه يتضح صدق القاصدين، ولكن درب المجاهدة درب الصبر هو درب العارفين الصادقين القاصدين رضا رب العالمين، فيا من ظننتم أنكم وصلتم ويا من يأستم من أن تصلوا، كلاكما أخطأ؛ كل ما في الأمر :"(صدق ومجاهدة).