• الرئيسية
  • الأخبار
  • علماء يشيدون بكلمة "شيخ الأزهر".. ويؤكدون: من يطعن في السُنة يقصد استهداف الإسلام

علماء يشيدون بكلمة "شيخ الأزهر".. ويؤكدون: من يطعن في السُنة يقصد استهداف الإسلام

  • 238
شيخ الأزهر د. أحمد الطيب

شيخ الأزهر ينتصر لمكانة السُّنة النبوية المطهرة.. ويؤكد على حجّية الحديث

الصاوي: لكي تقوم المشيخة بواجبها ينبغي إيقاف الحملة الضارية على تشويهها

عبد المنعم: القرآن جاءنا عن طريق النبي الكريم.. والسنة متلازمة معه

نصر: كلمة "الطيب" قويّة ومعبرة.. ومن يطعنون في "الحديث" يقصدون الطعن في الإسلام




لقيت كلمة شيخ الأزهر الشريف الدكتور أحمد الطيب، حول مكانة السنة النبوية وحجّيتها، إشادة كبيرة من العلماء والدعاة وطلاب العلم، لا سيما وقد أكد خلالها على أن السنة متلازمة مع القرآن الكريم.

قال الدكتور محمود عبد المنعم أستاذ التفسير وعلوم القرآن بجامعة الأزهر الشريف: "جزى الله خيرًا فضيلة الدكتور أحمد الطيب على هذه الكلمة التي دافع فيها عن سنة النبي صلى الله عليه وسلم، رادًا على هذه الحملة الشعواء الشرسة التي تهاجم سنة النبي صلى الله عليه وسلم".

وأضاف عبد المنعم لـ "الفتح"، أن غرض هؤلاء الذين يهاجمون السنة ليس مهاجمة السنة فقط، بقدر ما هي مهاجمة للإسلام، مضيفًا: نحن نقول لمنكري السنة أنتم تقولون سنأخذ بالقرآن فقط، ونحن سنحاكمكم إلى القرآن الكريم، فماذا تقول في قول الله -عز وجل-: { وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا}، وقوله: {مَّن يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ}، وقوله: {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ}، وغير ذلك من عشرات الآيات التي تبين أن طاعة رسول الله كطاعة الله -عز وجل-، ثم إن كانوا قرآنيين كما يقولون فالقرآن من أين جاءنا؟، فلقد جاءنا عن طريق رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مثل السُّنة تمامًا.

وتابع: إذا كان شيخ الأزهر يقول "إن السُّنة فيها ثلاثة أرباع الإسلام"، فأنا أزعم أن في السنة ما هو أكثر من ذلك بكثير، فالقرآن يكون فيه غالبًا المجملات، أما التفاصيل فتكون في السنة، أما السنة فلقد انفردت بأحكام ليست موجودة في القرآن الكريم وهي كثيرة جدًا، والنبي -صلى الله عيه وسلم- حذر من هؤلاء الذين ينكرون السنة، من ذلك قول النبي: "أَلَا إِنِّي أُوتِيتُ الْقُرْآنَ وَمِثْلَهُ مَعَهُ"، فما الذي أوتي النبي إياه مع القرآن، إنها السنة، والسنة وحي كالقرآن قال الله: {وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَىٰ * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَىٰ}، فهذا في وصف رسول الله، فكل ما ينطقه وحي أوحاه الله سبحانه وتعالى إليه.


وأردف، لما طلب بعض الصحابة من عبد الله بن عمرو -رضي الله عنهما- ألّا يكتب عن النبي –صلى الله عليه وسلم- كل ما يقول، فأخبر رسول الله بذلك، فقال -صلى الله عليه وسلم-: "اكتب، فوالله ما خرج من هذا إلا حق"، فالسنة وحي كالقرآن بغض النظر عن المتواتر والآحاد، وفي الحديث قال"أَلا يُوشِكُ رَجُلٌ شَبْعَانُ عَلَى أَرِيكَتِهِ، ...."، وهذه هي المصيبة، أن هؤلاء الأغنياء المترفين الذين يجلسون على المكاتب وفي الغرف المكيفة، بعيدًا عن الدين ودراسته، ويظنون أنهم بأموالهم ومناصبهم يمكنهم أن يتحدثوا عن كل  شيء، فهذه مصيبة في هذه الأيام، فبمجرد أن يكون الإنسان مسئولًا في مكان معين أو وظيفة معينة، أو حتى طبيب مشهور، يعطي لنفسه الحق في الكلام في الدين ولا يجيز لأحد أن يعترض عليه، وهذا ليس من قبيل علمه فهو لا يعلم شيئًا، وإنما من منطلق ماله ووجاهته وغير ذلك.

وأوضح أستاذ التفسير، أن المقصود هؤلاء هم الذين يفسدون في الأرض، ثم يقولون "عليكم بكتاب الله"، وكأنه شيخ الإسلام يتحدث، فيقول "فما وجدتم فيه من حلال فأحلوه ..."، والقرآن في الحقيقة تكلم عن الحرام ولم يتحدث عن الحلال إلا قليلًا، لأن الأصل في الأشياء الإباحة، إلا ما استثني من القرآن والسنة فهو حرام.

وأردف، "يقول الله {أُحِلَّتْ لَكُم بَهِيمَةُ الْأَنْعَامِ إِلَّا مَا يُتْلَىٰ عَلَيْكُمْ} أي أن الأصل أحل الله أكلها والانتفاع بها، إلا ما يتلى عليكم، ثم بيّن لنا بعد ذلك {حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنزِيرِ ....... الآية}، ثم يقول سبحانه: {غَيْرَ مُحِلِّي الصَّيْدِ وَأَنتُمْ حُرُمٌ}، أي أن بقية بهيمة الأنعام التي هي حلال لكم تحرم عليكم إذا كنتم محرمين أو كنتم بالحرم.

وأكد عبد المنعم، أن تفاصيل الشريعة كلها في السنة، الزكاة والأنصبة ووقت إخراج الزكاة والأنواع المزكاة، ومن يأخذ الزكاة، وجميع تفاصيل الزكاة، وجميع تفاصيل الحج وغير ذلك، ثم إن الحديث يبين لنا أحكامًا لم ترد في القرآن، ولذلك قال رسول الله: "ألا إن ما حرم رسول الله كما حرم الله"، ولذلك نسأل: هل هناك آية من القرآن الكريم تحل لحوم الحمر الأهلية، أو تحرم كل ذي ناب من السباع كالقط والنمر والأسد مثلًا؟، وهل هناك آية تحرم علينا كل ذي مخلب من الطير كالنسر والصقر وغير ذلك، الذي دلنا على كل ذلك هو السنة النبوية.

واختتم، نطالب من يتمسكون بالقرآن فقط بالآتي: أولًا لا يجوز أن يأكلوا السمك أو الجراد مثلًا، لأن هذا لم يرد تحريمه في القرأن وإنما ورد في السنة، ثانيًا لا يجوز لهم أن يأكلوا الكبد ولا الطحال مثلًا، فإنه أيضا لم يرد في القرآن، وإنما في السنة، ونقول لشيخ الأزهر "جزاك الله خيرًا، وزادك الله حرصًا ودفاعًا عن الإسلام وليس السنة فقط"، وأنا شعرت من كلماته الهمّ والكرب مما يكيده أعداء الإسلام للإسلام وللمؤسسة العريقة "الأزهر الشريف".   

من جانبه قال الدكتور محمود الصاوي وكيل كلية الإعلام بجامعة الأزهر، إن الأزهر الشريف هو أكبر مرجعية سنية في العالم الإسلامي بكل تأكيد، وهو القائم على خدمة تراث الأمةٌ وحماية عقيدتها وحماية علوم الشرع الشريف.

وأضاف الصاوي لـ "الفتح"، أن تأكيد السيد رئيس الجمهورية على ذلك إيمانًا منه بالدور الكبير الذي تحمله الأمةٌ كلها بين جوانحها للأزهر الشريف، ورجالاته وعلمائه وبياناته وتصريحاته ووسطيته واعتداله.

وتابع، لكن لكي يقوم الأزهر الشريف بواجبه الديني والوطني والقومي والأممي ينبغي أن تتوقف هذه الحملة الضارية عليه، والتي تستهدف إنتاجه ورسالته ورموزه وإعلامه وخطابه، من بعض الأقلام والبرامج الإعلامية، ممن لا يقدرون المسئولية، ويقومون بواجبهم الذي يجب عليه القيام به بدلًا من تسفيه الدور المحلي والعالمي الذي يضطلع به الأزهر الشريف.

وأردف أن السنة والأحاديث النبوية الصحيحة الثابتة محل إجماع وتقديس؛ لأنها وحي الله -عز وجل- لحبيبه المصطفى صلي الله عليه وسلم، ولا توجد أمة من الأمم خدمت نصوصها الشرعية المقدسة كما خدمتها الأمةٌ.

وأوضح أن هناك أيضا خطأ وهو حقيقي فعلًا في القراءة المغلوطة المتشددة أو المتساهلة، بدون التزام القواعد المحكمة والمنضبطة لفهم النصوص الشرعية التي وضعها جهابذة العلماء المتخصصين عبر العصور.


وفي نفس الصدد قال عادل نصر المتحدث باسم الدعوة السلفية، إن كلمة شيخ الأزهرجاءت كلمة قوية ومعبرة، حيث بيّنت مكانة السنة النبوية، وكيف أنها المصدر الثاني بعد كتاب الله -عز وجل-، بل إنها تقف جنبًا إلى جنب مع القرآن الكريم "لقد أوتيت القرآن ومثله معه".

وأضاف نصر لـ "الفتح"، أن السُّنة هي التي تبين مجمل القرآن، وتقيد مطلقه، وتخصص عمومه، وبها يفهم ويعرف كتاب الله -عز وجل-، ولذلك قال الله -عز وجل- في القرآن: {وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ..}، فالسُّنة من جملة الذكر، وقد ضرب شيخ الأزهر مثالًا واضحًا يبين أهمية السُّنة، وأن دعوى الاستغناء عنها بالقرآن دعوى باطلة، حيث ضرب مثالًا بالصلاة، فقال الله: {وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ}، ولم يفسر القرآن كيفية إقامة الصلاة ولا عددها ولا مواقيتها ولا شروطها ولا هيئتها، بل كل ذلك ورد في السنة المطهرة.


وتابع: لو تُركت السُّنة فكيف سيصلي الناس؟، وكيف يحجون؟ وكيف يزكون؟، بل إن كافة فرائض الدين، لن يستطيعوا أداءها إلا بالسنة التي تبين القرآن، ثم إن القرآن هو الذي حثّ على اتباع السنة، فهذه الدعوى الباطلة التي بيّن شيخ الأزهر أصلها وأنها نبتت في حضن الاستعمار في الهند من أناس ادعوا بعد ذلك النبوة، ثم انحرفوا انحرافًا تامًا عن الإسلام، ثم تلقفها بعد ذلك كل من تربى على موائد الغرب، فراح يطالب بهذا الكلام الذي هو في الحقيقة هدم للإسلام، فالسنة حجيتها وردت في القرآن الكريم في مواضع كثيرة من القرآن.


وأشار متحدث الدعوة، إلى أن السنة من جملة الوحي، فقال الله: {مَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَىْٰ}، وكان جميلًا من فضيلة شيخ الأزهر أن بيّن أن ترك السنة يضيع ثلاثة أرباع الدين، أي هدم الدين في الحقيقة، ولذلك فأصحاب هذه الدعاوى مغرضين يطعنون في السنة، وهم في الحقيقة يطعنون في الإسلام، لأن الإسلام قائم على كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم.


واختتم: هذه الكملة التي بيّن فيها عظيم ما قام به العلماء الجهابذة عبر التاريخ مع سنة الرسول، وتفرد الأمة بعلم الرجال "علم الجرح والتعديل"، وكيف بذل العلماء جهدًا خارقًا في دراسة الرجال والأسانيد لتبيين الصحيح من الضعيف، صيانة للسنة وحفاظًا عليها، فهي من مجمل حفظ الذكر الذي وعد الله عنه، ولذلك قيّض اللهُ -عز وجل- للسنة رجالًا وأئمة أفذاذًا أفنوا أعمارهم في دراسة السنة والحديث وعلم الرجال وبيان الصحيح من الضعيف، ولذلك فهذه الكلمة جاءت في وقتها، حيث رمى شيخ الأزهر بها سهمًا في وجه أعداء السنة وأعداء الدين وأعداء الرسول، والعجيب أن بعضهم يتشدق بالاحتفال بمولد رسول الله ثم ينادي بهجر سنته، وحب النبي يستلزم أن نتبعه وأن نعظم سنته صلى الله عليه وسلم.