آباء يبنون وأجداد يهدمون

  • 147
سلسلة قرة العين

 بقلم:- نسرين مهران

أخصائي تعديل سلوك وتنمية مهارات


كثير من أبنائنا في سن الطفولة تصيبهم الحيرة بين طريقتين في التعامل معهم، وهما أسلوب الآباء، وأسلوب الأجداد.

وكثير من الآباء يعانون من عناد الأبناء، ومن ضمن أسباب العناد الثنائية في التربية حيث تعدد مصادر التوجيه والإرشاد، فعند منع الآباء نجد العطاء عند الأجداد، فلذلك يحب الطفل الأجداد، ويكره مَن يعوق إشباع حاجاته حتى لو بها ضرر عليه، مع العلم أن في مرحلة الطفولة لا يعرف الضرر من النفع، ولكن يعرف ما الذي يحقق له الفرحة والمتعة .

وعند خطاب الأجداد يكون الرد بأن اتركوهم يفعلون ما يشاءون، ولاتمنعوهم من التمتع بما يشاءون، ولاتوجوههم أمامنا، فإننا نريدهم أن يفعلوا ما يسعدهم؛ فيفرح الأطفالُ برد الأجداد لانتصارهم على الآباء، وسماعهم بأن يفعلوا ما يريدون، وعند اعتراض أو منع أحد من الآباء يتصدر الأجداد لهم فلذلك هم أحب إليهم من الأب والأم.

وبخاصة عند منع الطفل من الأغذية المحفوظة، والحلوى المضرة غير الطبيعية لما فيها من ضرر، فتجد الأجداد يطعمونها للطفل ولا يمنعونه.

ويبدأ التناقض في ذهن الطفل والتضارب في التربية؛ فنقول للأجداد: "الجميع يعلم أن تصرفكم ينبع من القلب ومن حبكم الحقيقي لأحفادكم، لكن رجاءً أن تحسبوا الأمور بمقاييس غير العاطفة؛ لأن أبناءنا خلقوا في زمان غير زماننا وغير زمانكم .

ونقول للآباء: احذروا من أن تتخلوا عن مسئولياتكم تجاه أولادكم، وأن تقولوا ليس لنا حيلة مع الأجداد، فالأمر يحتاج إلى توازن بين بر الأجداد وتربية الأبناء، فلتتعاونوا سويًا في تربية جيل جيد صالح في نفسه ومصلح لغيره حتى لا يصل لهم مفهوم أن الآباء يكرهوننا والأجداد يحبوننا