القراءة عند الأطفال

  • 238
ارشيفية

القراءة عند الأطفال

بقلم- أ.  ناهد طليمات

تعاني كثير من الأمهات من ضعف مستوى القراءة عند أطفالها أو عدم الرغبة بالقراءة والاطلاع خارج نطاق المواد الدراسية، ومهما نصحت وشجعت لا تجد التجاوب المطلوب. 

ومن أهم أسباب ضعف مستويات القراءة أو إهمال المطالعة لمن كانت قراءته جيدة هو التقنية الحديثة، وما فيها من وسائل التواصل الاجتماعي التي تكون فيها لغة الكتابة والقراءة فيها باللهجات العامية مما يضعف اللغة الفصحى عند الطفل.

وكذلك الألعاب الإلكترونية التي تشغل الطفل عن أي هواية أخرى ولا ينفع مع الإدمان عليها أي نصح أو إرشاد. 

وهنا تحتاج الأم للبحث عن بدائل، وأن تختار البدائل المناسبة لعمر ابنها ورغباته، ومن أفضلها بعض التطبيقات المفيدة لتعليم القراءة والكتابة مثل تطبيق "أنا أقرأ"، الذي يحوي قصصًا جميلة ومتنوعة للأطفال بخط واضح وخلفيات جذابة.

من خلال هذا التطبيق تستطيع الأم القراءة مع ابنها يوميًا، فتقرأ وتستمع لقرائته وتحاوره في فوائد القصة وتلخيصها فتنمي لديه القدرة على الحوار والتلخيص، وتشجعه على نشر التطبيق بين أصدقائه وأبناء الجيران وبعد فترة وجيزة تدعوهم للمنزل وتجعلهم يتناقشون في محتوى القصص من خلال أسئلة بسيطة تطرحها فتنمي لديهم القدرة على النقاش وإبداء الرأي و توزع عليهم الهدايا البسيطة تشجيعًا لهم على الاستمرار.

وسيسعد الأطفال بالهدايا ويتحمسون للقاءات وفعاليات جديدة، وقد تتفاجأ الأم بعد ذلك أنها قد شعرت هي أيضا بالسعادة والتسلية مع هؤلاء الأطفال؛ فترغب بالاستمرار ولو بأوقات متباعدة تناسب ظروفها ومسئولياتها.

كما بإمكان الأم اصطحاب طفلها للمكتبات العامة التي توفر جوًا من المتعة والفائدة من خلال تنسيق القصص بشكل جميل وتأمين المقاعد والطاولات الملونة التي تجذب الأطفال.

ومن الأفكار أو الحلول الرائعة لتنمية القراءة والكتابة عند الطفل مع جعله يعبر عن متاعبه وما يكدر صفو حياته من مشاكل وأحزان؛ فكرة أن يكتب الابن كل ما يضايقه في دفتر خاص ثم يسلمه للأم لتقرأه على انفراد، ثم تسلم الأم لابنها الرد أو الحل في الدفتر فيقرأه الابن، ويستمر الحوار كتابة وقراءة حتى تتوصل الأم مع ابنها لما يريح قلبه الصغير ويسعده.

وقد تتساءل بعض الأمهات: كيف تستطيع فعل كل هذا وهي أيضا مثقلة بالمتاعب والهموم؟ فيأتي الجواب بأن على الأم أن تختار الوقت المناسب الذي تكون فيه متفرغة لهذه المهام، وأن تتناول كوبًا من البابونج قبل ذلك ليساعدها على الهدوء، فكلنا نعلم أن مسئوليات الأم مرهقة جسديًا ونفسيًا. 

ومن الحكمة اختيار الوقت الذي تستطيع فيه الصبر حتى تجعل ابنها يتجاوب معها بسهولة فتستمتع بوقتها معه وتعلمه وتحصل على أفضل النتائج المرجوة من كل جلسة مع الطفل بعون الله.