استشارات أسرية

  • 180
اعداد فاطمة أحمد صابر


استشارات أسرية

إعداد :  فاطمة أحمد صابر

الاستشارة:

"أحبُ ابني حبًا شديدًا لدرجة أني أتخيل أنه قد يحدث له شيء خطير والعياذ بالله، وقلبي يؤلمني جدًا إذا سمعت عن أمر حلّ بطفل؛ أتخيل أنه يحدث له؛ أخاف عليه من كل شيء، أخاف أن يبتليني الله فيه، هل وصلتُ لمرحلة وسواس؟".

 

الجواب:

حبيبتي؛ أُقَدِّر قلقك وخوفك على صغيرك، وأطمئنك أنه لم يصل للوسواس، ولكن تعلقك بابنك يسبب هذا القلق الشديد. 

وحب الابن وتمني الخير له وتفضيله أيضا على نفسك أمر طبيعي وحب فطري، إنما الخلل في التعلق؛ والذي هو عبارة عن مشاعر من الحرمان تنبع من شدة احتياجك لأمر؛ بمعنى أنك تعتبرين حياتك متوقفة على وجود ذلك الشيء، وأنها بدونه ستنتهي وتُظْلِم وتصبح نهاية الحياة. 


لكن الأمر ليس كذلك، بل إن من سنن الله في الكون أن كل شيء في الدنيا يعوَّض، وأنه لا شيء تتوقف عليه الحياة، كذلك أن التعلق بالسبب سبب في أن يكلنا الله له، بينما التوكل على الله هو كفاية من الله للعبد فيما يهمه..

قد تحتاجين لجلسة ومتابعة مع نفسك؛ وسؤالها: لماذا أرى الحياةَ منحصرة فيه؟

هذا يقودك للنظر لجوانب حياتك الأخرى؛ حق ربك ثم حق نفسك وزوجك ووالداك ومن حولك، وموازنة تلك الجوانب مع بعضها البعض..

وعليكِ استشعار أن اللهَ -عز وجل- هو مَنْ مَنَّ علينا بأولادنا

والامتنان لله تعالى بالنعمة يصرف ما قد يرد عليكِ من أفكار سيئة، دافعيها بذكر لحظات عطاء الله لك في ابنك.. ولادته، صِغره، ضحكه.... 

 قولي من قلبك "الحمد لله يا رب، الحمدلله على نعمتك وكرمك ورحمتك وعطائك". 

الامتنان يملأ القلب بكرم الله الحكيم اللطيف الذي لم يرد بنا إلا الخير، كما أنه -عز وجل- لا يكلفُ نفسًا إلا وسعها، فلن يضعك في ابتلاء فوق طاقتك {مَا يَفْعَلُ اللَّهُ بِعَذَابِكُمْ إِنْ شَكَرْتُمْ وَآمَنْتُمْ وَكَانَ اللَّهُ شَاكِرًا عَلِيمًا}.


 وقد يفيد أيضا الاستماع لمحاضرات في معنى الحمد والعطاء واسم الله الكريم ليتعمق المعنى في قلبك أكثر. 

بارك الله لنا في ذرياتنا وأنبتهم نباتًا حسنًا.