غدا.. استفتاء الحكم الذاتي لمسلمي الفلبين

  • 237
شباب جنوب الفلبين بالقاهرة

21 يناير.. استفتاء الحكم الذاتي لمسلمي الفلبين

فلبينيون: الاحتلال الإسباني والأميركي أذاقنا الويلات.. وغير ديموغرافية الدولة

باحث إندونيسي: هدم مساجد المسلمين وسفك دمائهم تاريخ رواه لنا الآباء والأجداد



أثار تصديق الرئيس الفلبيني رودريغو دوتيرتي، على توقيع اتفاقية "قانون بانجسامورو"، والتي تمنح مسلمي الجنوب حق الاستقلال والسيادة، فرحة المسلمين داخل الفلبين، لا سيما بعد عشرات السنين من الاحتلالات المتتالية التي عملت على طمس الهوية الإسلامية داخل الدولة.

وأعلنت جبهة "تحرير مورو" بالفلبين، عن استعدادها للتخلي عن السلاح فور الانتهاء من الاستفتاء السلمي الخاص بقانون "بانجسامورو" الذي ينص على منح حكم ذاتي شامل لمسلمي الجنوب، وتنظيم برلمان خاص بهم، وتسييرحكومة انتقالية بقيادة الحاج مراد إبراهيم، ومن المقرر أن يبدأ الاستفتاء غدًا الاثنين.


الفلبين.. من أغلبية مسلمة إلى أقلية مضطهدة

بهذه الكلمات، بدأ الدكتور عبد الوهاب علماء كويلان مسئول الجالية الفلبينية بالقاهرة كلماته، واصفًا ما حدث لمسلمي الفلبين بـ"الطمس الكامل للهوية الإسلامية في الفلبين"، والتي وصلت إلى سحق الأكثرية لحسابات دولية وغربية، ولعدم التأثير على المنطقة بشكل عام.

وأضاف كويلان في تصريح خاص لـ"الفتح"، أن الفلبين كان عدد المسلمين بها يتجاوز الـ90% من تعداد الدولة، وكانت تُحكم بشريعة الإسلام، بل تعد الفلبين أقدم دول قارة آسيا دخولا للإسلام، وذلك من خلال التجار العرب، حيث مكثت الفلبين إسلامية بدستور شرعي، أكثر من 8 قرون متتالية إلى أن جاء الاحتلال.

وتابع، أن المؤرخين العرب القدامي، كان الواحد منهم إذا ذكرالفلبين لا يذكرها ولا يعرفها إلا بالإسلام، وقد أفرد العلامة محمود شاكر فصلا كاملا للحديث عن "الفلبين" والإسلام فيها، وعاصمتها مانيلا، والتي كانت من قبل اسمها "أمان الله"، ثم حولها الاحتلال، حيث لم يترك أي مسمى إسلامي إلا وقام بتغييره لينساه المسلمون.



 

احتلالات متتالية.. وطمس للهوية

وأردف كويلان، أن التمدد الإسلامي كان سببًا في مجيء الاحتلال الإسباني، وهو احتلال ذو صبغة دينية واضحة، ولا يجوز بأي حال من الاحوال، أن يتم تزييف التاريخ، أو أن يقال أن هذا الاحتلال جاء لنهب ثروات المسلمين فقط، وإنما جاء للقضاء على الإسلام، وليذيق أهل الفلبين الويلات.

وشدد مسؤل الجالية الفلبينية، على ان الاحتلال الإسباني للفلبين مرّ بعدة مراحل، وقد كان المقصود به تطويق المسلمين من الشرق والغرب وحصارهم اقتصاديا وعسكريا، حيث طوق البرتغاليون المسلمين من طريق رأس الرجاء الصالح في جنوب إفريقيا، وكانت بينهم وبين المسلمين موقعة شهيرة في جزيرة سومطرة، ثم تم إجبار المسلمين من القوات الإسبانية على ترك دين الإسلام بالقوة، ثم السيطرة على الثروات الطبيعية.

وأوضح، أن الاحتلال الإسباني، جاء بعده بالتناوب والتنسيق الاحتلال الأمريكي، والذي كان بالتنسيق الواضح مع الإسبان، وقد كتب العلامة محمود شاكر حول هذا التنسيق، والذي انعقد في صفقة مشبوهة، وكان مقر اجتماعها في باريس، ليتم الاتفاق على إبادة مسلمي الفلبين بقوات أمريكية جديدة.

وأشار إلى أن المرحلة الأخيرة كانت احتلال اليابان للفلبين، وذلك بعد الاحتلال الأمريكي الذي نجح في تفرقة كلمة المسلمين، وتهميشهم داخل الجنوب فقط، لتتحول الدفة تماما في الفلبين، وينقلب الأمر فيها إلى النقيض.

 

تغيير للديموغرافية.. واعتقالات بالجملة

من جانبه قال إحسان الحق بن زكريا الباحث الإندونيسي المتخصص في شئون قارة آسيا، إن ما حدث داخل الفلبين كان حرب إبادة واضحة على كل ما هو مسلم داخل الفلبين، لتغيير ديموغرفية الدولية، وبناء دولة جديدة.

وأضاف زكريا لـ"الفتح"، أن المساجد لم تسلم من بطش الاحتلال، ولا نساء المسلمين، ولا اطفالهم، فالقتل كان بالجملة، والاعتقالات كانت عنيفة، وإبادة المساجد ومعالم المسلمين وسفك دمائهم، قصص يحكيها لنا آبائنا وأجدادنا في حكاياتهم اليومية، حيث ثبت من ثبت من المسلمين على الإسلام، وفرّ من فرّ إلى خارج الدولة هاربا بدينه.

وأشار الباحث الإندونيسي، إلى أن ما حدث في الفلبين هو تكرار لتجربة إقليم أراكان، وغيرها من نماذج إسلامية نجحت، ورفض الغرب نجاحها، وعمل على إسقاطها، وإبادة أهلها.

وأكد، أن هذا لم يكن بمنأى عن تواجد الكيان الصهيوني داخل المنطقة، أو وجود أمريكا بقواتها كحارس وفي للقوات الإسبانية لتبادل الغنيمة، ونهب الثروات، ثم القضاء على المسلمين وتهجيرهم من بلادهم.

 

قانون "بانجسامورو"

وفي نفس الصدد يقول منتصر ساندرون الإعلامي الفلبيني، أن هناك مطالبات ظهرت من المسلمين منذ أكثر من 45 سنة، بضرورة استقلال "شعب مورو" جنوب لفلبين، وإيجاد حكم  ذاتي مستقل.

وأضاف ساندرون في تصريح خاص لـ"الفتح"، أن هذا القانون قامت بسببه معارك كبيرة، بين المسلمين المستمسكين بهويتهم وبين الجيش الفلبيني الذي قتل عشرات الآلاف من المسلمين خلال الأعوام الماضية.

وحول إقرار قانون بانجسامورو، قال ساندرون: إن الحكم الذاتي الجديد الذي سيكون عقب الاستفتاء، يتميز عن سابقه بأمور مهمة للغاية منها، اعتراف الحكومة الفلبينية بهوية شعب بانجسامورو الأصلي، وأنه يتمتع بتقاليد وأعراف إسلامية منذ فجر الإسلام الأول.

وتابع، أن بعد مصادقة مجلسي الشيوخ والشعب الفلبيني على القانون، سيبدأ إجراء عملية الاستفتاء في جميع المناطق داخل كيان البانجسامورو، وهذا سيكون في مرحلتين 21 يناير الحالي، ثم  6 فبراير، حيث ينص القانون الجديد على أن هيكل حكومة البانجسامورو وزارية، وينبثق من 80 برلمانيا منتخبا من كل فئات مجتمع بانجسامورو.

وأشار الإعلامي الفلبيني،  إلى أن القانون الجديد ينص على إلزام حكومة مانيلا بمنح حكومة بانجسامورو ب70 بيلون بيزو سنويا، وهذه ميزانية ضخمة في الحقيقة بالنسبة لنا، بالإضافة إلى فتح مجال الاقتصاد العالمي، دون تدخل وإذن من حكومة الفلبين، وبالتالي العمل على تنمية الثروة الطبيعية داخل بانجسامورو، ليكون لها نصيب كبير عن الأعوام الماضية بالمقارانة بحكومة مانيلا بحيث تكون النسبة 75% لبانجسامورو،  و 25% لحكومة الفلبين.

وأوضح، أن القانون بمثابة تأييد عالمي ومحلي؛ وأهم من ذلك دعم قوي لشعب بانجسامورو  لهذه الإتفاقية، حيث أكثر من90 %من شعب مورو راض وموافق على التصويت بنعم لبناء الكيان الجديد، وبناء على القانون ستتحول قوات مورو إلى شرطة تابعة للشرطة الفلبينية كمسؤول عن الأمن الداخلى.

وأكد الإعلامي الفلبيني، على أن الاتفاق يصب في مصلحة شعب بانجسامورو المسلم بالرغم من أنه ليس استقلالا إلاّ أنه يلبى تطلعات وطموحات شعبنا الأبيّ، ونحن بإيماننا الراسخ في الله سبحانه وتعالى، نعلم أنه سيفتح لنا أبواباً للوصول إلى الهدف المنشود بإذن الله، ولا يفوتني أن أناشد العالم العربي والإسلامي بالتأييد والدعم.


 


 

حلم الاستقلال

يقول عبد الوهاب علماء كويلان مسئول الجالية الفلبينية بالقاهرة ، إن حلم الاستقلال لشعب مورو حلما طويلا منذ عشرات السنين، ونحن نحلم بدولتنا المستقلة، وبحكمها الذاتي وفقا لنصوص الشريعة.

وأكد كويلان، أن شعب مورو شعب مسلم، جاهد ضد الاحتلال،  وثبت بعد مراحل عصيبة مر بها في حياته، لم يضعف أما شهوات المال أو النساء أو الجنسية الأوروبية، الذي كان يعرض على الفلبينيين من الإسبان والأمريكان طيلة هذه الفترات.


وأوضح، أن جنوب الفلبين يأمل أن يشهد تغيرا كبيرا عقب الاستفتاء وتصويت الناس بنعم للاستقلال، ليشهد شعب مورو حكما ذاتيا، وبرلمانا جديدا، وإعادة للثروات الطبيعية والاقتصادية، وبداية صفحة جديدة يستعيد فيها المسلمون أمجاد مئات السنين التي مضت، ودفع بسببها الأجداد والآباء من دمائهم.