زيّ موحد للمعلمين.. والبداية من الوادي الجديد

  • 118
أرشيفية


ثارت موجة من السخرية والتهكم على مواقع التواصل الاجتماعي مؤخرًا، بعد الأنباء التي ترددت عن تخصيص زيّ موحد خاص بالمدرسين، يلتزم به المدرس طوال اليوم الدراسي، وظن البعض أن ذلك جاء بموجب قرار وزاري أو بتعميم من قبل الوزارة، إلا أن طارق شوقي وزير التربية والتعليم، أوضح أن الوزارة لا علاقة لها بالأمر وأنه لم يصدر قرارًا بذلك،موضحًا أن الأمر جاء باجتهاد شخصي من قبل أحد المحافظين.

فكرة الزي الموحد للمدرسين ظهرت في محافظة الوادي الجديد بناء على توجيه من المحافظ، الذي أكد أن ذلك الأمر جاء بمبادرة شخصية منه، وتم تطبيقها في بعض المدارس التابعة للمحافظة، وأنه في حال نجاحها سوف يتم تعميم المبادرة على مستوى المحافظة بالكامل.

بدوره، انتقد كمال مغيث، الخبير التربوي، الفكرة وقال إنها مبادرة فاشلة وتوجه فاشي لا معنى له، مشيرًا إلى أن الفكرة تثير المشكلات أكثر من حلها، لافتًا إلى أن تعميم أو تطبيق فكرة الزي الموحد للمدرسين لا بد أن يتبعه لائحة إدارية أو قرار وزاري يحدد آلية ارتداء هذا الزي، وكذلك معاقبة من يمتنع عن ارتدائه، وبذلك نفتح الباب أمام مشكلات جديدة نحن في غنى عنها.

وأوضح مغيث أن تنفيذ القرار لن يتوقف عند إنشاء لائحة إدارية خاصة به فقط، بل إن ذلك يستلزم أن يتم تحديد إطار قانوني لعملية توفير الزي الموحد للمدرسين، متسائلًا: هل سيتم ترك أمر شراء هذا الزيّ مفتوحًا، أم سيتم التعاقد مع شركات ومصانع لتوفيره أم ماذا؟، وكذلك هل سيكون هناك زي واحد فقط يتم الالتزام به طوال العام الدراسي؟، أم سيكون هناك زي صيفي وآخر شتوي؟!

وجدد رفضه لفكرة الزي الموحد للمعلمين، مؤكدًا أن كل ذلك ما هو إلا شاغل جديد للمعلمين يبعدهم عن مشكلات التعليم الحقيقية، كعلاج عملية التسرب وحث الطلاب على العودة للمدارس من جديد، كذلك إعادة النظر في المناهج التعليمية، وتوفير ميزانية كبيرة لدعم عملية تطوير التعليم، فضلًا عن توفير حياة كريمة للمعلمين .

في حين رحب محمد رياض، الخبير التربوي، بالفكرة وقال إن الزي الموحد سيكون له إيجابياته كرفع الحرج عن بعض المدرسين الذين يتحرجون من مستوى وجودة ملابسهم، وسيساعد على إذابة الفوارق المادية بين المعلمين داخل الرواق التعليمي.

وانتقد رياض مهاجمة الناس لأي فكرة جديدة، وقال إنه لا يحبذ الرفض من أجل الرفض، داعيًا إلى عدم التسرع بالحكم على الفكرة، كما دعا إلى طرح الفكرة للمناقشة، واستطلاع آراء المعنيين بها أولًا، ألا وهم المعلمون أنفسهم، مشيرًا إلى أن ذلك الطرح سينتهي إلى اتخاذ قرار مناسب، وهل سيكون الزي الموحد للمعلمين مفيدًا، أم سيكون لا فائدة منه ويزيد من أعبائهم المالية؟

وشدد الخبير التربوي على ضرورة استطلاع آراء المعلمين، وهل هم جاهزون لتطبيق الفكرة أم لا؟ وهل سيكونون مستعدين ماليًا ونفسيًا لتطبيقها أم لا؟ لافتًا إلى أن التطوير لا يأتي دفعة واحدة، بل إن التطوير يكون على خطوات، وقد تكون فكرة الزيّ الموحد إحدى هذه الخطوات، ومن ثم يجب طرح الفكرة للمناقشة أولا والاطلاع على مميزاتها وعيوبها حتى يمكن الحكم عليها، لا أن يتم رفضها لمجرد الاعتراض وفقط.