إيران تبحث عن ناقلات نفط مستعملة.. ولا أحد يتجاوب

  • 78
أرشيفية



قالت مصادر إيرانية وغربية إن إيران تجوب العالم بحذر، بحثاً عن ناقلات نفط مستعملة لتحل محل أسطولها القديم، وكي تبقي على تدفق صادراتها النفطية، في ظل تأثير العقوبات الأميركية عليها سلبياً.

وذكر تقرير نشرته وكالة "رويترز"، اليوم الأربعاء، أنه ومنذ أن أعاد الرئيس الأميركي دونالد ترمب فرض العقوبات على إيران في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، توقفت المحادثات الأولية بين سيول وطهران لشراء ما يصل إلى 10 ناقلات نفط عملاقة جديدة، كما أزالت بنما 21 ناقلة إيرانية على الأقل من سجلاتها. وتبحث إيران الآن عن سفن في دول أخرى مثل فيتنام.

وذكر التقرير أنه "بما أن صادرات إيران من النفط تشكل نحو 70% من إجمالي عائداتها، فإن الحفاظ على أسطول فعال من الناقلات لتخزين ونقل النفط أمر بالغ الأهمية بالنسبة لطهران".

لكن البائعين المحتملين للسفن المستعملة أكثر حذراً هذه المرة من إيران، وذلك بعد إدراج شبكة من شركات يونانية ساعدت إيران على شراء ناقلات، في القائمة السوداء بموجب العقوبات السابقة. كما تنأى شركات التأمين الغربية عن تقديم خدماتها لطهران، مما يعقد محاولات إيران لتصدير النفط الخام للمشترين الذين سمحت الولايات المتحدة بذلك.

وإذا واجهت إيران صعوبات في تصدير نفطها، فقد يكون لذلك تأثير كبير، نظراً لأهمية النفط بالنسبة لميزانيتها، إذ يُقدر إنتاج إيران من النفط بنحو 2.8 مليون برميل يومياً.

وعن هذا الموضوع، يقول مهدي فارزي، استشاري النفط المستقل، الذي عمل سابقاً في شركة النفط الوطنية الإيرانية: "بغض النظر عن القطاع الذي تنظر إليه، ستضع الشركات في حسبانها أنها ستكون معزولة عن النظام المالي الأميركي فيما لو قررت التعامل مع إيران".

ومنذ الدفعة السابقة من العقوبات في عام 2012، أصبح تتبع السفن أكثر تطوراً وتقنيته متاحة بشكل واسع. كما قامت واشنطن باتخاذ إجراءات صارمة ضد المزيد من الشبكات الإيرانية في العالم، مما زاد من خطورة التورط في التعامل مع إيران.

وقال فارزي، الذي يتخذ من بريطانيا مقراً له: "العديد من كبار تجار النفط قلقون للغاية من الذهاب إلى إيران بسبب قرارات الرئيس الأميركي دونالد ترمب، وحتى الصينيون يحاولون الامتثال للمطالب الأميركية".

ونقلت "رويترز" عن مصادر في مجال شحن قولها: "إيران تبحث عن سفن منذ فترة، لكن سيكون الأمر أكثر صعوبة هذه المرة، هناك الكثير من التدقيق الآن، والآمر سيأخذ وقتا طويلاً".

وتشير سجلات الشحن إلى أن 16 من ناقلات النفط الإيرانية يبلغ عمرها 19 عاماً على الأقل، وأن ثلاثاً من هذه السفن تعمل منذ عام 1996.

كما أفاد تقرير نشره موقع "عصر إيران" مؤخراً بأن طهران بحاجة ماسة إلى ناقلات نفط عملاقة لتخزين النفط، حينما تمتلئ مستودعاتها النفطية.

ويشير الموقع في تقريره إلى أنه لو لم تتوفر ناقلات كافية، ستضطر الحكومة الإيرانية إلى بيع النفط في غير الأسواق الرسمية وبأسعار منخفضة جدا، مما سيؤدي إلى هبوط حاد في العائدات وانعدام الشفافية وزيادة احتمالات الفساد المالي والإداري في إيران.