أمراض الصيف.. تناول السوائل وعدم التعرض للحرارة للحماية من مضاعفاتها

  • 57
أرشيفية

تزداد العديد من الأمراض مع حلول فصل الصيف وما يحمله من ارتفاع في درجات الحرارة واشتداد وطأة شمسه، فتظهر العديد من العوارض والمضاعفات، إذ مع ارتفاع درجات الحرارة تنتشر العديد من الأمراض الموسمية، وتكثر العديد من الأمراض، لا سيما بين الأطفال وكبار السن.

أطباء عديدون ركزوا على تأثيرات حرارة الصيف على الصحة، ناصحين بتجنب مخاطرها عبر إجراءات وقائية وتفادي التعرض لها، مؤكدين ضرورة التزود بالسوائل للحماية من الأمراض الناجمة عن التعرض للحر، وارتداء النظارات الشمسية لتفادي جفاف العين.

بدوره قال الدكتور محمود غنايم، استشاري ورئيس قسم الطوارئ في مستشفى دبي، إن التزود بالسوائل أهم عامل للحماية من الأمراض الناجمة عن التعرض للحر، حيث يعتمد الجسم في تبريد نفسه على عملية التعرق، ولذلك فإن عدم تناول السوائل أو انخفاضها إلى مستوى متدنٍ في الجسم يسبب توقف التعرق، ما يؤدي إلى ارتفاع حرارة الجسم وبداية الشكوى من الأمراض الناجمة عن الحرارة كالإجهاد الحراري وضربات الشمس.

وقال الدكتور غنايم: من الضروري تشجيع العاملين المعرضين لحرارة الجو على التزود بالماء عند الالتحاق بالعمل اليومي، وشرب الماء بشكل منتظم أثناء العمل خلال اليوم بتناول لترين من الماء كل ساعتين إلى ثلاث ساعات، والاحتفاظ أثناء العمل بقارورة ماء سعة لترين، واستهلاكها بين كل ساعتين إلى ثلاث ساعات.

وأشار إلى أن من الأمراض الناجمة عن ارتفاع حرارة الجو، الإجهاد الحراري، حيث يحدث عند التعرض للحرارة الشديدة، ما يؤثر في قدرة الإنسان على الحفاظ على حرارة الجسم الطبيعية، ولذلك يجب التخلص من الحرارة المتولدة نتيجة العمل الجسدي بواسطة عمليتي التعرق والتبخر، لكن المناخ الحار والرطوبة المرتفعة يجعلان من حدوث عملية التعرق أكثر صعوبة، ما قد يؤثر في الأداء الذهني والجسدي معاً، وبالتالي فإن عدم القدرة على التخلص من حرارة الجسم بشكل كافٍ يؤدي إلى إمكانية الإصابة بالأمراض المرتبطة بالحرارة.

وأشار إلى أن ضربة الشمس من أخطر الأمراض الناتجة عن التعرض للحرارة الشديدة، وكثيراً ما تأتي بعد ممارسة الأعمال الثقيلة لفترات طويلة في بيئات عمل شديدة الحرارة مع تناول كميات غير كافية من السوائل، ما يجعل ضربة الشمس حادة، وتهدد الحياة، وذلك بفقدان آليات الجسم الطبيعية للتعامل مع الإجهاد الحراري، على سبيل المثال وقف التعرق وفقدان التحكم في درجة الحرارة.

من جانبه، أكد الدكتور عبد الرزاق القدور، استشاري أمراض القلب والأمراض الباطنية في مركز هيلث بلاس للسكري والغدد الصماء بأبوظبي، أن الحر الشديد يؤثر سلباً على مرضى القلب والسكري وضغط الدم والكلى، وذلك مع الجفاف الذي يترافق مع الأجواء الحارة أو شديدة الحرارة، وبالنسبة لمرضى القلب فإن الحر الشديد يزيد لديهم الحاجة إلى ما يسمى بالحصيل القلبي أو حاجة القلب للعمل، ولذلك يجب على المرضى تجنب التعرض للحر الشديد وأخذ كميات كافية من السوائل التي تساعد على ترطيب الجسم وتحسين عمل القلب.

تثقيف

وفيما يخص مرضى ضغط الدم، أشار الدكتور عبد الرزاق إلى أن الحر الشديد للمرضى الذين يعانون من ضغط الدم المرتفع أو السكري معاً، خاصة الذين يتناولون أدوية مدرة للبول، يُحدث لديهم اضطرابات في الاستقلاب أو الأيض، وقد يؤدي إلى ارتفاع نسبة السكر في الدم بصورة مقلقة، وكذلك ارتفاع ضغط الدم، ولذلك يجب تثقيف مرضى السكري بالابتعاد عن الحر الشديد، لأن الوقاية خير من العلاج، كما أن عليهم مراجعة الطبيب المختص لإعادة تنظيم أدويتهم وتقليل جرعات مدرات البول.

وأضاف أن قوانين دولة الإمارات تحظر العمل في الحر وقت الذروة، وهذا يساعد على تجنب التعرض لأشعة الشمس المباشرة للعمال الذين يعملون في مواقع العمل المفتوحة، وعلى العمال الذين يعملون في أجواء حارة المداومة على شرب السوائل وترطيب الجسم بالماء باستمرار، لافتاً إلى أن هذه النصائح تنطبق أيضاً على المصطافين الذين يجلسون أوقاتاً طويلة تحت أشعة الشمس المباشرة.