الفرار من موت إلى موت.. 6.6 مليون لاجئي.. و15ألف طفل سوري يواجهون التشرد

  • 209
بشار الأسد


6.6 مليون لاجئي .. و15 ألف طفل سوري يواجهون التشرد


بعدما تحول الربيع العربي في سوريا إلى خريف قاتل، وشتاء عاصف وصيف مميت، وقضى بشار الأسد ونظامه على أحلام السوريين؛ وشرد ما يقرب من 6.6 مليون سوري، أُجبرو على الهرب من جحيم الصواريخ والرصاص، واحتموا بشواطئ الجيران العرب التي لم ترحمهم هي الأخرى، وكانت لبنان وتركيا والأردن أصحاب النصيب الأكبر من حيث عدد اللاجئيين السوريين الذين استقبلتهم الدول العربية، وفقًا لتقديرات الأمم المتحدة وإحصاءات تلك الدول.

وطبقًا لتأكيدات السوريين فإن تركيا والسودان كانتا من أكثر الدول الإسلامية والعربية ترحيبًا باللاجئيين، وعانى اللاجئين في لبنان ظروفًا قاسية، فهناك ما يقرب من مليون لاجئ سوري مسجل رسميًا لدى المفوضية في لبنان، في حين تشير التقديرات غير الرسمية إلى أن الرقم الحقيقي أقرب إلى مليون ونصف نسمة، ويعيش غالبيتهم في مخيمات عبر البلاد، وخصوصا في سهل البقاع المجاور لسوريا شرق البلاد، وفي بلدة عرسال الجبلية التي تشرف على سهل البقاع، ويعيش نحو 36 ألف لاجئ في أوضاع مأساوية.

ويعيش اللاجئون السوريين تحت خط الفقر حسب المقياس اللبناني، أي أقل من 3.48 دولار للفرد في اليوم، وهو رقم بعيد تمامًا عن أنَّ يوفر لهم احتياجاتهم الأساسية، كما أنَّه لا يحصل كل اللاجئيين على هذا المبلغ.

ولقوانين الإقامة أثر كبير على أوضاع اللاجئيين السوريين وعلى مستقبل أطفالهم، حيث لا يستطيع الكثير منهم دخول المدارس بسبب عدم حصولهم على إجراءات إقامة قانونية. وفي يوليو 2016 كان هناك حوالي 250 ألف طفل سوري في لبنان خارج المدارس، أي أكثر من نصف الأطفال السوريين اللاجئين البالغين سنة المدرسة  الذين يبلغ عددهم 500 ألف، وبالرغم من كل هذه المخاطر، ترى الأسر السورية عدم وجود خيار آخر إلا ترك بلدهم وتعريض أطفالهم للعمالة في الخارج.

وقال بيتور ساسين، ممثل لبنان في مؤسسة تير دي أوم، "كثير من تلك الأسر فقير للغاية ويكاد يفي باحتياجاته ويوفر ما يحتاجه من الطعام"، مضيفا "إذا هدمت هذه المنازل فليس لديهم سبيل لمعاودة بنائها أو استئجار منزل في مكان آخر، وبالنسبة لطفل يكاد لا يأكل ولا يذهب عادة إلى المدرسة فإن فقد المنزل أمر ينطوي على صدمة شديدة. 

ونحن نتحدث عن 15 ألف طفل"، وحذرت هيئة إنقاذ الطفولة‭‭ ‬‬"وورلد فيجن" من أنَّ ما لا يقل عن 15 ألف طفل سوري سيواجهون خطر التشريد إذا مضت الحكومة اللبنانية قدما في خططها بهدم "مبان شبه دائمة"، شيدها لاجئون في جنوب لبنان.‬‬‬‬‬‬

وقالت "‬‬وورلد فيجن" ومؤسسة "تير دي أوم" في بيان مشترك، إن الحكومة اتخذت قرارا في أبريل بإزالة كل ما شُيد بمواد غير الخشب وألواح البلاستيك في بلدة عرسال الحدودية.

وأضاف البيان إن أمام السوريين حتى التاسع من يونيو لإدخال التغييرات اللازمة على مبانيهم وإلا ستزال، ودعت المنظمات الثلاث وبينها "سايف ذي شيلدرن" و"وورلد فيجن" الحكومة اللبنانية إلى وقف تنفيذ قرار الهدم.‬‬‬‬

وذكرت المنظمات في البيان "بالنسبة لطفل لا يأكل سوى القليل، ولا يذهب غالبًا إلى المدرسة، فإن فقدانه مسكنه سيكون صادمًا جدًا"، مشيرة إلى أنه من شأن الهدم أن ينعكس على حياة نحو 15 ألف طفل، وقالت المديرة الإقليمية لمنظمة "سايف ذي شيلدرن" أليسون زيلكوفيتش "تلتقي فرقنا مع أطفال لا يزالون يعانون الاضطراب نتيجة فقدانهم منازلهم في سوريا، ولا يجدر بهم أن يشاهدوا منازلهم تُدمر مجددًا ليعيشوا الصدمة ذاتها مرة أخرى"، وبالإضافة إلى عرسال، فمن المتوقع، وفق المنظمات أن تشهد مناطق أخرى تستضيف سوريين في شرق البلاد إجراءات مشابهة.