• الرئيسية
  • الأخبار
  • بعد 4 سنوات من الاستعمار.. كيف سيطرت موسكو على مطار دمشق الدولي وسرقت الغاز السوري؟

بعد 4 سنوات من الاستعمار.. كيف سيطرت موسكو على مطار دمشق الدولي وسرقت الغاز السوري؟

  • 95
بشار وبوتين


بعد 4 سنوات من الاستعمار الروسي لسوريا

دمشق حقل تجارب.. و"الناتو" يدين استخدامها ميدانًا للتدريب

موسكو  تسرق الغاز  وتسيطر على موانئ طرطوس واللاذقية وقاعدة حميميم ومطار دمشق الدولي ومحيطه


حقق الجيش الروسي مكاسب سياسية وعسكرية واقتصادية، حيث تعامل مع الحرب في سوريا على أنَّها فرصة تعليمية هائلة لجنوده وضباطه ومعداته العسكرية، بعد أن تحولت المدن السورية إلى مسرح للقوات الروسية تقوم فيه باختبار قدراتها القتالية، مشيراً إلى أن حوالي ثلثي الأصول الجوية التكتيكية الروسية تناوبت للمشاركة في سوريا، بهدف تدريب ضباط الأركان والجنود على الحرب الحديثة، قامت البحرية الروسية أيضا باستعراض قدراتها في خوض حرب ساحلية في مجال بحري بعيدا عن المياه الروسية. فالوحدات المجهزة بصواريخ من طراز كروز “كاليبر” المنتشرة ضمن سرب بحريتها المتوسطي - فرقاطات (مشروع 11356M) وكورفت قاذفة صواريخ (مشروع 21631) والغواصات الهجومية الكلاسيكية (المشروع 0636.3) - هي في معظمها سفن حربية حديثة مصممة لكي تعمل على وجه الخصوص على طول السواحل أو بالقرب منها، وهي تشكل تحت تغطية من أنظمة الدفاع البرية القوية (نظام دفاعي صاروخي ساحلي باستيون) وأنظمة الدفاع الجوي (-400) المنتشرة على الأرض في سوريا، أداة ناجعة لعرقلة حرية مناورة أساطيل وطيران حلف شمال الأطلسي عبر إنشاء ستار دفاعي قبالة السواحل السورية بقرابة 63000 جندي، منهم 25700 ضابط، كما شارك أكثر من ثلاثة أرباع طياري وطواقم القوات الجوية في الحرب في سوريا (طائرات قتالية، طائرات نقل، طائرات استراتيجية).

واليوم اكتسبت موسكو نفوذا هاما في المنطقة، ومن الناحية السياسية والدبلوماسية والعسكرية، يتعين على الولايات المتحدة الآن التعامل مع روسيا في الشرق الأوسط إلى درجة لم تضطر إليها منذ عقود، كما زاد الوجود الروسي في سوريا من مبيعات الأسلحة الروسية باستخدام سوريا كحلبة اختبار وإعلان لأسلحتها.

مكاسب اقتصادية

ورغم كل هذه المكاسب الاستراتيجية والعسكرية تسعى روسيا للضغط على دول أوروبا، لتقديم الدعم لإعادة الإعمار، واستخدام قضية اللاجئين كوسيلة ضغط، والعمل على انخراط الشركاء الروسية لإثبات التزامها طويل الأجل تجاه سوريا، وطمعًا في عقود الإعمار التي ستعود بالنفع الاقتصادي على الشركات الروسية، كما أنَّ الاكتشافات الضخمة من النفط والغاز في شرق المتوسط، تسعي روسيا إلي ضمان حصة من عقود التنقيب والاستخراج فيها، ونقل الغاز، بما يسهم في تعزيز قدراتها وإمكاناتها للسيطرة على سوق الطاقة، من خلال الربط بين مواقع الإنتاج ومناطق الاستهلاك، وإلي جانب كونها معبرا للغاز القادم من آسيا الوسطي، تسعي موسكو إلي ربط الغاز في المتوسط بالغاز القادم من إيران وقطر، من خلال جعل سوريا ممرا إجباريا لخطوط النقل إلي أوروبا، وهو ما وجد ترجمته الفعلية في الاتفاق على منح سوريا شركة غاز بروم الروسية في أكتوبر 2013 امتيازا لمدة 25عاما لاستخراج الغاز من الحقول الواقعة في المياه الإقليمية السورية.

كما اتفقت روسيا مع قبرص على منح سفن البحرية الروسية حق الرسو في المرافئ القبرصية،وهو ما يتيح لموسكو إمكانية الرصد والتنصت على قاعدة "أكروتيري" البريطانية الموجودة على الأراضي القبرصية، وهي أهم قاعدة رصد إلكتروني لحلف الناتو في المنطقة، واستغلت موسكو وجودها بسوريا في التقرب إلي اليونان والاحتلال الصهيوني.

مصير الجيش الروسي

بعد ما بيّناه في التقرير من مزايا ومكاسب عسكرية وسياسية واستراتيجية ومادية واقتصادية، يتضح أنَّ موسكو، وجدت ضالتها وغنيمتها الكبرى في الأراضي الروسية، وأنَّه من الصعب أن تفرط روسيا في هذا الوضع الذي يحقق لها أفضلية على الولايات المتحدة الأمريكية فيما يخص الأوضاع في الشرق الأوسط، ودور الدولتين العظمتين في المنطقة، وخاصة أن ذلك التفوق لم يتاح لروسيا منذ انهيار الاتحاد السوفيتي عام 1991، كذلك لن تفرط موسكو في وضع يضمن لها موانئ سورية وعربية وأوروبية كبيرة، وبالتالي تهدد أمن دول حلف شمال الأطلسي "الناتو"، وكذلك لن تدع حقول النفط والغاز، وتحديد الغاز الطبيعي لأنَّه وفقا للتقارير، فإن سوريا تملك في أراضيها أكبر احتياطيات الغاز الطبيعي في المنطقة، وكما سردنا ووفقًا لتقرير ناشونال انترست، وتصريحات خبراء عسكريين في حلف الناتو، فروسيا لن تترك سوريا بسهولة وإن تركتها ستكون أمنت كافة مصالحا باتفاقيات طويلة الأجل، مع روسيا وغيرها من دول المنطقة، وستترك ورائها قواعدها البحرية والجوية في الموانئ والمطارات تأمينًا لتلك الأوضاع التي تعود عليها بنفع كبير.

استعمار روسي

وفي ذلك السياق، قال تيسير النجار المحلل السياسي السوري،  أنَّ وجود روسيا داخل المدن السورية سيطول، وأنَّ روسيا لم تأتي لسوريا لنزهة أو لعب، وأنَّ وجود الجيش الروسي في سوريا هو استعمار وليس تدخلًا، موضحًا أنَّ قيادات الجيش الروسي الموجودين في سوريا اليوم هم من كانو في أفغانستان، بالإضافة لاستدعائه مرتزقة من الشيشان ودول الاتحاد السوفيتي، يعني أنَّ وجود روسيا في سوريا سيكون طويلًا، وبالتالي يخشى بوتين من موت جنود روس في سوريا، مضيفًا أنَّه لا يوجد من يستطيع أن يطلب من روسيا الخروج، وأنَّ الأسد لا يريد خروجه وإنَّ أرداد لا يستطيع أن يطلب منها الخروج ولا يملك سلطة أو سيادة لذلك.

وأكد المحلل السوري، في تصريح خاص لـ"لفتح" على أنَّ بوتين يسعى لوجود طويل الأجل في سوريا، للحفاظ على الموانئ والمطارات والنفط والغاز، والأثار التي تسرق يوميًا من سوريا، كما أنَّ روسيا هي من تورد الأموال التي تدفعها دول أوروبا وعلى رأسها إيطاليا مقابل الغاز الطبيعي السوري، كما أنَّ بوتين يستغل وجوده في سوريا لمجابهة الولايات المتحدة الأمريكية واستعادة هيبة الاتحاد السوفيتي.

وتابع النجار، أنَّ روسيا لن تدع الأراضي السورية، حتى تتحكم بالكامل في الموانئ والمطارات وأبار النفط والغاز الطبيعي وحتى في شكل ومضمون وسياسات الحكومة السورية المقبلة، "إنَّ كان هناك حكومة"، وفق تعبيره

وقال عادل الحلواني، ممثل الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية بالقاهرة،  إنَّ فلاديمير بوتين وجد في سوريا كل ما يحلم به من أجل تثبيت منصبه، وتحدي واشنطن، وتخويف أوروبا، واكتشاف نفوذ له في منطق الحرب بالشرق الأوسط، وتدريب جيشه، وبيع سلاحه، والسيطرة على موارد سوريا من النفط والغاز، والموانئ، والمطارات والسواحل السورية لعشرات السنين، وهو ما يعني استنزاف موار سوريا والتحكم بسيادتها، بعدما قتل وشرد شعبها والعالم يشاهد، فكيف سيفرط بوتين في وضع لم يكن يتمنى أفضل منه.

نهب الثروات

وأضاف الحلواني في تصريح خاص لـ "الفتح"، أنَّ الجيش الروسي أو على الأقل المرتزقة السوفييت وقادتهم لن يرحلوا من سوريا قريبًا، وأنَّ الفترة الحالية سيهرع بوتين لعقد أكبر اتفاقيات مع نظام بشار للتحكم والسيطرة في كافة الموار والثروات السورية، مثلما حدث في اتفاقية ميناء طرطوس واللاذقية وقاعدة حميميم الجوية ومطار دمشق الدولي، وكذلك أي إتفاقيات مستقبلية بشأن سوريا إن وجدت سينتج عنها بقاء روسيا داخل سوريا للحفاظ على القواعد العسكرية في المياه السورية، وللدراسات التي أكدت وجود العشرات من حقول النفط والغاز الطبيعي في سوريا، والمشاركة في الإعمار من أجل أن يستفيد الاقتصاد الروسي والشركات الروسية من مليارات إعادة الإعمار.