كيف تطورت تقنيات الاتصال إلى الجيل الخامس؟

  • 209
أرشيفية

تقنية الجيل الخامس أو الـ«5G»، إحدى تقنيات الاتصال التي ستحدث ثورة عالمية في الاقتصادات والمجتمعات، والوسيلة الأفضل حتى الآن لمواجهة الطلب المتصاعد على البيانات.


وقد تطورت هذه التقنية منذ الجيل الأول «1G» للهواتف النقالة، التي لم تتعدّ وظيفتها التحدث مع الطرف الآخر، إلى تقنية الهواتف الذكية التي تعرض الفيديوهات بدقة متناهية.


وتم إطلاق أول نظام اتصالات محمول تناظري تجارياً بأميركا في خمسينيات القرن الماضي، إلا أنه لم يحظ بالإقبال المطلوب في الأسواق لسنوات عدة. وبعد 3 عقود، دخل الجيل الأول من الهواتف المحمولة الأسواق، والذي استخدم الإشارات التناظرية.


وبفضل تطور المعالجات الدقيقة، تمت رقمنة اتصالات الهواتف النقالة التناظرية. وتحسنت جودة الصوت والاستقبال، إلى جانب ظهور تقنية الرسائل النصية، التي عكف الملايين على استخدامها.


وبعد سنوات قليلة، تمت إضافة موجات الراديو لتقنية الجيل الثاني، ليصبح في مقدور المستخدم تصفح الإنترنت على الهواتف المحمولة بشكل بدائي.


وبحلول الألفية الثانية، بزغ فجر تقنية الجيل الثالث «3G»، لتزيد سرعة تصفح الإنترنت على الهواتف المحمولة.


ونظراً إلى الحاجة لتقنية تملك موجة عريضة تكفي لتغذية العدد المتزايد من الأجهزة الذي يتصل بالإنترنت يومياً، باتصال أسرع بالإنترنت، كان لابد من توفير تقنية الـ«5G».


وتقدم تقنية الجيل الخامس، زيادة في سرعة الاتصال بالإنترنت ومساحة التغطية واستجابة الشبكات اللاسلكية، وهي أكثر العوامل المميزة لها. ورغم أن العمل لا يزال جارياً في البنى التحتية لهذه التقنية، إلا أنه يمكن القول إن سرعتها تفوق السرعة الحالية على الهواتف الذكية الحالية من 10 إلى 100 مرة. وفي الحقيقة، هي أسرع من أي شيء متصل بأي كابل للألياف الضوئية.

فوائد هذه التقنية
تهدف هذه التقنية في الأساس، لتحقيق أعلى معدل من البيانات وأقل وقت للاستجابة مع الشبكات الأخرى وخفض استهلاك الكهرباء وتحسين مقدرة النظام والأهم من ذلك، ربط أكبر عدد من الأجهزة.

زيادة السرعة
ومن الصعب التكهن بسرعة الجيل الخامس قبل توحيد هذه التقنية بطريقة سليمة. لكن شركة كوالكوم عرضت في مؤتمر الموبايل العالمي الأخير نموذجاً اختبارياً يحاكي سرعة الجيل الخامس. ويتوقع لهذا النموذج، متوسط سرعة 490 ميجابت في الثانية، واستخدام موجة 3.5 جيجا هيرتز فئة الجيل الخامس في الهواتف النقالة.

سرعة الاتصال
تتميز تقنية 5G، بسرعة استجابتها مع الشبكات الأخرى، ففي الوقت الذي تستغرق فيه سرعة استجابة تقنية 4G، نحو 20 ميلي ثانية، تقلص تقنية 5G هذا الوقت إلى ميلي ثانية واحدة فقط. ويكتسي زمن الاستجابة هذا أهمية لألعاب الفيديو وتقنية الواقع الافتراضي. كما تساعد أيضاً الأطباء الذين يجرون عمليات عن بعد عن طريق الروبوتات.

زيادة الاتصال
وربما تكون هذه الميزة، أكثر فوائد تقنية 5G، المصممة بطريقة لتتصل بأكبر عدد ممكن من الأجهزة، مقارنة مع الشبكة التقليدية للهواتف النقالة، حيث تعمل على دعم الأجهزة الكثيرة التي تشكل جزءاً من إنترنت الأشياء. ويتم تصميم شبكات 5G، بطريقة تتلاءم مع المعدات المستخدمة من قطاعات عديدة مثل أجهزة الصراف الآلي «إيه تي أم». وتستعد تقنية 5G، للتأثير على القطاعات الرئيسة مثل الإعلام والنشر والرعاية الصحية والألعاب والسيارات والمواصلات العامة والمرافق.


وهذه التقنية مقرونة مع إنترنت الأشياء، من المتوقع أن تلعب دوراً كبيراً في الحياة اليومية لتحدث ثورة في تعامل الشركات مع عملائها. ولن تقتصر فوائد الـ«5G» على الهواتف المحمولة فحسب، بل تتعداها لأجهزة أخرى مثل التلفزيون والأجهزة القابلة للارتداء والسيارات وحتى الثلاجات.


كما ستستفيد منها بقوة القطاعات الصناعية والتجارية في الأجهزة والمعدات التي تعمل بالاستشعار عبر إنترنت الأشياء والذكاء الصناعي.