خبراء تغذية: البيض يحوي النوع النافع من الكولسترول ويقي من الزهايمر

  • 105
أرشيفية



يعرف البيض بأنه من أكثر الأغذية الصحية والغنية بالعناصر المفيدة، لكن دراسات عديدة أثبتت أنه يحوي نسب كولسترول أعلى من مثيلاتها في الأطعمة الأخرى.

وطرحت قناة "بي بي سي" مناقشة لدراسات وآراء خبراء، حول إذا ما كان البيض مسببا لأمراض القلب أم إذا كان الطعام الصحي الذي يحافظ على دوره في حماية صحة الإنسان؟!

يقول كريستوفر بليسو، بروفيسور التغذية في جامعة كونيكتيكوت الأمريكية: "إذا كان ثمة طعام يكون صحيا فالبيض هو الأمثل، فهو متوافر وسهل الطهي ومليء بالبروتين والعناصر الأخرى".

وذكرت إحدى الدراسات أن تناول البيض مع طعام آخر يعزز من امتصاص الفيتامينات؛ كفيتامين "إي" الموجود في السلطة الخضراء على سبيل المثال.

ورغم ما سبق، فقد أثبتت الدراسات أن صفار البيضة الواحدة يحوي 180 مللي من الكولسترول، أي نصف الكمية المتاح تناولها منه لتجنب أضراره على القلب، وذلك حسب نصيحة منظمة الغذاء الأمريكية.

والكولسترول هو دهن أصفر يوجد في المعدة والأمعاء كما سائر خلايا الجسم، ويشتهر بضرره بين الناس، إلا أنه يساعد في بناء جدران خلايا الإنسان، كما يعزز امتصاص فيتامين "دي" وإنتاج هرموني "التستسترون" و"الإستروجين"، ويصنع الجسم الكولسترول بنفسه أو يستهلكه من المنتجات الحيوانية واللبنية.

وينتقل الكولسترول بواسطة بروتين "لايبو"، والذي يرجح العلماء أن كثرته تسبب أمراض القلب، لكن الأمر غير مؤكد علميا؛ لهذا لم تحذر أي جهة صحية في أمريكا أو بريطانيا من تناوله ولكن النصيحة بتقليل كمياته.

وبالنسبة للبيض، فرغم احتوائه على نسب كولسترول أعلى من الأغذية الأخرى من لحوم وحلوى وألبان، فالبيض لا يحوي الدهون المشبعة المسببة لكولسترول الدم؛ بحسب أستاذة التغذية الأمريكية ماريا لاس فيرنانديز.

ويضيف البروفيسور كريستوفر أن الكولسترول لا يكون ضارا على الأوعية الدموية إلا إذا كان مؤكسدا، بينما لا يحوي البيض كولسترول مؤكسد بل يحتوي كولسترول البيض على مواد مضادة للأكسدة إلى جانب أن الكولسترول يحمل بعض الفوائد للقلب، فالنوع عالي الكثافة منه يتكسر في المعدة منتجا جزيئات تمنع تكون الكولسترول في الأوعية الدموية.

وتقول البروفيسور لاس فيرنانديز، إن المسألة متعلقة بموازنة نوعين الكولسترول عالي الكثافة الموجود في البيض، مع منخفض الكثافة ذي الضرر على القلب، حيث يؤدي تزايد الكولسترول النافع لمقاومة الآخر الضار.

ويتابع البروفيسور كريستوفر أن الإنسان يصنع الكولسترول في جسمه، وبالتالي فإن أي زيادة منه يدخل عبر الطعام يرفع نسبته في الجسم؛ وبالتالي في الدم.

ويضيف كريستوفر أن الأشخاص ذوي البدانة العالية هم أقل تعرضا لذلك؛ حيث لا ترتفع نسبة الكولسترول لديهم بتناول المزيد منه كما يحدث مع الأشخاص الأقل وزنا؛ لذا لا يعد البيض ضارا لذوي الوزن الزائد ولا حتى لقليلي الوزن؛ لأن البيض يحوي النوع النافع من الكولسترول، والذي حتى إذا رفع نسبته في الجسم؛ سيقاوم النوع الضار منه.

ورغم أن ما سبق ينفي قطعا علاقة البيض بأمراض القلب، إلا أن فريقا في جامعة إلينوي الأمريكية أجرى دراسة على 30 ألف شخص، والتي ترتب عليها وفقا للبروفيسور نورينا آلن، أن تناول 300 مللي إضافية من الكولسترول يوميا يسبب أمراض القلب بنسبة 18% والوفاة بـ17%.

وأضافت نورينا أن ذلك يعني تسبب نصف بيضة يوميا في احتمال الإصابة بأمراض القلب بنسبة 8% والوفاة بنسبة 6%.

وأوضحت قناة "بي بي سي" أن الدراسة الخاصة بجامعة إلينوي تعتمد على الملاحظة بعيدا عن الفحص الدقيق، حيث كان الباحثون يسألون الأشخاص المدرجين في العينة البحثية عما يأكلون خلال الشهور أو السنوات الماضية فقط.

وعلى عكس الدراسة السابقة، فقد أجرت جامعة صينية دراسة على نصف مليون مراهق، والتي خلصت إلى أن تناول البيض يوميا يخفض نسبة الوفاة بأمراض القلب بـ17% والوفاة بالجلطات بـ28%، ولكن الدراسة كسابقتها مبنية على الملاحظة وليس الفحص العلمي الدقيق.

ووفقا للبروفيسور كريستوفر، فالبيض يبقى -بعيدا عن أمر الكولسترول- سببا جيدا للوقاية من الأمراض، فالبيض يحوي -على سبيل المثال- مركب "التشولاين" الذي يقي من حدوث الزهايمر كما أثبتت الدراسات.

وقالت البروفيسور إليزابيث جونسون، إن صفار البيض يحوي مادة "اللوتونين" المفيد لسلامة شبكية العين والحفاظ عليها من التلف.