بعد عام على حكم تميم بن حمد.. المال لا يشتري شيئاً

  • 103
الأمير تميم بن حمد

بعد أقل من 20 يوماً، تحتفل قطر بمرور عام على تولي تميم بن حمد آل ثاني مقاليد الحكم في قطر خلفاً للأب الذي تنازل له عن عرش الإمارة الثرية.

وخلاصة "سنة أولى حكم" أن المال قد لا يشتري شيئاً، في إشارة إلى مواجهة الأمير الشاب البالغ من العمر 34 عاماً صعوبات كبيرة في التعامل مع الملفات الشائكة التي تحيط به وبالدوحة، فقد سقط حكم الإخوان "الحليف المفترض" بعد مضي أسبوع على توليه الحكم، وكانت قطر قد بادرت بدعم "مرسي" بـ 8 مليارات دولار، ولكن تمت الإطاحة به في الأيام الأولى لحكم تميم، ولم ينجح المال القطري في شراء نفوذ سياسي من خلال الدولة الأكبر في المنطقة العربية.

وتصاعدت حدة الخلافات مع الدول الخليجية حول الملفات الإقليمية، وخاصة المصري والسوري، إلى حد قيام المملكة العربية السعودية والإمارات والبحرين بسحب السفراء من الدوحة في مارس الماضي، هو إجراء يؤشر إلى وصول علاقة الرياض وأبوظبي والمنامة مع الدوحة إلى طريق "مسدود"، وعلى الرغم من محاولات "لم الشمل" مقابل مراجعة الدوحة لسياساتها، إلا أن ذلك لم يحدث.

القنبلة الأكبر التي تواجه الأمير الشاب تتمثل في ضغط الإعلام العالمي، وبعض الشخصيات النافذة في الفيفا لإعادة التصويت على ملف مونديال 2022، ما يهدد بحرمان الدوحة من استضافة كأس العالم، والذي تعاملت معه قطر باعتباره ليس مجرد بطولة لكرة القدم، بل قاطرة تنمية وإنطلاق نحو المستقبل، ما دفعها إلى تخصيص 200 مليار دولار لإنجاز مشروعات البنية التحتية اللازمة للمونديال، والتي من شأنها تحقيق قفزة حضارية غير مسبوقة في تاريخ قطر، وجاءت الإتهامات بوجود رشى وفساد في التصويت لمصلحة قطر، لتهدد بقوة حلم قطر "الرياضي والإقتصادي"

واللافت في الأمر، على حد إشارة تقرير لـ"بلومبيرج"، أن قطر تحاول دفع المليارات من أجل تسويق إسمها على الساحة العالمية، ولكن النتائج جاءت عكسية بصورة غير متوقعة، فالعالم بأسره يتحدث الآن عن الفساد المحيط بملف قطر لمونديال 2022، وبين عشية وضحاها تحول حلم المونديال إلى كابوس.

منذ تنازل الأب حمد بن خليفة آل ثاني عن عرش الدوحة، تصاعدت الأزمات وتعقدت الملفات، ما دفع "بلومبيرج" للقول إن الأب كان أكثر قوة، فقد وصلت معه قطر إلى قمة نفوذها السياسي والإقتصادي، وأصبحت الدولة الأولى في العالم بالنظر إلى نصيب الفرد في الناتج المحلي الإجمالي بحكم إحتياطات الغاز الطبيعي الكبيرة التي تملكها، كما سجلت قطر في عهد "الأمير الوالد" حضوراً لافتاً في عدة ملفات منها وصول الإخوان إلى الحكم في مصر، وسقوط معمر القذافي، فضلاً عن وصول الذراع الإعلامية "قناة الجزيرة" إلى قمة تأثيرها في المحيط العربي، ولكنها الآن تتراجع مهنياً وخاصة في ما يتعلق بتغطيتها للشأن المصري.