تقرير لـ"راند" حول القاعدة والجماعات الجهادية فى العالم

  • 119
راند

راند": القاعدة فى مرحلة الضعف والجماعات الجهادية تزداد نمواً وسوريا تحتضن نصف جهاديين العالم

ضعف الحكومات المحلية سبب انتشار الإرهاب
التقرير يوصى أمريكا بعدم التدخل العسكرى التقليدى واستخدام الشراكة مع مجمواعات المصالح
"التهديد الحقيقى".. تحت هذا العنوان أصدر معهد بحوث الدفاع الوطني الأمريكي "راند" تقريره الأخير حول تطور تنظيم القاعدة والجماعات السلفية الجهادية فى العالم للباحث "سيث جونز" وهو التقرير الذى أعد لمكتب وزير الدفاع الأمريكى ( OSD).

وأجري البحث في RAND بتمويل من مركز التنميةOSD ، ليقدم التوجيه للمسئولين الحكوميين الأمريكيين المشاركين في مكافحة الإرهاب والأركان المشتركة، والبحرية، ومشاة البحرية، وكالات الدفاع، والدفاع الاستخبارات الجماعة, ومكتبة الكونجرس, ليدعم اتخاذ القرارات من خلال البحث والتحليل الوارد فى الدراسة.

ويتناول البحث تطور تنظيم القاعدة وغيرها من الجماعات، والآثار المترتبة على سياسة الولايات المتحدة السابقة فى التعامل معها من خلال دراسة تحليلية تاريخية لنشأة تنظيم القاعدة وتطو الجماعات منذ عام 1988 حتى مطلع العام الحالى 2014. ويركز هذا التقرير على وجه الخصوص من يصفهم بالمتشددين الإسلاميين السنة أو الجماعات السلفية الجهادية.

ويشير التقرير إلى أن تنظيم القاعدة كان قويا فيما مضى ثم ضعف فى الأعوام الأخيرة ولم يعد وجوده يشكل تهديدا رئيسيا للولايات المتحدة بمثل ما تمثله السلفية الجهادية وغيرها من الجماعات الإرهابية.

ويستشهد التقرير بقول مارك سيجمان، ضابط وكالة المخابرات المركزية السابق، إن تنظيم القاعدة لم يعد ينظر إليها على أن وجودها تهديدا للغرب, وأن خوف الغرب من المؤامرة العالمية ضده قد تلاشى.

ووفقا لجامعة شيكاغو, يؤكد جون ميرشايمر أن الإرهاب الأكثر من ذلك الناشئة عن الجماعات المحلية كانت المشكلة الأكبر بكثير في الولايات المتحدة خلال 1970م مما كان عليه منذ الاطاحة ببرجي مركز التجارة العالمي 2001, بينما قال براين جينكينز إن هناك 23 مجموعة إرهابية جهادية لم تتحرك معظمها بعد مرحلة منذ 11 سبتمبر 2001.

وهو ما يؤكده مكتب التحقيقات الفدرالي بأن التهديد الأكثر حدة على الولايات المتحدة يأتي من إرهابيين محليين, بينما يصف التقرير تنظيم القاعدة بأنه يتسم بالمرونة, مؤكداً أن المنظمة التى أنشأها أسامة بن لادن في تراجع وأن القاعدة, التنظيم الأساسى, أبعد ما يكون عن القتل.

ويقول تقرير "راند" أنه بعد دراسة البيانات الكمية والنوعية للآلاف من الوثائق الرئيسي السرية، ومذكرات داخلية من تنظيم القاعدة وغيرها من قادة السلفية الجهادية، يقدم العديد من الدلائل بأن الولايات المتحدة تواجه تحديا خطيرا ومتزايدا من السلفية الجهادية في الخارج بدءً من عام 2010، يتمثل فى ارتفاع عدد الجماعات السلفية الجهادية والمجموعات والقتالية، ولاسيما في سوريا وسيناء وشمال أفريقيا.

ويستعرض زيادة عدد الهجمات التي ترتكبها القاعدة وفروعها بنسبة 58% في عدد من الجماعات السلفية الجهادية خلال 2010 – 2013م , تمثل ليبيا الساحة الأكثر نشاطا لها, أما في شمال أفريقيا وسوريا فتعتبر ملاذاً آمناً للجماعات.

ويسجل التقرير زيادة كبيرة في الهجمات التي يشنها تنظيم القاعدة والمجموعات التابعة له بين عامي 2007 و 2013، أما معظم أعمال العنف في عام 2013 ارتكبها تنظيم دولة العراق والشام "داعش".

بنسبة 43%، وحركة الشباب 25 %؛ وجبهة النصرة 21% ؛ والقاعدة في شبه الجزيرة العربية 10%..

العدو القريب
ويرصد التقرير قرابة 99% من الهجمات التي يشنها تنظيم القاعدة وفروعها في عام 2013 كانت ضد أهداف داخلية بالبلاد المتواجدة بها أو ما يطلقون علية "العدو القريب" مثل شمال أفريقيا، الشرق الأوسط، وهي أعلى نسبة هجمات ضد العدو القريب في قاعدة البيانات الأمريكية.

يشير إلى أن تنظيم القاعدة والمجموعات التابعة اختارت أن تركز على "العدو القريب" لحظة أن وجدت أنه من الصعب على نحو متزايد ضرب أهداف "العدو البعيد" أى أمريكا والغرب، أومزيج من الاثنين معا.

وفى مصر شكّل محمد جمال عبد الرحيم أحمد الكاشف شبكة محمد جمال عقب الإفراج عنه من السجن في عام 2011، وأنشأ العديد من المعسكرات لتدريب الإرهابيين في مصر وليبيا. وفر تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية التمويل اللازم له.

ومؤخرا اعتقلته السلطات المصرية , وكان جهاز حاسوبه الذي صودر يحتوي على رسائل إلى زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري، بما في ذلك الحصول على الأسلحة والتدريب وإنشاء جماعات إرهابية في سيناء، وطلب فيها من الظواهري تقديم المساعدة.

أصبحت الحركة السلفية الجهادية, بحسب التقرير, الأوسع نطاقا وأكثر لامركزية بين أربعة مستويات: تنظيم القاعدة الأساسية في باكستان، بقيادة أيمن الظواهري؛ الجماعات التابعة رسميا للقاعدة والتي اقسموا الولاء للتنظيم ، وتقع في سوريا، والصومال، واليمن، وشمال أفريقيا؛ مجموعة كاملة الجماعات السلفية الجهادية التي لم تقسم بالولاء لتنظيم القاعدة ولكن ملتزمون إنشاء إمارة إسلامية متطرفة؛ والأفراد والشبكات التى تتلمس خطاها دون اتصال مباشر.

هذا الهيكل اللامركزي يخلق الضعف الكبير لتنظيم القاعدة وغيرها من السلفية الجهادية مجموعات، على النحو المبين في مزيد من التفاصيل في وقت لاحق في التقرير.

في حين أن هناك أيضا اختلافات كبيرة بين الجماعات الجهادية منها أن قادة السلفية الجهادية والجماعات غالبا ما يختلفون حول كيفية استهداف الدول الغربية ومواطنيها؛ حجم وطبيعة العالمية لإمارة المرجوة منها؛ واستعدادهم لمهاجمة الشيعة.

ويتنوع التهديد الذي تشكله هذه المجموعات على نطاق واسع، وعلى الرغم من أن العديد من هذه المجموعات تشكل تهديدا كبيرا للولايات المتحدة أو مصالحها في الخارج. ظهر بغضها محليا "أى داخل أمريكا" مثل تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية، يتوجه مباشرةً الولايات المتحدة، مثل تفجيرات أبريل 2013 ماراثون بوسطن.

بالإضافة إلى ذلك، بعض الجماعات السلفية الجهادية، تشكل متوسطة المستوى تهديد بسبب رغبتهم والقدرة على استهداف مواطني الولايات المتحدة ومرافقها في الخارج، بما في ذلك السفارات الأميركية, وتشمل الأمثلة الأنصار تونس الشريعة، حركة الشباب، تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، ومختلف المجموعات أنصار الشريعة في ليبيا.

ويستعرض تقرير "راند" أسباب لنمو الجماعات السلفية الجهادية, بأنه ضعف متزايد من الحكومات في جميع أنحاء أفريقيا والشرق الأوسط، والتي خلقت فرصة للجماعات لتأمين موطئ قدم, فالحكومات الضعيفة يصعب عليها فرض القانون والنظام، الذي يسمح الجماعات المسلحة بملء الفراغ.

الاستراتيجية أكثر تكيفا
ويخلص التقرير إلى أنه على الولايات المتحدة وضع استراتيجية لمكافحة الإرهاب أكثر تكيفا. ومتابعة المشاركة طويلة الأجل في البلدان التي يوجد فيها خطر علي أمريكا, خاصة مع انخفاض قدرة الحكومة المحلية, بحيث تشمل مشاركة فى العمليات الخاصة والاستخبارات والدبلوماسية، وغيرها من القدرات لاستهداف الجماعات، مثل شبكات الدعم اللوجيستي، والسياسية.

وييطالب التقرير بمشاركة فى متابعة العمليات السرية ضد الأنظمة التي تدعم الجماعات الإرهابية, دون التورط مباشرة في العمليات.

أخيرا، يشير على الولايات المتحدة مواصلة توازن العلاقات مع البلدان التي يكون تمثل تهديداً منخفضاً على الولايات المتحدة وخاصة مع ضعف قدرة الحكومة المحلية أو وجود حليف مثل "النات" على استعداد لمواجهة الجماعات السلفية الجهادية.

ويؤكد التقرير أهمية تجنب نشر أي قوات الولايات المتحدة للتدريب أو لأغراض أخرى. ويسمح باستخدام القوات الجوية، والبحرية من الخارج، وقوان الانتشار السريع بدلا من القوة القتالية التقليدية.

كما يسلط الضوء على أهمية تطوير علاقة الشراكة إلى طويلة الأمد مع مجموعة صغيرة من بلدان في أفريقيا (نيجيريا والجزائر والصومال وليبيا ومصر) والشرق الأوسط (لبنان والعراق)، بمشاركة إقليمية وحلفاء مثل الكيان الصهيوني والأردن.

أخيرا، ويحدد هذا الإطار مجموعة فرعية من البلدان مثل المغرب ومالي, قد ترغب الولايات المتحدة في تشجيع الآخرين (مثل حلفاء الناتو) للعمل مع الحكومات المحلية ضد التهديد الإرهابي.

ويغتبر التقرير أن الانسحاب الكامل للقوات العسكرية الأميركية من أفغانستان بحلول عام 2016 يمكن أن يهدد بشكل خطير المصالح الأمنية للولايات المتحدة مع استمرار وجود السلفية الجهادية وغيرها من الجماعات الإرهابية في أفغانستان وباكستان, ينتج عنه حرب أهلية متنامية أو ناجح طالبان بمعاونة مجموعات مثل طالبان باكستان، شبكة حقاني، وعسكر طيبة لزيادة وجودها في أفغانستان.

مستقبل سوريا
ويطالب التقرير الولايات المتحدة أن تضع استراتيجية أكثرعدوانية لاستهداف الجماعات السلفية الجهادية في سوريا، إما سرا أو مع الحلفاء الإقليميين والمحليين, حيث أن الجهاديين السلفيين في سوريا يمثلون أكثر من نصف العدد الإجمالي من الجهاديين السلفيين في جميع أنحاء العالم في عام 2013, بالإضافة إلى ذلك، يظهر جيش النصرة ودولة الإسلامية في العراق والشام "داعش" مدبرة ما يقرب من ثلثي الهجمات في عام 2013, وخاصة مع اعتبار الولايات المتحدة أن حكومة الأسد ليست حليفاً.

ومع ذلك، المخابرات الامريكية وحدات العمليات الخاصة لديها العديد من الخيارات، والتي ليست متبادلة.

حصري: استهداف سرا جماعات السلفية الجهادية العاملة في سوريا؛ العمل من خلال حلفاء مثل الاردن وتركيا، أو المملكة العربية السعودية؛ والعمل من خلال "شركاء بديلة"، مثل الجماعات المتمردة السورية التي تعارض الجماعات السلفية الجهادية في سوريا.