خبراء يطالبون بتبني سياسة حازمة لعلاج ظاهرة التحرش

  • 101
النائب عبد الحليم الجمال البرلماني السابق عن حزب النور

المتتبع للشارع المصري وخاصة في الآونة الأخيرة يجد أن حالات التحرش الجنسي أصبحت كالطاعون لإنتشارها في البلاد بصورة مريبة وخطيرة، وأصبح جلياً أن هناك تراخيا حكوميا في التعامل مع هذه الأزمة التي استفحلت في البلاد منذ الإطاحة بالرئيس المخلوع حسني مبارك.

وأوضح أساتذة القانون، أن قانون العقوبات الذي يغطي مفهوم التحرش يحتاج لجهاز عدالة يطبقها بفاعلية وحزم، وعلى الرغم من إصدار الرئيس السابق عدلى منصور قانون لتشديد العقوبات ولكن على أرض الواقع لا يوجد لها تفعيل.

وأرجع خبراء أن المشكلة تكمن في زيادة معدلات البطالة وفتح المواقع الإباحية دون ضوابط بالإضافة إلى نشر الرذيلة من أفلام إباحية وانحياد الإعلام بالسياسة ونسيان دوره في التوعية والتربية ، وكذلك غياب سلطة القانون.

قال الدكتور نور فرحات، أستاذ القانون الدستوري، أن قانون العقوبات المصرى أربعة جرائم تغطى مفهوم التحرش، منها جريمة التعرض لانثى على وجه يخدش حياءها فى الطريق العام؛ وجريمة الفعل الفاضح العلنى أو غير العلنى؛ وجريمة هتك العرض بالقوة وجريمة الاغتصاب ولكل منها تعريفها؛ مشيراً أن الرئيس المؤقت أصدر قانوناً منذ أيام لتشديد العقوبات، لكن لا يوجد لها تفعيل على أرض الواقع.

وأرجع الفقيه الدستوري، أن المشكلة أساسا فى أن القوانين الموجودة لا تجد جهازا للعدالة الجنائية يطبقها بفعالية وحزم منذ عشرات السنين، مشيراً كانت شرطة الأداب تقف أمام مدارس البنات ودور السينما لضبط من يرتكبون جريمة التعرض لانثى ويساقون للنيابات والمحاكم، مضيفاً أن ثقافة الأجهزة الأمنية تغيرت الان، مطالباًا بضرورة تقويم أجهزة الشرطة وتنفيذ العقوبة.

ومن جانبه قال عبد الحليم الجمال عضو مجلس الشورى السابق عن حزب النور، أن أهم أسباب مشكلة التحرش الجنسى أزمة البطالة الخانقة التى يعانى منها الشباب حيث تشير الإحصاءات القومية أن معدلها قد وصل فى نهاية الربع الأول من عام 2013 إلى 13,2? بينما تؤكد منظمة العمل الدولية فى تقريرها السنوى أن نسبة البطالة فى مصر قد تجاوزت الـ 25? تقريبا ، وهذا يعنى أن كل مائة قادر على دخول سوق العمل منهم خمسة وعشرون يطرقون أبواب هذا السوق ولايفتح لهم أحد.

واستطرد أن أزمة البطالة هذه قد ترتب عليها تأخير سن الزواج لستة ملايين عاطل على الأقل مما ساهم فى انتشار الفساد الأخلاقى واللهو الرخيص والإدمان والتحرش الجنسى والاغتصاب واختطاف القاصرات والأطفال ثم السخط المتزايد على الدولة والرغبة فى إشاعة الفوضى فى كل مكان.

وأرجع الجمال " زيادة معدل البطالة إلى ضعف معدلات الاستثمار والبطء فى دوران عجلة الإنتاج وعدم وجود بدائل تمويلية جديدة فى ظل انخفاض معدل الادخار حتى أغلق نحو 1500 مصنع تقريبا أبوابه منذ عام 2011 وتدهورت البنية الأساسية وزاد عدد الذين يسكنون المقابر والعشوائيات حتى وصل إلى أربعة ملايين أسرة وانخفضت قدرة الدولة على تدبير نفقات الخدمات التى أخصها نفقات الرعاية الاجتماعية.

وفى السياق ذاته، أضاف "الجمال" أن نتائج الدراسات الاجتماعية والجنائية التى أجراها المتخصصون فى السنوات الأخيرة تؤكد أن جميع الجرائم المرتبطة بالنساء تعود فى المقام الأول إلى المواقع الإباحية التى أصبحت السماوات المفتوحة تلقيها على أبناء الوطن من كل حدب وصوب.

وشدد البرلماني السابق، على أهمية قيام وزارة الإتصالات وتكنولوجيا المعلومات بإتخاذ التدابير الجدية لحجب هذه المواقع خاصةً وأن دولاً مثل الصين والبحرين قد نجحت في ذلك، عن طريق نشر برامج الحماية لدى المستخدم أو عن طريق الحجب المركزي.

وأضاف "الجمال" أن اشتغال بعض الرموز من الدعاة فى الفترة الأخيرة بالسياسة قد فرَّق الشباب من حولهم بسبب الخلافات السياسية والحزبية مما كان له أكبر الأثر في ضعف الوازع الديني والأخلاقي عند الكثير من الشباب، ذلك فضلاً عن سقوط هيبة الدولة وغياب سلطة القانون على حد قوله.

ومن جانب آخر قال الدكتور حسام شاكر المنسق الإعلامي لجامعة الأزهر، أن افسلام حافظ على المرأة من هذه الأعمال الدنيئة، مدللاً بقول الله تعالى"ولا تقربوا الزنا"، لافتاً إلى انه لم يقل ولاتزنوا بل قال ولا تقربوا، أي أحذروا من مقدمات الزنا، وفي الحديث الشريف "لأن يطعن أحدكم بمخيط في رأسه خير له من أن يمس امرأة أجنبية لا تحل له.

وأوضح شاكر، أن الإعلام مهمته تنوير الرأي وليس تضليله، فعلى الإعلام أن يتدارك هذه القيم الإسلامية النبيلة وأن ينشرها خير له من أن ينشر الفواحش فيعم الشر في أركان المجتمع، مضيفاً وهذه النواهي تجعل كل ذي عقل سليم ينفر من أفعال التحرش المذمومة.

أضاف: "وقد قامت ثورة عارمة عام 1933 في الهند بسب فيلم كارما الذي قام فيه البطل بتقبيل البطلة لأنه كان من محرمات السينما هناك وقتئذ".

ولفت المنسق الإعلامي، إلى أن بعض الأفلام التي لا تنشر الرذيلة تجسد حوادث الإغتصاب بغليان لبراد الشاي كتعبير مجازي عن الواقعة، ولا تقوم بنشر الفعل نفسه، مبيناً أن المعنى يصل للمشاهد كما لو مثل الفنان نفسه.

وطالب شاكر، مسئولي الإعلام بأن يضعوا ضوابط تحمي المشاهد من إنحرافات بعض المخرجين.