مدح الرسول بين البوصيرى وشوقى فى رسالة ماجستير بجامعة الازهر

  • 1393
جانب من مناقشة الرسالة

حصلت الباحثة نعماء عبد المنعم ابو العطا المعيدة بقسم الادب والنقد بكلية الدراسات الاسلامية والعربية للبنات بالمنصورة على درجة التخصص الماجستير فى موضوع بعنوان ( مدح الرسول صلى الله علية وسلم بين البوصيرى وشوقى ) دراسة ونقد وموازنة، وعن سبب اختيار الباحثة للامام البوصيرى فى موضوع الرسالة أرجعت ذلك الى انة قد سما فى مدحة لرسول الله صلى الله علية وسلم سموا لم يصل الية احد، مشيرة إلى أن حبة للنبى صلى الله علية وسلم، كان خالصا وصادقا فقد خصص ما يقرب من ثلثى ديوانة لمديح المصطفى صلى الله علية وسلم، حيث يكفى البوصيرى شرفا وتقديرا ما حظيت بة رائعتة ( البردة ) من الشهرة والذيوع خاصة انة لم تحظى اى قصيدة اخرى بما حازت علية البردة.

وحول مديح أمير الشعراء أحمد شوقى للرسول صلى الله عليه وسلم فانة يمثل ظاهرة متفردة فى شعرة حيث استطاع أن يخرج بالمدحة النبوية من التقليد والجمود والثبات الى افاق ارحب من التجديد والخلق والابداع ،فعلى سبيل المثال رايناة فى تجديد واضح ينوة بالشريعة الاسلامية صانعة الحضارات ويشيد بخصائصها ومزاياها ايمانا منة باستمرار التحدى الحضارى بين الشرق الاسلامى والغرب المسيحى حيث كان هذا خصوصية تميز بها أمير الشعراء أحمد شوقى عن غيره.

حيث اوضحت الباحثة ان البوصيرى قد نظم فى مدح النبى صلى الله علية وسلم 14 قصيدة ابرزها البردة والهمزية وذخر المعاد ، اما شوقى فلة 4 قصائد فى مدح المصطفى صلى الله علية وسلم وهى نهج البردة ذكرى المولد الاولى ÷، ذكرى المولد الثانية، والهمزية النبوية .

وحول المنهج الذى اتبعتة الباحثة فانها لم تقتصر على الاستفادة من منهج بعينة خاصة وان المناهج كلها تعد بمثابة حلقات وصل متصلة منصهرة فى بوتقة واحدة ، حيث أشارت الباحثة الى انها قد استفادت من المنهج الفنى فى تحليل النصوص وتذوقها والاحساس بها مع بيان مالها وما عليها .

لافتة ، الى انها قد استفادت من المنهج التاريخى فى التعرف على مدى تأثر النص الادبى بالبيئة التى نبع منها اضافة الى مدى تاثيرة فيها كما اعاننى على فهم الظروف والملابسات التى أثرت وتأثرت فى النص ، اضافة الى ذلك الا اننى لم اغفل المنهج النفسى الذى يراعى الدافع الفردى والفروق الذاتية بين الاشخاص مع مراعاة ماتخلفة تلك الاحداث والملابسات فى نفوس الشعراء ،
وحول الموضوع وفصولة فقد تضمن ثلاثة فصول ضم الاول منها الشخصية المحمدية وشمل نسبة صلى الله علية وسلم ومولدة وصفاتة وشمائلة اما الفصل الثانى فقد اشتمل على بعثتة وهجرتة ومعجزاتة وجهادة صلى الله علية وسلم ، الفصل الثالث فقد اشتمل على العاطفة والالفاظ والاساليب والصور الفنية .

وحول مدح الرسول صلى الله علية وسلم من التكوين الى النضج تقول الباحثة ، ان المدح فن من فنون الشعر العربى بدأ فى الظهور عقب بعث الرسول صلى الله علية وسلم حيث اتجهت الية انظار العرب وانقسموا تجاة رسالتة السماوية مابين مؤيد ومنكر ومؤمن بها ، فالجاحد لهدى النبى صلى الله علية وسلم هاجمة وأظهر منة الخوف على القيم الجاهلية اما المؤمن بها والمصدق لها فقد توجة بالمدح فى الرسول صلى الله علية وسلم ،ومن هنا نشأ المديح النبوى وافترق عن غيرة من المدائح لارتباطة بذاتة صلى الله علية وسلم خاصة وان النبى يختلف عن غيرة من البشر ، ففى حياتة صلى الله علية وسلم انتشر المدح بقلة لان النبى صلى الله علية وسلم لم يكن يشجعهم على ذلك خاصة وان رسالتة كانت قائمة على الزهد والورع والتقوى ولم تكن تتلائم مع المظهر الملكى او الشغف بثناء الشعراء.

وحول تشجيع النبى صلى الله علية وسلم لبعض الشعراء انذاك فكان من اجل الرد على شعراء المشركين وأن يذبوا عن الاسلام ويذودوا عن المسلمين .

وحول اقدم قصائد المدح النبوى تقول الباحثة ، ان اقدم القصائد التى مدح بها النبى صلى الله علية وسلم كان من عمة ابى طالب بن عبد المطلب وقد نظمها عقب تحالف قريش على النبى صلى الله علية وسلم وبنى هاشم حيث أكد عمة ابوطالب انة لن يتركة ولن يسلمة .

وبالنسبة لحسان بن ثابت فيعد بلا منازع شاعر الرسول صلى الله علية وسلم والاسلام اذ عاش لهما بشعرة ووجدانة منذ أسلم وحتى مماتة حبا وذودا وامتداحا ، ولم يقف الشعراء عند مدح الرسول صلى الله علية وسلم فقط بل تخطوا ذلك لمدح ال البيت الاطهار وذلك لقربهم منهم وحثهم على حب ال البيت ،ومن هؤلاء الفرزدق الذى مدح زين العابدين على بن الحسين بن على بن ابى طالب فى حضرة هشام بن عبد الملك بعدما انكر هشام معرفتة بزين العابدين مخافة ان يرغب فية اهل الشام.

وفى النهاية فان بردة البوصيرى تعد تعد من اشهر نبويات الادب العربى ان لم تكن اشهرها على الاطلاق حيث لم يحظى شعر بالاهتمام على جميع المستويات الرسمى والشعبى والاكاديمى مثل ماحظيت علية بردة البوصيرى حيث تغنى بها المنشدون وعارضها الشعراء وتفنن فى شرحها الكتاب وتبارى فى كتابتها الخطاطون والقصاص فى روايتها اضافة الى الباحثين والدارسين فى دراستها من مختلف زواياها ومذ نظمت وحتى اليوم مازالت تستحوذ على القلوب والافئدة وقد وصفها الدكتور زكى مبارك بانها اول قصيدة قيمة فى مدح الرسول صلى الله علية وسلم ،
والامام البوصير يعد مرحلة فارقة فى تاريخ المدحة النبوية اذ وضع قواعد فن المديح النبوى الذى تاثر بة الشعراء الى العصر الحديث ، حيث يمكن القول ان اذا كانت المدائح قبل الامام البوصيرى قد تعثرت بالسياسة وتلونت بالوانها فان بردة البوصيرى قد نظمت نظما اخرى فى المديح مازال اثرها حتى اليوم.

وأشرف على الرسالة كلا من : الدكتور السيد عمارة استاذ الأدب والنقد المتفرغ بكلية الدراسات الاسلامية والعربية للبنات بالمنصورة مشرفا اساسيا ، والدكتور فتحى محمد باز مدرس الادب والنقد مشرفا مشاركا ، وناقش الرسالة الدكتورعوض على الغبارى استاذ ورئيس قسم اللغة العربية بكلية الاداب جامعة القاهرة ، والدكتور محمد الاخرش استاذ ورئيس قسم الادب والنقد المساعد بكلية الدراسات الاسلامية والعربية للبنات بالمنصورة.

وفى نهاية المناقشة قررت اللجنة المشكلة منح الباحثة نعماء عبد المنعم ابو العطا المعيدة بقسم الادب والنقد بكلية الدراسات الاسلامية والعربية للبنات بالمنصورة درجة التخصص الماجستير بتقدير عام ممتاز واشادوا بجهد الباحثة وموضوع الرسالة.