الجروان يدعو إلى إقامة علاقات إقليمية على أساس الأمن

  • 97
القاعة الكبرى ـ الجامعة العربية

أدان محمد الجروان رئيس البرلمان العربي كافة أشكال التدخل الخارجي في الشؤون الداخلية للدول العربية، داعيًا إلى ضرورة إقامة علاقات إقليمية ودولية قائمة على أساس تبادل المصالح ونشر الأمن والاستقرار لما فيه المصلحة المشتركة بعيدًا عن التدخل في الشؤون الداخلية، مجددًا الدعوة لإيران إلى التجاوب مع مطلب دولة الإمارات العربية في حل قضية الجزر الإماراتية المحتلة طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى بالتفاوض المباشر أو اللجوء إلى محكمة العدل الدولية.


كما أكد دعم البرلمان بقوة لمبادرات الشراكة التي أطلقتها المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة ودولة الكويت للشراكة مع جمهورية مصر العربية، داعيًا إلى ضرورة التجاوب مع دعوة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -حفظه الله- ملك المملكة السعودية إلى مؤتمر الشركاء لدعم جمهورية مصر العربية.


ترأس وفد مصر في اجتماع البرلمان العربي، كل من عبد الحليم الجمال، النائب عن حزب النور الذراع السياسية للدعوة السلفية، وسوزان سعد زغلول النائبة عن حزب الحرية والعدالة الذراع السياسية لجماعة.


وشدد على أن البرلمان يقفُ مجددًا، وبكل قوة، ضد تفشي ظاهرة الإرهاب المقيت والغريب على الثقافة العربية والدين اللإسلامي أو المسيحي، مؤكدًا أن الصراعات والنزاعات الداخلية والعمليات الإرهابية الجبانة لا تخدم سوى المخططات الخارجية الرامية إلى زعزعة أمن البلاد وصدها عن النمو والتقدم والازدهار.


ودعا الجروان إلى ضرورة نبذ الإرهاب ووقف النزاعات الداخلية المتزايدة وتوحيد الجهود للعمل صفًا واحدا بهدف التنمية لقطع الطريق على كل من تسوغ له نفسه العبث بأمن دول المنطة واستقرارها أو اشغالها عن مواصلة مسيرة التنمية والنهوض الحضاري.


وقال:إننا في البرلمان العربي وكممثلي الشعوب العربية، يتوجب علينا أن نعبر عن صوت المواطن العربي الرامي إلى الأمن والاستقرار والتنمية في وطننا العربي الكبير.. وأن نعمل على تحقيق طموحات الشعوب العربية في النهضة والرقي والحياة الكريمة بما يسوغه لنا النظام الأساسي للبرلمان العربي.


وأضاف الجروان – في كلمته أمام أعمال الجلسة السادسة لدور الانعقاد الثاني من الفصل التشريعي الأول للبرلمان العربي التي بدأت أعمالها اليوم "الثلاثاء" بمقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية-إن الاستقرار والأمن الداخلي هما مفتاح التنمية الشاملة التي نعمل جميعًا من أجلها تلبيةً لتطلعات الشعب العربي، موضحًا أن النزاعات الداخلية المتزايدة وتفشي ظاهرة الإرهاب هما العدو الأول والعقبة الأكبر في سبيل تحقيق تطلعات الشعوب في التنمية المستدامة والحرية والحياة الكريمة.


جوهر الصراع:


وأكد الجروان أن القضية الفلسطينية، والتي هي جوهر الصراع العربي الصهيوني، والقضية المحورية للأمة العربية، ولن نتوانا عن الدعوة الى حلها حلا نهائيا وشاملاً.


وشدد على أن الكيان الصهيوني لم يتوقف يوما عن الاعتداء على الأراضي الفلسطينية ،موضحان ان الاعتداءات الصهيونية لازالت تتجدد متمثلةً في بناء يومي لمستوطنات غير شرعية على التراب الوطني الفلسطيني ضاربًا بذلك عرض الحائط كل قرارات الشرعية الدولية ضد الاستيطان، مجددًا استنكار البرلمان العربي للهجمة الشرسة التي تستهدف تهويد مدينة القدس، وتغيير معالمها العربية، وبسط السيادة الصهيونية عليها.


وقال إننا لن ننسى حق أسرانا في سجون الاحتلال الصهيوني في الحرية والحياة على أرض وطنهم متمتعين بكافة حقوقهم الوطنية، وأولها الحرية وإنهاء الاحتلال.


وحمل الجروان الكيان الصهيوني سلامة أسرانا المضربين عن الطعام، مطالبًا المجتمع الدولي بالضغط على الصهاينة من أجل الإفراج الفوري عنهم.
كما جدد مطالبة المجتمع الدولي والأمم المتحدة إلى تحمل مسؤولياتهم والعمل على رد على سياسات الكيان الصهيوني الغاشمة والمتحدية للشرعية الدولية من استيطان وتهويد للأراضي العربية وإرهاب للفلسطينين العزل والأسرى، مطالبًا بضروروة التوقف عن الكيل بمكيالين والعمل الفوري على تمكين الشعب الفلسطيني من استرجاع حقوقه الوطنية المتمثلةً في بناء دولته الفلسطينية المستقلة ذات السيادة، وعاصمتها القدس الشريف .


كما قدم الجروان التهنئة للاشقاء في فلسطين على إثمار مسيرة المصالحة الوطنية وتشكيل حكومة الوحدة الوطنية الفلسطينية والتي كانت مطلبا فلسطينيا وعربيا، مؤكدًا دعم البرلمان لهذه الحكومة لما فيها من خدمة لمصالح الشعب الفلسطيني في الوحدة وتدعيم القضية الفلسطينية محليا وخارجيا.


القلق السوري:


وعلى صعيد تطورات الأوضاع في سوريا أكد الجروان إن تطورات الأوضاع في سوريا، ودخول مليشيات وأطراف متعددة في الأزمة السورية، وانتشار نفوذهم في المنطقة والصمت الدولي إزاء هذه التطورات يبعث على القلق إزاء ما تحولت اليه الأمور هناك، مجددًا إدانته للمجازر المرتكبة ضد الشعب السوري الشقيق، ومحملا المسؤولية للمجتمع الدولي على استمرار صمته على ما يُرتكب ضد الشعب السوري، لا لشئ سوى أنه يرنو الى الحرية والحياة الكريمة.


سلامة العراق:


وبالنسبة للشأن العراقي دعا الجروان جميع القوى العراقية، الانخراط في حوار جدي شامل، يفضي إلى تحقيق توافق وطني لمواجهة التهديدات الخطيرة التي يتعرض لها أمن العراق، مؤكدًا إدانة البرلمان لكافة الأعمال الإرهابية، بكافة أشكالها وصورها، وكل الممارسات التي من شأنها أن تهدد سلامة العراق ووئامه المجتمعي، كما دعا إلى ضرورة الابتعاد عن كل ما من شأنه أن يؤجج الدعوات الطائفية المقيتة، والتي إن استفحلت وسيكون لها تداعيات خطيرة ليس على مستقبل العراق فحسب، بل على مستقبل المنطقة بأسرها، رافضين في الوقت نفسه أي تدخل خارجي من شأنه أن يعقد الوضع ويزيده سوءًا .


الشق الأفريقي:


وقال الجروان أن الأوضاع الأمنية في الشق الأفريقي من وطننا العربي، لا تقل أهمية عن تلك التي في الشق الآسيوي منه، مدينًا بشدة الهجمات الإرهابية التي شهدتها الصومال، وبالأخص تلك التي استهدفت مبنى البرلمان الصومالي، لما تشكله هذه العمليات المقيته، من أخطار جسيمة على أمن واستقرار وتنمية الصومال، مجددًا الدعوة إلى الحفاظ على أمن واستقرار الصومال، وحماية المدنيين وبالأخص البرلمانيين وممثلي الشعب الصومالي، كما ندد بانتهاك الحدود البحرية لدولة الصومال واستنزاف الثروات السمكية بغير وجه حق.


ليبيا:


كما أكد الجروان أن البرلمان العربي ينظر بقلق إلى الوضع المتطور في دولة ليبيا الشقيقة، داعيًا إلى نبذ كافة أشكال العنف في ليبيا وبالأخص العنف ضد المدنيين والدبلوماسيين.


الجيش اللبناني:


ورحب بالمساعدة التي قدمها خادم الحرمين الشريفين جلالة الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود - حفظه الله -والتي بلغت ثلاثة مليار دولار امريكي لدعم الجيش اللبناني، مؤكدًا على قرار قمة الكويت الذي اشار الى ضرورة المساهمة في تأمين احتياجات الجيش اللبناني ماديًا وماليًا لتمكينه من قيامه بواجبه الوطني الهام في الدفاع عن لبنان وصون أمنه واستقراره.


وقال الجروان إن أنجع السبل للتغلب على التحديات العربية الداخلية، من فقر وبطالة وضعف اقتصادي تفعيل التعاون العربي العربي والعمل على توحيد الصفوف نحو شراكة نهضوية وتنموية شاملة ومستدامة ومتكاملة بين الدول العربية، وبما يحقق الأمن والاستقرار ويضمن للمواطن العربي الحياة الكريمة التي يتمناها..


المحكمة العربية لحقوق الإنسان:


ووجه الشكر لسعادة الدكتور عبدالعزيز أبل رئيس المنظمة الوطنية لحقوق الإنسان بمملكة البحرين الذي لبى دعوتنا إيمانا بأهمية دور البرلمان العربي التشريعي والرقابي على مؤسسات العمل العربي المشترك، ومنها المحكمة العربية لحقوق الإنسان ودعمًا لتوجهات البرلمان العربي الرامية إلى عمل عربي مشترك.