عاشوراء وتغير التفكير

  • 166
التغيير

في هذا اليوم المبارك نجي الله موسى وقومه من فرعون بمعجزة تقف لها الدنيا انبهارًا بهذه المعجزة، التي ما حدثت من قبل وما حدثت من بعد؛

حيث توقفت قوانيين الطبيعة لتعلن عن إعجاز رباني جديد، توقف الماء عن طبيعته وصار كل فرق كالطود العظيم، وعبر القوم لكن بعد عبورهم ومع أن أقدامهم لم تجف من ماء البحر بعد، إلا أن أعراض مرضهم المتأصل فيهم عاودتهم علي الفور، بل هاجمتهم بشدة؛ فجحدوا ما رأوه بأعينهم وعاشوه وعاينوه من عظمة رب العالمين، فقالوا بكل استخفاف: "يا موسى اجعل لنا إلها كما لهم آلهة"، إنه مرض جمود التفكير والإصرار علي التفكير بطريقة واحدة.

وكانت نتيجة هذا المرض "مرض إشكالية تغير التفكير"؛ أن تحول بنو إسرائيل من قوم فضلهم الله علي العالمين في زمانهم، وأورثهم الأرض وجعل فيهم أنبياء، وجعلهم ملوكا وآتاهم ما لم يؤت أحدا من العالمين، إلي قوم لعنهم الله وجعل منهم القردة والخنازير، وتأذن الله ليبعثن عليهم إلي يوم القيامة من يسومهم سوء العذاب.

فبمناسبة عاشوراء علينا أن نعتبر بحال هؤلاء، ونغير من أنفسنا، ونطور من طريقة تفكيرنا؛ حتي لا يكون حالنا مثل حالهم.

نريد أن نخرج من الحوصلة التي صنعناها لأنفسنا ودخلنا فيها باختيارنا، ونتعامل مع الناس ونخالطهم، نتعرف علي مشكلاتهم، نعاونهم في أحزانهم وأفراحهم؛ لنفعل فكرنا ومنهجنا، وإذا لم نفعل ذلك فسيتحول فكرنا إلي فكر متحفي يشاهده الناس ولا يحسونه ولا يتأثرون به.

نحن لا شك أمام تحد كبير؛ فتغيير القلوب والعقول أمر يحتاج إلي جهد كبير وإخلاص لله عز وجل، ولنبدأ بأنفسنا ومن حولنا والله لا يضيع أجر المحسنين.