من تراث الدعوة :المستقبل للإسلام2

  • 139

المستقبل للإسلام (2) - للشيخ: محمد بن إسماعيل المقدم


يقول أحد علماء (السربون) في إحدى مؤلفاته:
إن العالم فيه ثلاث قوى: قوة الشرق، وقوة الغرب، وهناك قوة ثالثة لو عرفت نفسها لأمكنها أن ترث القوتين، وهذه القوة هي القوة الكامنة وراء يقظة المسلمين؛ لأن لهم نظرة انفردوا بها عن العالم في تنشئة الرجال. اهـ

وقال أحد المسئولين في وزارة خارجية فرنسا سنة (1951م):
ليست الشيوعية خطرًا على أوروبا فيما يبدو لي، فهي حلقة لحلقات سابقة، وإذا كان هناك خطر فهو خطر سياسي عسكري فقط، ولكنه على أي حال ليس خطرًا حضاريًا تتعرض معه مقومات وجودنا الفكري والإنساني للزوال والفناء، إن الخطر الحقيقي الذي يهددنا تهديدًا مباشرًا عنيفًا هو الخطر الإسلامي، والمسلمون عالم مستقل كل الاستقلال عن عالمنا الغربي، فهم يملكون تراثهم الروحي خاصة، ويتمتعون بحضارة تاريخية ذات أصالة، وهم جديرون أن يقيموا بها قواعد عالم جديد دون حاجة إلى الاستغراب -أي: دون حاجة إلى إذابة شخصيتهم الحضارية والروحية بصورة خاصة في الشخصية الحضارية الغربية- وفرصتهم في تحقيق أحلامهم هي في اكتساب التقدم الصناعي الذي أحرزه الغرب، فإذا أصبح لهم علمهم، وإذا تهيأت لهم أسباب الإنتاج الصناعي في نطاقه الواسع انطلقوا في العالم يحملون تراثهم الحضاري الفتي، وانتشروا في الأرض يزيلون منها قواعد الروح الغربية، ويقذفون رسالتهم إلينا عبر التاريخ، وقد حاولنا خلال حكمنا الطويل في الجزائر أن نتغلب على الشخصية التاريخية لسعة هذا البلد فلم نأل جهدًا في فرض شخصية غربية لهم، فكان الإخفاق الكامل من نتائج مجهودنا الضخم الطويل. إن العالم الإسلامي يقعد اليوم فوق ثروة خيالية من الذهب الأسود والمواد الأولية الضرورية للصناعة الحديثة، وهو في حاجة إلى الاستقلال في استغلال هذه الإمكانات الضخمة الكامنة في بطون سهوله وجباله وصحاريه، فهو -وتأمل هذه العبارة- في عين التاريخ عملاق مقيد، عملاق لم يكتشف نفسه بعد اكتشافًا تامًا، فهو حذر، وهو قلق، وهو كاره لماضيه في عصر الانحطاط، راغب رغبة يخالطها شيء من الكسل -أو بعبارة أخرى من الفوضى- في مستقبل أحسن وحرية أوفر، فلنعط هذا العالم ما يشاء، ولنقو في نفسه الرغبة في الإنتاج ، ولنصنع له ما يشاء من منجزات الصناعة الحديثة، شرط أن نبتعد به عن الإنتاج الصناعي والفني - ويقصد الإنتاج التكنولوجي-، فإذا عجزنا عن تحقيق هذه الخطة، وتحرر العملاق من قيود جهله وعقدة الشعور بعجزه من مباراة الغرب في الإنتاج فقد بؤنا بالإخفاق الذريع، وأصبح خطر العالم العربي وما وراءه من الطاقات الإسلامية الضخمة خطرًا داهمًا يتعرض به التراث الحضاري الغربي لكارثة تاريخية ينتهي بها الغرب، وتنتهي معه وظيفته القيادية. اهـ

أما (جوستريونغ)،
فقد كتب كتاب (أثناء الحساب الأخير) الذي اخترعه ويعني به تصفية الحساب، وهو يعني أن العالم الإسلامي سيفيق، وسوف ينتقم من العالم الغربي واليهود الصهاينة ويتولى هو حسابهم. يقول: إن العالم الإسلامي قد أفلت من قبضة الموت الذي أعده ونسق أكفانه الاستعمار الأوروبي، وإن العالم الإسلامي يسرع الخطا إلى الشباب، فيصفي حسابه مع الاستعمار الأوربي الصهيوني، وهو حساب عسير رهيب. اهـ

وجاء في مجلة التاريخ الجاري الأمريكية،
مقال بعنوان: محمد -عليه الصلاة والسلام- يتهيأ للعودة. وفي عنوان آخر: إن المسلمين رقدوا خمسمائة سنة، وهم يتحركون الآن ويتوثبون إلى استنفار.

وقال الفير نشادور:
إن هذا المسلم الذكي الشجاع قد ترك لنا حيث حل آثار علمه وفنه، آثار مجده وفخاره، إن هذا المسلم الذي نام نومًا عميقًا مئات السنين قد استيقظ وأخذ ينادي: هأنذا لم أمت، إني أعود إلى الحياة، لا لأكون أداة طيعة أو كتلًا بشرية تسيرها العواصم الكبرى. ثم قال: ومن يدري! قد يعود اليوم الذي تصبح فيه بلاد الفرنج مهددة بالمسلمين، فيهبطون من السماء لغزو العالم مرة ثانية في الوقت المناسب أو الزمن الموقوت، لست أدعي النبوة، ولكن الأمارات الدالة على هذه الاحتمالات كثيرة لا تقوى الذرة ولا الصورايخ على وقف تيارها. اهـ

وللحديث بقية