• الرئيسية
  • الأخبار
  • مصابوا غزة يسردون لـ"الفتح" قصصهم مع العدوان.. وكيف كانوا أبطالا في وجه المدافع والصواريخ

مصابوا غزة يسردون لـ"الفتح" قصصهم مع العدوان.. وكيف كانوا أبطالا في وجه المدافع والصواريخ

  • 108
صورة أرشيفية

بتر للأعضاء وحروق وكسور وشظايا ومعادن داخل أجسادهم، هذا ما رأيناه بإخواننا مصابي "قطاع غزة" عند زيارتنا لهم بمستشفى "دار الشفاء" بوسط القاهرة، والتي يعالج بها العديد من الحالات الحرجة لإخواننا القادمون عبر معبر رفح البري، تلك الإصابات التي أوجعت قلوبنا،وأوقفتنا في صمت نتألم لألمهم وندعو لهم بالشفاء والنصر.

وأكد المصابون عبر لقاءنا بهم، أنهم ينتظرون شفاء زويهم حيث اشتاقوا لوطنهم "فلسطين" رغم ما إصاباتهم الموجعة، وشددوا على أهمية المقاومة بشراسة بجانب استمرار المفاوضات.

حيث قال أحد المصابين، أنه سيعود للقطاع بعد تمام شفائه كي يساند إخوانه في مقاومة الصهاينة، وأن الشعب الفلسطيني شعب واحد غير منقسم يقاوم من أجل التحرير، موجها الشكر للشعب المصري لوقوفه بجانبهم في تلك الأزمة، معربا عن سعادته البالغة لاهتمام الأطباء به وبحالة إخوانه في مستشفى دار الشفاء.

وأضاف أخ لأحد المصابين "ببتر في القدمين"، وحروق وشظايا في الوجه والصدر والقدمين، أن أخاه تعرض للقصف بصاروخ F16""، أقعدته بلا ساق وبلا زوجة ولا أولاد، واصفا المشهد في قرى "غزة" بـ"النكبة"، وأنهم غير القصف والعدوان اللعين والشهداء والجرحى الذين يملئون الطرقات ومدارس المنظمات الإغاثية؛ محرمون من المياه والطعام ولا تعليم ولا حياه، إنما هم سجناء داخل غرفات مظلمة تُهدم عليهم في أي وقت.

وشدد خالد الذي أصابته ميليشيات الاحتلال، أنه فوجئ بجندي صهيوني فوق منزله يريده أن يقف وعندما جرى من أمامه أصابه بوابل من الرصاص اخترق ظهره وخرج من بطنه وتهتكت ذراعه.

وها هو "علي" ذاك الفتى الذي لم يتجاوز عامه السادس عشر، ذو ساق مبتورة وأخرى لم تتداوى من جراحها بعد، يحكي عن جحيم مأساته، ويسرد أياما له تحت نيران بني صهيون.

يروي الفتى عن ساعات قصفه، إذ كان من بين المتطوعين لنقل الماء لجموع اللاجئين المتواجدين بقطاع غزة، غير أن نيران الاحتلال الصهيوني لم ترحم ذلك الموقف الإنساني وألقت بقذائفها عليهم، الأمر الذي أدى إلى إصابة أكثر المتواجدين إلا قليلا منهم، ومن بين القليل كان الفتى "علي" الذي أخذ يستدعي عربات الإسعاف والدفاع المدني، حريصا على المساهمة في إسعاف المصابين، إلا ان قوات الاحتلال عاودت القصف مجددا وقصفت المكان مرة أخرى بما فيه من مصابين ومسعفين بل وشهداء.

ويكشف الفتى عن سطور مأساوية اخرى، يتلوها أمام كاميرا "الفتح"، فقد أسفر القصف الصهيوني عن استهداف سيارة الاسعاف والمسعفين المتطوعين و التابعين للدفاع المدني على حد سواء بما فيهم "علي"، الذي أدرك أن قذيفة أصابت ساقيه الإثنين، إحداهما بحالة خطرة؛ مما دفعه للزحف على ظهره بحثا عن مسعف غير أولئك الذين ماتوا بنيران بني صهيون.

واصل "علي" زحفه حتى اعياه التعب؛ فانتظر تحت ظل شجرة ينطق الشهادتين مستسلما للموت، وبينما هو في انتظار الموت لمحه أحد مراسلي القنوات الفضائية، وعند شروع المراسل بالتقاط صورا له وتحفيزه على النهوض، سقطت قذيفة أودت بحياة ذلك المراسل، وبقى الفتي يواصل زحفه حتى أدركه أخرون تمكنوا من نقله إلى إحدى مستشفيات قطاع غزة ومنها إلى مصر.

أما والدة الطفلة "آلاء" فتحكي عن مأساة من نوع أخر، إذ تقول بأن الكيان الصهيوني قد ألقى على منزل عائلتها صاروخا تحذيرا، تبعه سريعا صاروخ من طائرة "إف 16" فجعل منزلها حطاما وأطلال، بل قذف بها وبعائلتها خارج المنزل، الأمر الذي أسفر عن إصابة طفلتها "آلاء" بجروح خطيرة، فضلا عن استشهاد كلا من أبويها وأخيها وزوجة أخيها الأخر.

والعجيب في قول المرأة، أنها لم تهتز لمصابها، بل أعربت عن عزمها استمرار المقاومة لذلك العدوان الغاشم، مؤكدة على ضرورة المواجهة وجها لوجه لا أن يكون القتال من تحت الأرض، بحسب قولها.

وذهبت بالقول، إن بنوها وذويها وإن كانوا أعز على قلبها، فوطنها أغلى وأعز، مشددة على الاستمرار حتى أخر نفس بين عظام صدرها، لمواجهة ذلك العدوان الغاصب، وإلا فمن لفلسطين وقدسها.

وأجمع المصابون أن مستشفى "دار الشفاء" لا تتلقى منهم أي أموال أو رسوم مقابل علاجهم أو ما يُجرى لهم من عمليات جراحية.