"البرلمان".. الكلمة التي لها بريق السحر في سياسات الإخوان

  • 86
الإخوان في البرلمان - صورة ارشيفية

بين عشية وضحاها، فُتحت أبواب السجون وكُشفت ظلماتها عن كثير من بني الوطن المصري، في أعقاب ثورة 25 يناير والإطاحة بالمخلوع مبارك ونظامه، ولا ينكر أحدا أن الإسلاميين عامة والإخوان المسلمين خاصة، كان لهم النصيب الأوفر ممن تم كشف ظلمات السجون عنهم.

وبعد شهور قلائل من تنحي المخلوع، وبينما الحراك الثوري لا يزال قائما، خرجت جماعة الإخوان المسلمين تبحث عن مصالحها، وتمهد المشهد لبرلمان جديد يمثلون أغلبيته ليكون عوضا لهم عن حرمانهم من برلمان 2010 إبان عهد المخلوع، إذ أن البرلمان ومقاعده هو الشغل الشاغل لأبناء البنا، ولأجله ضحوا كثيرا، بل رفعوا شعارات ولافتات هم أبعد عنها بكثير، لكنها كان دعايتهم للجلوس تحت قبة البرلمان.

البرلمان، تلك الكلمة التي لها بريق السحر في سياسات الإخوان وتوجيههم نحو تبني مواقف بعينها والتخلى عن أخرى، هو ما دفع الجماعة إلى الجلوس سريعا مع المجلس العسكري حينها، فيما وصفه نشطاء بـ "صفقة بين الإخوان والعسكر"، للتعجيل بإجراء انتخابات برلمانية تكاد تكون فيها المنافسة محدودة بين فصيلين لا أكثر.

وحين تم تحديد موعد للإقتراع السري الذي يسلكه المصريون لإختيار ممثليهم، تعالت أصوات أبناء البنا ومرشدهم، ينادون بالحشد لصناديق الانتخاب لأجل الوصول إلى برلمان ذو أغلبية إخوانية بامتياز.

فها هو القيادي الإخواني، محمد البلتاجي يكتب عبر صفحته الشخصية على موقع التواصل الإجتماعي "فيس بوك"، أنه يرفض فكرة البرلمان المتوازن في قواه وفي نسبة التمثيل بين القوى والأحزاب السياسية، ممنيا نفسه وجماعته بأغلبية تكون لهم في برلمان ما بعد ثورة يناير.


وحرصا على تلك الأغلبية المنشوده من قبل الجماعة، دعا الدكتور محمد بديع، المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين، المصريين بالذهاب للتصويت واختيار ممثليهم في مجلس النواب.


وأما في جولة الإعادة على المقاعد الفردية، تحدى البلتاجي منافسو الإخوان، متحديا بنجاح مرشح الجماعة في تلك الجولة.



وبالفعل أصبح للإخوان ما أرادوا من أغلبية البرلمان، بل ولأول مرة – وقد تكون الأخيرة – يترأس ممثلو الإخوان ما سمى ببرلمان الثورة بحسب البعض أو برلمان الإخوان بحسب أخرون، غير أن الأمر لم يستدام لهم وسرعان ما تم الإعلان عن حل البرلمان في ضربة موجعة للجماعة، تلك الضربة التي أرادوا أن يردوها حين أعلن الدكتور محمد مرسي عودة إنعقاد جلسات البرلمان، إلا أن شيء لم يكن.

أما اليوم وبعد رحيل مرسي والإطاحة بحكم الإخوان، فتبدلت حالهم من فصيل يمتلك أغلبية مجلسي الشعب والشورى، وكرسي الإتحادية، ورئاسة الوزراء، إلى صفر اليدين، و "برش" في زنازين السجان.

غير أنه ومع اقتراب موعد برلمان ما بعد 30/6، برق سحره، وتحركت مشاعر الاشتياق لمقاعد البرلمان وقبته، فبدأت تسمع عن مبادرة يقودها "العمدة" للصلح بين الجماعة والدولة، وسط رضى من أبناء البنا بحسب تصريحات العمده نفسه.