اقتراب ساعة الحسم والمواجهة بين الدولة اليمنية والحوثيين الشيعة

  • 105
صورة أرشيفية

فوضى تحركها إيران.. وقبضة الدولة المتراخية والقرارات الهزيلة لمجلس الأمن

إنهم الحوثيون على أبواب العاصمة اليمنية صنعاء ، والأكثر خطورة أنه بسبب عملياتهم العسكرية الأخيرة في عمران والجوف وتهديد بعض قيادتهم باجتياح العاصمة ما يهدد الدولة اليمنية بالتفكك.
عمليا يسيطر الحوثيون على مساحة شاسعة في الشمال اليمني المتاخم للشعودية ، ويسعون وفقا لمعارضهم إلى إقامة منطقة متصلة جغرافية بل ربما عقائديا، تكون تحت سلطتهم في حال البدأ في تطبيق نظام الأقاليم، أو في حال قرروا كما يقول البعض اقتطاعها وإدارتها بشكل منفصل بعيدا عن النظام الاتحادي للدولة الذي وافقوا عليه في مؤتمر الحوار.
ذاك أمر يهدد المنطقة بالتقسيم ويقلب موازين القوة والتحالفات فيها رأسا على عقب، وهو ما تحسبت له مبكرا دول الخليج؛ فقد راعت اتفاق نقل السلطة في اليمن "ضغطت وفوضت ورغبت ورهبت" حتى يتم الاتفاق تحت رعايتها .
لاحقا قامت هذه وبشراكة دولية برعاية مؤتمر الحوار الوطني لضبط تحولات المرحلة الانتقالية على الايقاع الخليجي، وبما يراعى مخاوف منظومتهم؛ وهو ما كان سياسيا .
أما ميدانيا فقد ظلت المخاوف قائمة وربما تعاظمت؛ حيث سبق أن وجدت السعودية نفسها أمام الحوثيين وجها لوجه وسلاحا لسلاح، فأبعدتهم وآملت لاحقا أن تحول مشاركتهم في العملية السياسية لبلادهم دون تحولهم لخطر مجددا، لكن التطورات الأخيرة وضعت الجميع أمام السيناريو الأسوأ وهو احتمال تفكك اليمن إذا لم يتوقف الحوثيون .
ذلك ما ينبغي وقفه وتنحية الخلافات البينية أمام ما يمثله من خطر على ما أصبح يجهر به خليجيون ويمنيون .
وقد أعطى الرئيس اليمني مهلة لمدة أربعة أيام تبدو كأنها الفرصة الأخيرة للحل السياسي "الجنوح للسلم"، ولكن هذه المرة بسقف زمني محدد مع ترك كل الخيارات الأخرى متاحة .
وعزز موقف مجلس الأمن الرئيس هادي بإدانته للحوثيين؛ الأمر الذي تعاطت معه جماعة الحوثيون بوصف القرار بالتدخل في الشئون الداخلية، وتشبثت بمواقفها مؤكدة أنها لن تتزعزع عن مواقفها، ولن تتحرك من عمران أو غيرها.
وفي تحدٍّ لنداءات مجلس الأمن الدولي بوقف العمليات العدائية ضد الحكومة اليمنية، حث زعيم الحوثيين أنصاره على شن حملة عصيان مدني إلى أن تتم تلبية مطالبهم.
ويقاتل الحوثيون الحكومة منذ سنوات للمطالبة بسلطة أكبر لطائفتهم الزيدية الشيعية في شمال اليمن، وحشد الحوثيون قبل أسبوعين عشرات الآلاف من مؤيديهم على أطراف العاصمة صنعاء، وأقام البعض خياما في المدينة قرب مبنى وزارة الداخلية.

وتثير المواجهة مخاوف بشأن استقرار اليمن.
وفي هذا السياق، دعا مجلس الأمن الدولي الحوثيين لوقف الأعمال العدائية ضد الحكومة، وحذرت الدول الأجنبية من التدخل في هذا البلد.

ولكن عبد الملك الحوثي، زعيم الحوثيين، قال في ساعة متأخرة من مساء الأحد الماضي: "الآن آن الأوان للانتقال إلى المرحلة الثالثة من التصعيد الشعبي".

وتابع الحوثي في كلمة عبر قناة تلفزيونية مملوكة للحوثيين: "أوجه ندائي إلى سكان العاصمة ومحيطها إلى أن يحتشدوا صباح الغد في ساحة التغيير، الخطوات ستستمر إلى نهاية الأسبوع، وكل خطوة هي مهمة، وأنا أطمئن شعبنا إلى أن خطواته القادمة ستكون مزعجة ولكن في آخرها خطوات حاسمة إن وصلنا إليها سنتحدث عنها".
من جهته، قال الشيخ خالد العصيمي العالم اليمني والمتخصص في الفرق والمذاهب، إن ما يحدث في اليمن يُخطط له في طهران التي تعبث بأمن الوطن العربي والإسلامي على صعيد العديد من الدول كاليمن والعراق وسوريا والبحرين، مطالبا الدول العربية باتخاذ ما يلزم للوقوف بجانب سنة اليمن الذين يواجهون الشيعة بلا عدة ولا عتاد.
بينما انتقد صالح الحكمي رئيس تحرير موقع صعدة أولانين الإخباري اليمني، موقف الحكومة والرئيس اليمني المتساهل في حق الحوثيين، مؤكدا أن تراخى المواقف وضعفها هو ما دفع الحوثيين إلى التوحش والسيطرة على العديد من المحافظات حتى باتوا على مشارف العاصمة صنعاء.