"القاعدة" تنتقد "داعش": متشددون وأهدافهم غامضة وسمعتهم سيئة

  • 53
صورة أرشيفية

وجه تنظيم القاعدة، على لسان، أحد مشايخه الشيخ عبد المنعم مصطفى حليمة، الشهير بأبي بصير الطرطوسي رسالة؛ لتنظيم داعش عدد فيها أخطاء التنظيم قائلاً: إن داعش تركز على الجانب العسكري دون اهتمام بالجوانب الاجتماعية والسياسية والنفسية.


وتابع: كما تتصف بالتشدد والتسرع في الخطوات بلا تدرج؛ كتطبيق بعض الحدود، وفرض بعض الأمور، ومنع أخرى، والمشكلة هنا ليست في صحة هذه الحدود أو الأوامر أو النواهي الشرعية، وإنما في طريقة تنفيذها دون مراعاة لاعتبارات الزمان والمكان وأحوال الناس.


وقال: من أوضح أمثلة الخطوات المتسرعة وغير المدروسة إعلان دولة العراق الإسلامية، ثم الدولة الإسلامية في العراق والشام، ثم الدولة الإسلامية، فالذي يقرأ هذه العناوين الرنانة يظن أن التنظيم قد حرر العراق، وأقام دولة إسلامية فيه فعلا، ثم حرر الشام فضمه إلى العراق، ثم حرر العالم الإسلامي أو بعضه وأقام فيه الخلافة وعين خليفة للمسلمين! هكذا بهذه السرعة والبساطة!.


وتابع: إن غموض الأهداف وضبابية الرؤية التي تجعل استراتيجيات التنظيم وتكتيكاته لغزا يحير المؤيدين والمعارضين، فمثلا بعد تحرير الموصل وأجزاء من كركوك وصلاح الدين، كان الأمل يحدونا بأن يواصلوا زحفهم جنوبا نحو بغداد؛ لتخليص أهل السنة من الحكم الرافضي الدموي، لكنهم بدلا من ذلك اتجهوا شمالا وشتتوا جهدهم بمناوشات مع الأكراد الذين يمثل إقليمهم الملجأ الآمن الوحيد لمهجري السنة!

وأكد أن من أهم أخطائهم: الغلظة في التعامل مع المسلمين، والتسرع في الأحكام بالتكفير والردة، وقد بلغني غير مرة أنهم قتلوا أشخاصا بالشبهة ثم اعتذروا لذويه ودفعوا لهم الدية.

وقال: إن هناك نسبة كبيرة من أهل السنة الخيرين"نخبا وعامة" الذين يعارضون نهج "الدولة" رغم معاناتهم من بطش المليشيات الشيعية، والحق أن هذه النسبة لا يمكن الاستهانة بها لأنها تبني معارضتها على معطيات ووقائع لا يمكن التغاضي عنها؛ والناس بحاجة إلى ما يقنعهم من مواقف فعلية وقولية لا إلى ما يلجمهم ويقصيهم.

وأضاف، إن من بين الأمور المريبة التي بلغتني من أكثر من مصدر دخول مجاميع من "الدولة" في مناطق سنية ثم الانسحاب منها سريعا وتعريضها للهجوم الحكومي والمليشياوي، وأنا أتفهم احتمالية اختراق التنظيم من قبل جماعات موالية للحكومة ترتدي زي "داعش" لأغراض التشويه والتسقيط، لكن يجب إجلاء هذا الأمر، فإن كان هذا السلوك لكم فبرروه، وإن لم يكن فبينوه.

وختم بقوله: إن من أهم الأخطاء للتنظيم المبالغة في معاقبة المجرمين كتدمير منازل الخونة من أفراد الصحوات وغيرهم، وقبول انضمام المقاتلين إلى صفوف التنظيم دون تمحيص أو تزكية، فقد يصل المنتسب إلى مرتبة "مفتٍ" دون أهلية علمية أو حتى سمعة طيبة في المجتمع؛ ولهذا تبعات خطيرة على سمعة التنظيم.