لا تزايدوا هنا.. فلا يليق بكم!

  • 155

يرى أبناء جماعة الإخوان المسلمين ومن يناصر موقفهم الحالي، أن ما قامت به الدعوة السلفية وقام به حزب النور يعد مشاركة في عزل الدكتور محمد مرسي والانقلاب عليه، كما يرون أن الدعوة وحزبها مقصرون في جانب مواد الهوية في الدستور الحالي، وأنهم كذلك لم يقفوا موقفا حاسما بجانب الضباط الملتحين أو من قضية الشيعة.


وسوف نعرض في هذه المقالة بعض الإلزامات بشأن هذه الأمور الثلاثة؛ لعلنا نوضح الأمر لمن غررت به الجماعة في خضم مظلوميتها التي أرادت أن تصرف بها الأنظار عن فشلها في إدارة الدولة المصرية، فبات الناصح مقصدا لسهام التخوين والعمالة والتفسيق، وباتت الفاشلون في مأمن!


الإلزام الأول: المشاركة في الانقلاب
السؤال: هل محاولتي تقليل هذا الباطل بالمشاركة فيما وقع فعلا، والنظر للواقع يعتبر مشاركة مني في هذا الباطل، وأكون ممن انقلب على الشريعة؟

فإن قالوا: نعم؛ قلت لهم: إذن حين كنتم تشاركون في برلمان مبارك الباطل لم تكن هذه مشاركة منكم في تخفيف هذا الباطل كما كنتم تدَّعون! ولم تكن كذلك لتقليل الفساد ومحاولة إصلاحه، بل كانت فسادا في حد ذاتها! لأن بمنطقكم كل مشاركة في باطل تعنى الرضا به، ولا يمكن أن تكون تقليلا لفساده. والعجيب أنكم وصفتم كل من لم يشارك برلمانيا ولو بالامتناع عن التصويت سلبيا، وكانت سبتكم لنا ولا زالت أننا لا نفهم سياسة؛ لأننا لم نشارك في جزءٍ منها في زمن المخلوع !

وإن قالوا:لا؛ قلت لهم: حسنا، وهذا هو الصحيح، وهو فعل الصحابة بنظرهم إلى الواقع والنظر للمآلات قبل الفعل، والعمل بالمصالح والمفاسد، فإن كان الأمر كذلك لماذا إذن تصفوننا بالخيانة والمشاركة في الباطل، وكيف بالله عليكم أكون قد أخطأت في الحالتين؟!


الإلزام الثاني: مواد الهوية في الدستور

السؤال: هل ما حاول حزب النور وضعه من مواد بديلة لمواد الهوية في الدستور الجديد تضمن نفس المعنى أو قريبا منه في هذا التوقيت الحرج يعد تقصيرا؟
فإن قالوا:نعم؛ قلت لهم: إن كان هذا تقصيرا في هذا التوقيت الحرج، فما وصفكم لموقفكم من مواد الهوية في دستور 2012، وقد كانت وقتها الفرصة مواتية لوضع مواد أكثر قوة وحزما في هذا الجانب، وما وصفكم لتصريحات قياداتكم بأن الشريعة مطبقة بالفعل، وأننا سنكتفى بالمادة الثانية، ولسنا في حاجة إلى أي تفسير لها، ولن نفعل ما يريده حزب النور؟
وإن قالوا:لا؛ قلت لهم: لم المزايدة إذن على موقفنا من تلك المواد، ونحن نقدم أقصى ما يمكن تقديمه في هذا التوقيت الحرج ونحاول تقليل الشر قدر المستطاع؟


الإلزام الثالث: الضباط الملتحون والشيعة

السؤال: هل موقف حزب النور حاليا بشأن الضباط الملتحين والشيعة في هذا التوقيت يعد تقصيرا في حقهما، ولم يأخذ الحزب موقفا حاسما منهما؟
فإن قالوا:نعم؛ قلت لهم: فما وصفكم لمن كان في سدة الحكم ولم يُعد للضباط حقهم ويعيدهم إلى عملهم، خاصة بعد وعده لهم بذلك قبل فوزه بالكرسي؟ وماذا تقولون لمن حاول أن يشوه الضباط واصفا بضعهم بأنه تابع لأمن الدولة بتحريض من حزب النور لعرقلة الرئيس الإسلامي؟ وما حجم جرم من فتح الباب المصري على مصراعيه للشيعة وقت أن كان في سدة الحكم؟
وإن قالوا:لا؛ قلت لهم: إذن موقفكم أنتم الباطل؛ فأنتم تحاولون دوما أن تسيروا القضايا في صالحكم، وتصوروا للجميع أنكم على حق وغيركم على باطل، حتى لو وقفتم كل مرة في موقف مخالف!


وأخيرا أقول: إن الحق الأبلج لا يمكن أن ينتصر إن خالف أهله الشرع واعتمدوا في نصرته على الكذب، وسب العلماء وتفسيق المسلمين والدخول في نياتهم؛ فما بالنا إن لم يكن حقا أبلجَ، بل دخنٌ فيه حق وباطل! يا هؤلاء، لا تزايدوا هنا، فلا يليق بكم ذلك.