ليس دفاعاً عن الشيخ ياسر..

  • 159

ليس دفاعاً عن الشيخ ياسر ( وشرفٌ لي ذلك ) ...

أرسل إليَّ الحاج حافظ سلامة لأكون خطيباً في "مسجد النور" الجمعة الأولى في رمضان الماضي عقب الانقلاب مباشرة ، فظننت أن الحاج حافظ بعد الخطبة سيخرج بمسيرة حاشدةٍ إلى "رابعة" و "النهضة" تأيداً لـ "مرسي" و "الإخوان" .

فمنذ أن شرفني اللهُ بمعرفة الحاج حافظ أعلم أنه رجل ثائر على الباطل وأهله ، وكنت إذا خطبتُ خطبة في أي مسجد من مساجده في "السويس" أو في مسجد النور دون أن أتكلم عن السياسة والواقع المعاصر:
كان يُعاتبني عتاباً شديداً ، ويعلق بعد الخطبة ليقول ما يريد أن يقوله من السياسة والأحداث المعاصرة .

فأعددتُ يومها خطبة تنديداً للإنقلاب وسفك الدماء ، كما عهدتُّ عليه الحاج حافظ .
وكانت المفاجأة ...
دخلتُ المسجد قُبيل الخطبة بقليل ، فسلمتُ عليه وقبلتُ يديه ، فقال لي :
يا أحمد ...
لا تتكلم عن السياسة بتاتاً ، ولا تذكر الإخوان ولا رابعة ولا غيره ، تكلم عن رمضان .

فقلت له : إزاي ياعم الحاج ! ...
قال : اسمع اللّي بقولك عليه ، الصراع الآن على السلطة .

فقلت له : يعني حضرتك ياعم الحاج مش هتخرج بمسيرة إلى رابعة ؟
قال : هصلي الجمعة ، ويدوب ألحق الفطار في السويس بإذن الله .
فاستعنتُ بالله وغيرت الموضوع تماماً وتكلمت يومها عن رمضان .

الشـــــــــــــــــــــاهد ... أن الشيخ ياسر ليس الوحيد من أبناء المشروع الإسلامي الذي اختلف مع الإخوان .
فلماذا هذا السبُّ ؟
ولماذا هذا القذف ؟
ولماذا هذا التطاول الأعمى على المشايخ ؟
لا أتكلم عن سبِّ العوام للشيخ ، لا . ولكن أتكلم عن أبناء المنهج السلفي العف ، الذين لطخوا ألسنتهم بأعراض المشايخ والعلماء .
إنَّ من ورطات الأمور أن يكون خصمك يوم القيامة واحدٌ من أهل العلم .
للعلم :
أنا لا أنتمي إلى "حزب النور" ، وما رأيتُ الشيخ ياسر إلا على وسائل الإعلام . ولكن لن ننسى أبداً فضل هؤلاء يوماً من الأيام .
فهونوا على أنفسكم ياشباب ولا يستخفنكم الذين لا يعلمون .