ولنا في أهل البلاء مواساة

  • 168
دموع..وألم

كنت أسير داخل أحد المستشفيات، وقد خرجت من زيارة قريبتي التي وضعت مولودها.
قد أكربني شدة ألمها وتوجعها، أثناء سيري أفكر وأبكي حتى الأمور المفرحة التي لا تأتي إلا بالألم .. ويؤلمني هموم وكربات ظننت أن لا مثلها عند غيري
فجأة وقع نظري عليها.
سيدة في أخر الثلاثين تقريبا، تبكي بحرقة وحولها بعض الفتيات يبكون مثلها ..
اقتربت منها ..سلمت عليها ..فهمت لأن هناك متوفي
حاولت تعزيتها وتذكرتها بفضل صبرها.
قالت لي بلوعة بين دموعها :
كنت أقوم بإرضاعها فجأة شهقت وماتت ..فهمت أنها طفلتها.
فقلت لها : إن شاء الله تأخذ بيديك للجنة تسعدا هناك سويا وذكرتُ لها الحديث ..
فردت بلوعة أكثر : هي الخامسة، هل سألقاهم الخمسة ؟
ثم أكملت : قد عانيت سنوات بين علاج، وعمليات للعلاج من عدم الإنجاب حتى رزقت ب 5 أطفال كل منهم يموت قبل أن يكمل عامه الأول، ويتركوني لوحدتي.

تسمر لساني ..لم أدر ماذا أقول ..حاولت الكلام بأي كلام لتهدئتها
لم أجد إلا الدعاء لها وأنا أقاوم الانهيار أمامها :
يا رب ..تلقيهم جميعا في الجنة جميعا وكل من تحبين، وترزقي بمن تقر به عينك ويؤنس وحدتك الآن يا رب.
فارتمت على صدري تبكي بهيستريا :
لا لا أرجوك لا أستطيع تحمل جراحات أخرى ..أرجوك طالما متأكدة أن الأطفال يدخلوا الجنة ..
ادعيلي أروحلهم الجنة. الجنة هي الجبر الوحيد لحالي ومعاناتي.