قناة "mbc" و "داعش".. حينما تختفي الألوان!

  • 160

بدأ الأمر ببث قناة "إم بي سي" تقريرا كاذبا عن داعش مع صورة لأحد أفراد "داعش" مع طفلة تبكي، وزعموا أن هذا ضمن عملية توزيع داعش للسبايا من الأطفال على أتباعهم!

واكتُشفت الفضيحة حينما تم بث المقطع كاملا بعد ذلك على الإنترنت وتبين أنه حفل للقرآن كان يتم تكريم الطفلة فيه ضمن الحفظة، وكانت قد نسيت آية أثناء القراءة؛ فبكت خجلا، وحاول ذلك الشاب - مقدم الحفل - أن يهدئ من روعها..

هنا غالبا ما تختفي الألوان ليطغى على المشهد لونان اثنان لا ثالث لهما:
- (قبل افتضاح القناة): "داعش تسبي البنات الصغار.. إنهم جنسيون شهوانيون"!
- (بعد افتضاح القناة): "إم بي سي قناة الشيطان، وداعش على الحق المبين"!

فطار أصحاب اللونين بمسلّمتين لا يقبلون في مناقشتهما صرفا ولا عدلا.. فإما أن داعش جنسيون شهوانيون، وإما أنهم عن الحق لا يحيدون!

بينما إذا خرجنا من حيز "صندوق" سخونة الحدث، سنجد الحقيقة كالتالي:

- علاقة قناة "ام بي سي" بالمهنية الصحفية كعلاقة كاتب هذا المقال باللغة اليابانية!
- "داعش" بريئة مما نسب إليها في خبر تلك القناة "الكاذبة الفاجرة".
- كثيرون لا يستطيعون الوصول إلى الحقيقة أو إثباتها بنظافة.
- هناك مغررون لهم أعمال طيبة "مثل حفل حفظة القرآن" التحقوا بداعش.

لكن ماذا أيضا؟؟ ما الألوان الأخرى التي تحتويها صورة الواقع الكاملة؟

1- هل يمنع ما سبق تقريره، أن داعش - مع براءتها مما نسب إليها في ذلك الخبر فقط - من أهل البدع ويسيرون على طريق الخوارج؟ أو هم خوارج العصر؟
هل هناك أي تعارض يفرضه المنطق أو العقل في الجمع بين براءتهم من واقعة معينة وبين ضلال منهجهم؟
الجواب: ثبت أن متحدثهم الرسمي (العدناني) قام في بيان مسجل على اليوتيوب بتكفير كل الجيوش العربية وتكفير كل من شارك في (آليات) الديمقراطية سواء من جمهور المسلمين أو حتى جماعات الصحوة الإسلامية لم تسلم من تكفيره.

2- هل هناك تعارض بين براءتهم من هذه الواقعة، وبين ثبوت وقائع أخرى عليهم؟
الجواب: ثبت أنهم قاموا بأعمال قتل وذبح وحشية، طالت المجاهدين من الفصائل الأخرى، ومن أبرزهم: صائد الدبابات "أبو المقداد" قائد لواء المدفعيّة والصواريخ فى حركة أحرار الشام الإسلامية، الذي دمر العشرات من دبابات الأسد.

3- هل هناك تعارض بين استمرار أهل البدع على باطلهم، مع صدور أعمال أخرى صالحة منهم؟
الجواب: ثبت في تاريخ المسلمين عبادة وخشوع وتزهد الكثير من المبتدعة مثل عمرو بن عبيد المعتزلي الذي قيل فيه:
كلكم يمشي رويد.. كلكم طالب صيد.. إلا عمرو بن عبيد!
مع أنه وردت عنه مقالة كفرية شنية، برده لأحد الأحاديث النبوية الشريفة لأن عقله لم يقبله، بل وتجرئه على قوله: "ولو سمعته من النبي لرددته عليه! ولو سمعته من الله لقلت له: ليس على هذا أخذت ميثاقنا"! نعوذ بالله من الكفر الفظيع.
فلا تعارض بين كون الإنسان على بدعة وضلالة بل وعلى كفر، وبين صدور أعمال أخرى منه لا علاقة لها بما ضلّ فيه.

{من يهد الله فهو المهتدي ومن يضلل فأولئك هم الخاسرون}