"في أي مرحلة نحيا"

  • 114

لاشك أننا نسعد بأي نكاية تحدث للعدو، ولا شك أننا نسعد لنصرة الإسلام في أي مكان وأي بقعة من البقاع، ولا شك أننا يؤلمنا ويفتت أكبادنا أي شوكة يشاك بها حبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم فهو حبيب القلوب ونور العيون، لكن لابد أن تتعامل الأمة وفق سنة النبي محمد صلى الله عليه وسلم فى التعامل المرحلي للأزمات وفق حالة المسلمون التي يحيوها .
مرت الدعوة الإسلامية في عصر النبوة بمراحل ثلاثة عاشها النبي محمد صلى الله عليه وسلم واختلف تعامل النبي محمد صلى الله عليه وسلم مع نفس الفعل وفقا للمرحلة التي وقع فيها الفعل.

* المرحلة الأولى وهي مرحلة الثلاث سنوات للدعوة الإسلامية:

وكانت سرية بامتياز حاول النبي محمد صلى الله عليه وسلم نشر الإسلام بها بين فئة منتقاة تستطيع بعد ذلك حمل عبء الدعوة والمساعدة على انتشارها فى الربوع والأفاق وابتعد بها النبي محمد عن محاولة الصدام أو المواجهة .

*المرحلة الثانية وهي مرحلة العشرة سنوات التالية:

وتميزت بعلنية الدعوة الإسلامية " وأنذر عشيرتك الأقربين " ولكنها كانت دعوة مستضعفه بعيدة عن الصدام وعدم رد الإساءة أو دفع العدوان إلا بالصبر ومزيد من ضبط النفس أو الفرار من الأرض ومحاولة نشر الدعوة الإسلامية فى الأماكن المجاورة لمكة كالطائف، أو نشرها بين الحجيج بمواسم الحج كما فعل مع أهل المدينة المنورة، وكان رد فعل النبى - صلى الله عليه وسلم - فى هذه المرحلة؛ كما فى حديث خباب بن الأرت غضبه عند جزع المسلمين وغضبه من استعجال النصر "ولكنكم قوما تستعجلون"، ولقد تعرض أصحاب النبي للقتل فى هذه المرحلة وسفك الدم فكان النبي يطالب أهل البلاء بالصبر، كما حدث لياسر وسمية رضي الله عنهما وكما قتل الصحابي الجليل خبيب بن عدي، وقد تم الاعتداء على النبي محمد بوضع "سلا الجزور "على رأسه الطاهر وهو ساجد وكذلك تم الإعتداء اللفظي عليه بسبه صلى الله عليه وسلم فقد نادوه مذمما ونادوه كاهن ومجنون وكل هذه الاعتداءات فى تلك المرحلة لم يحاول النبي الثأر لا لنفسه ولا لأصحابه الكرام ولم يحاول اغتيال أيا من صناديد الكفر ردعا للعدوان أو ثأرا أو كإرسال رسالة لقادة قريش أن ينتهوا عن تعذيب المسلمين وإلا المزيد من الإغتيالات كل هذا لم يقابله النبي إلا بمزيد من الصبر والمجاهدة على ضبط النفس لئلا يحدث اجتثاث للدعوة الوليدة في لحظة غضب غير محسوبة الخطى وحاشاه أن يفعلها .

* المرحلة الثالثة مرحلة تكوين الدولة وتكوين الجيش:

في هذه المرحلة كانت أفعال النبي مع المعتدي مختلفة عن المرحلتين السابقتين فقد تكونت للنبي دولة ومنعة وشوكة، فكان الصحابة لا يتسامحون مع أي أحد يمس النبي محمد... حتى لو بلفظ ، وقد أمر النبى بقتل من ناله أو أجلاه عن المدينة كما فعل النبي مع كعب بن الأشرف وأبو ربيعة شاعر الحجاز وكما أجلي النبي يهود بني قينقاع لاعتدائهم على عرض امرأة من أصحابه ، وكما فعل مع يهود بني النضير حين حاولوا اغتياله وكما فعل مع يهود بني قريظة بتنفيذ حكم الله بهم لنقضهم عهده صلى الله عليه وسلم .

ما أريد أن أخلص إليه لابد أن يعرف المسلمون المرحلة التي يعيشون فيها ومع أي مرحلة تتوافق من مراحل النبي الثلاثة، ويلزم التعامل مع الأحداث بفعل النبي محمد في المرحلة المماثلة حتى لا يحدث للأمة ما لا يحمد عقباه.

والله ولي التوفيق ،،،،،،،،،