• الرئيسية
  • الأخبار
  • مصدر لبناني: الغرب يريد جعل إيران شرطي مكافحة الإرهاب بالمنطقة بعد الاتفاق النووي

مصدر لبناني: الغرب يريد جعل إيران شرطي مكافحة الإرهاب بالمنطقة بعد الاتفاق النووي

  • 84
صورة أرشيفية

رجح مصدر لبناني رفيع المستوى، أن يكون الاتفاق النووي بين إيران والدول الكبرى مقدمة لصفقة كبرى في المنطقة تتمحور بشأن حل للأزمة السورية يحقق مصالح إيران وروسيا والدول الغربية ، وتصبح فيه إيران وسوريا شرطيين لمكافحة الإرهاب في المنطقة.

وقال المصدر الذي رفض الإفصاح عن هويته فى تصريح لوكالة أنباء الشرق الأوسط بلبنان، اليوم الأحد، إن الهم الغربي الأول ليس حرية الشعب السوري، لكن محاربة تنظيم القاعدة وغيره من التنظيمات المشابهة مثل جبهة النصرة، والتي لن يسمح لها إطلاقا بالسيطرة على سوريا وتهديد تركيا ولبنان والأردن ومن ورائهم منطقة الخليج وأوروبا.

ورأى المصدر أن مقاربة الولايات المتحدة في التعامل مع المنطقة هو ترك أعدائها يتحاربون، خاصة في سوريا من خلال الصراع الدامي بين مقاتلي حزب الله والميلشيات الشيعية الموالية لإيران مع المقاتلين من القاعدة وجبهة النصرة، وكلاهما أشرس مقاتلين في العالم الإسلامي.

وأكد أن الأمريكيين باتوا مقتنعين بأن إيران هي العدو الأول للإرهاب في المنطقة ، أو بمعنى آخر فإن الأمريكيين قد ورطوها في هذا الصراع كما أنها ورطت نفسها نتيجة سياساتها التوسعية، وباتت طهران العدو الأول للقاعدة وليست واشنطن ، لافتا إلى أنه عندما أسس أسامة بن لادن القاعدة كان عدوه الأول هو الولايات المتحدة الأمريكية، لكن السياسة الأمريكية بالانسحاب من مواطن الصراع بالمنطقة وترك التناقضات الداخلية بين دول ومكونات المنطقة تؤدي مفعولها أدت إلى الوضع الحالي.

ورأى المصدر أن هناك متغيرات كثيرة ساهمت في الوضع الحالي ، منها تراجع اعتماد الولايات المتحدة الأمريكية على النفط الخليجي بسبب اكتشاف النفط الصخري ، وعلى الجانب الإيراني فرغم الصمود في مواجهة العقوبات الغربية فإن الاقتصاد الإيراني أصبح منهكا ، ويحتاج الشعب الإيراني بعد سنوات المعاناة والعزلة إلى ثمن، ولا يوجد أفضل من البرنامج النووي الذي يوصف بأنه "مفخرة الأمة الإيرانية"، وسوف يتبع ذلك انفتاح اقتصادي غربي على السوق الإيراني النهم بعد سنوات من الحصار، والذي لا يشكل عبئا اقتصاديا فقط، بل مشكلة حضارية للجيل الجديد من الإيرانيين.

ولفت إلى أن الرئيس الإيراني حسن روحاني، هو من مدرسة الرئيس الإيراني الأسبق هاشمي رافسنجاني، وهو رائد الانفتاح على الغرب وعلى السعودية.

وعلى الصعيد السوري، رأى المصدر أنه ستكون هناك تسوية في الأزمة السورية ، تتضمن تغيير شكل النظام بإدخال عناصر المعارضة فيه وإعطائه وجها ديمقراطيا، مع الحفاظ على بنيته الأساسية لتتكفل هذه البنية بمحاربة الإرهاب، بمعنى أدق محاربة المقاتلين غير السوريين الذين لا يمكن أن يعودوا إلى بلادهم؛ حتى لا تتكرر مأساة العرب الأفغان ، في حين سيتم على الأرجح استيعاب الجيش السوري الحر، والمقاتلين السوريين غير المنتمين للقاعدة.

ونبه إلى أن هناك قلقا لدى التنظيمات المسلحةة في سوريا، خاصة "تنظيم الدولة الإسلامية" في العراق والشام "داعش " من هذا السيناريو، وكان هذا أحد أسباب هجماتهم على الجيش السوري الحر الذي كانوا يخشون أن يكرر تجربة الصحوات في العراق عندما عقد الأمريكيون تحالفا مع العشائر السنية للقضاء على القاعدة بعد أن فشلوا في تحقيق ذلك.

ولفت إلى وجود صعوبات وخلافات تتعلق بعلاقة سوريا الجديدة بمحور المقاومة ، ومصير الرئيس السوري بشار الأسد، ومن سيمتلك السلطة على الجيش والأجهزة الأمنية ، معربا عن اعتقاده الشخصي بأنه هناك احتمالا لأن يتخلى الروس والإيرانيون عن الأسد في نهاية المطاف، حتى لو كانوا يرفعون سقف مطالبهم في الوقت الحالي، مشيرا إلى أن مفهوم التخلي يعني في الأغلب عدم ترشحه في انتخابات الرئاسة القادمة لا المساس بشخصه.

وقال المصدر إنه منذ بضعة أشهر كانت وفود روسية تأتي للبنان تؤكد أن الإيرانيين سوف يجلسون مع الأمريكيين في جنيف، ولم نكن كلبنانيين نصدق هذا الأمر، لكن الأمر حدث.

وأشار إلى أن عملية إعادة ترتيب أوراق المنطقة بدأت تظهر في تغير المواقف التركية والقطرية وتوقف الدولتين عن دعم المسلحين في سوريا ، كما توقفت الدوحة عن دعم المجموعات السلفية في لبنان ، وفي زيارة وزير الخارجية الإماراتي عبد الله بن زايد الأخيرة إلى إيران، مشيرا إلى أنه مازال هناك خلافا سعوديا أمريكيا ، لكنه رأى أنه لا يمكن أن يكون هناك حل بدون الرياض.

وفيما يتعلق بلبنان والمخاوف من انفجار الوضع فيه خاصة في طرابلس، استبعد المصدر ذلك مؤكدا أن هناك حرصا من كل الأطراف المحلية والدولية على عدم تفجير الوضع ، كما أن الأحداث بين منطقتي جبل محسن العلوية وباب التبانة السنية في طرابلس بشمال لبنان لا تزيد في حقيقتها على مناوشات لم تتحول يوما إلى مواجهة شاملة ، موضحا أن عدد المقاتلين السنة في طرابلس لا يزيد عن ألفي مقاتل أغلبهم يتلقى تمويلا خارجيا ، ولو توقف هذا التمويل في إطار الصفقة الكبرى المحتملة ، سوف يتوقف أغلبهم عن العنف.

على الجانب الآخر، فإن المسلحين التابعين للحزب العربي الديمقراطي (ممثل العلويين)، لا يزيدون عن 500 عنصر وفقا لتقديراته ، مستبعدا أن يتدخل النظام السوري المنهمك في المعارك لدعمهم ، أو أن يورط حزب الله نفسه في معركة جديدة في طرابلس معقل السنة في لبنان من أجلهم.

وحول المخاوف من تسرب المسلحين من سوريا إلى لبنان في حال حدوث تسوية أو هزيمة كبيرة لهم، قال: "إن المجتمع الدولي في هذه اللحظة سوف يوفر الغطاء والدعم لقوى الجيش والأمن اللبناني للقضاء عليهم".