الجامعة العربية تطلق التقرير الإقليمي بشأن فيروس نقص المناعة والإيدز

  • 115


قام برنامج الأمم المتحدة المشترك المعني بالإيدز اليوم "الأحد" في مقر الجامعة العربية بإطلاق التقرير الإقليمي الجديد بشأن حالة فيروس نقص المناعة البشري والإيدز في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تحت رعاية ومشاركة الدكتور نبيل العربي، الأمين العام لجامعة الدول العربية، تزامنًا مع الاحتفال باليوم العالمي لمكافحة هذا الفيروس، بمشاركة الدكتورة مها الرباط – وزيرة الصحة والسكان بجمهورية مصر العربية، والدكتورة يمنية شقار- المديرة الإقليمية لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا لبرنامج الأمم المتحدة المشترك المعني بالإيدز، وإيلي أعرج – رئيس الشبكة الإقليمية العربية للعمل على الإيدز.


ودعا نبيل العربي، الأسرة العربية إلى الاهتمام بتنشئة أبنائها على التمسك بالأخلاق الحميدة، والتوعية بخطورة تعاطي المخدرات بكافة أشكالها، وما تسببه الممارسات الخاطئة من الإصابة بهذا المرض الخطير، حتى نبلغ ما نسعى إليه جميعا وهو صفر إصابات جديدة بمرض الإيدز في منطقتنا العربية.


وأضاف خلال كلمته أمام "الاحتفال باليوم العالمي للإيدز وإطلاق التقرير الإقليمي حول الإيدز في إقليم شرق المتوسط": علينا مواصلة العمل من خلال البرامج الوطنية لمكافحة الإيدز لتحقيق الهدف السادس من الأهداف التنموية للألفية الخاصة بمكافحة فيروس نقص المناعة البشرية.


ونبه العربي من إننا أمام مشكلة صحية لها آثار اجتماعية واقتصادية تعيق تنفيذ البرامج التنموية خاصة في الدول التي انتشرت فيها عدوى فيروس نقص المناعة البشري بنسب كبيرة، فقد تسبب هذا الفيروس في عودة انتشار مرض السل الذي يشكل حاليًا مشكلة كبيرة، كانت قد تقلصت معدلاتها بسبب تحسُّن الظروف المعيشية والخدمات الصحية.


وأكد على أن تنفيذ برامج مكافحة الإيدز يجب أن يتم على أساس من الشراكة بين كافة القطاعات المعنية، خاصًا بالذكر القادة السياسيين، والشخصيات المؤثـِّرة من رجال الدين ومن رجال وسيدات الإعلام وقادة المجتمع وكذلك القطاع غير الحكومي، وإشراك الشباب وذلك حتى تكون لتلك البرامج الفعالية المطلوبة في إطار من التكامل، وتؤتي ثمارها المرتقبة بإذن الله.


وقال العربي أن هذا المرض الذي يشكّل واحدًا من المشاكل الصحية ذات الأبعاد الاجتماعية والاقتصادية التي تواجه البشرية في العالم بأسره، حيث أصبح هذا الوباء أحد أهم الأسباب الرئيسية المسبِّبة لوفيات الشباب وربما أيضًا الشيوخ.


مؤتمر دبي


ونوه بحرص جامعة الدول العربية على تنظيم الملتقى الإقليمي للوقاية من الإيدز بين الشباب بالتعاون مع منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف)، وصندوق الأمم المتحدة للسكان وشرطة دبي، يومي 13-14/11/2013، في مدينة دبي والذي شارك في افتتاح أعماله، وبمشاركة منظمات الأمم المتحدة المعنية، ومديري البرامج الوطنية، ومنظمات المجتمع المدني، ومجموعة من الشباب العربي لإشراكهم في وضع رؤيتهم في الاستراتيجية العربية لمكافحة هذا الفيروس في المنطقة العربية، وقد كان قد دعا إليه وزراء الصحة العرب بموجب قراره رقم (2) في دورته العادية (37) مارس 2012 بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة المشترك المعني بالإيدز.


ولفت إلى أنه ورغم الجهود التي تقوم بها دول إقليم شرق المتوسط، إلا أن تزايد معدل انتشار المرض يدعونا جميعا إلى التكاتف وتكثيف الجهود في مجالات الوقاية والعلاج والدعم والرعاية، وذلك بانتهاج أساليب غير تقليدية، خاصة في ظل ما تمر به المنطقة العربية من أزمات وصراعات وكوارث، وما تفضي إليه من انتشار الهجرة، بما يفرض علينا تحديات تستوجب مواجهتها بالتخطيط والعمل الجاد، مشيدًا بأن هناك العديد من النجاحات التى تحقَّقت بالفعل في بعض الدول نتيجةً لتطبيقها البرامج الوقائية الفعَّالة، فانخفضت فيها معدلات الإصابة بالعدوى، ولا تزال هذه الدول تسعى لمواصلة انخفاضها.


الجهود الوطنية


وأكد على أن الجهود الوطنية التي تقتصر على التوعية العامة عن طريق الوسائل والمواد الإعلامية لا تكفي، وأنه يجب أن تكون هناك رؤية شاملة أكثر واقعية، بحيث يتم التركيز كذلك على الفئات الأكثر تعرُّضًا لمخاطر الإصابة بعدوى الفيروس، والعمل على حماية الأجيال الناشئة من الإصابة بالعدوى، من خلال إعداد وتطبيق مناهج مدرسية حول الوقاية من هذا المرض تتلائم مع ثقافتنا وقيمنا الدينية والروحية.


من جانبه قال ميشيل سيديبيه المدير التنفيذي لبرنامج الأمم المتحدة المشترك المعني بالايدز "وكيل الأمين العام للامم المتحدة" أنه في ظل الجهود المبذولة عالميا بدأنا نسيطر على الوباء بدلا من سيطرته علينا، وقد ظهر التقدم جليا في الاكتشافات العلمية والقيادة الحكيمة والبرمجة الدقيقة، وهذه العوامل القوية تعني أن المتعايشين مع فيروس نقص المناعة البشري بامكانهم التمتع بحياة طويلة وصحية وحماية شركائهم من الإصابة بالفيروس والحفاظ على عدم اصابة اطفالهم بفيروس نقص المناعة البشري.


ولفت إلى أنه في إطار الجهود الرامية إلى مكافحة المرض قام برنامج الأمم المتحدة المشترك المعني بالإيدز ومعه المجلة الطبية لانسيت بإنشاء مفوضية خاصة للمساهمة في هذا الأمر، معتبرًا أن الوصمة والانكار والتهاون لا تزال عومل تؤدي إلى الفشل في الحد من إصابة الأجيال القادمة.


وكان الأمين العام للأمم المتحدة "بان كي مون" قد دعا إلى تكثيف الجهود الرامية لوقف حدوث حالات عدوى جديدة بفيروس نقص المناعة البشرية "الإيدز" بين الأطفال وأن نكفل حصول جميع الأمهات المصابات بالفيروس على العلاج.


وحث كي مون في رسالة وجهها بمناسبة اليوم العالمي للإيدز إلى إنهاء ما يمارس من تمييز وعنف بحق المرأة وهو ما يلحق بها أضرارا جسيمة ويزيد من احتمالات الإصابة بالفيروس والوفاة من الإيدز .

ونبه الى أنه لاتزال ثمة مؤشرات تبعث على القلق حسب تقرير اليوم العالمي للإيدز لعام 2013 لبرنامج الأمم المتحدة المشترك المعني ب"الإيدز" وهي أن بعض المناطق والبلدان لاتزال متخلفة عن الركب المتقدم .


وتابع كي مون" إننا نحقق تقدما في مجال الوصول إلى الفئات الضعيفة من السكان بفضل الجهود التي تبذل للقضاء على الوصم بالعار والتمييز ولكن لايزال ثمة الكثير مما يتعين القيام به لإنهاء هذه المشكلة ، داعيا إلى تجديد الالتزام بكسر الحواجز المتبقية بما في ذلك القوانين العقابية والاستبعاد الاجتماعي حتى يتسنى لنا الوصول إلى جميع الاشخاص الذين يتعذر عليهم الحصول على الخدمات المتعلقة بفيروس"الإيدز".


وعبر كي مون عن تفاؤله بحدوث تقدم في أجزاء كثيرة من العالم وبخطى متسارعة في مواجهة الإيدز والانخفاض الكبير في أعداد الإصابات والوفيات الجديدة وإحراز تقدم كبير في تحقيق كفالة حصول 15 مليون شخص على العلاج بمضادات "الفيروسات العكسية " بحلول عام 2015 ، وقال " إن لهذا الأمر أهمية بالغة في وقف وباء الإيدز وعكس اتجاه مساره إلى غير رجعة ".