كم أنا صغير.. كم أنا ضئيل!!

  • 223
صورة أرشيفية

استيقظت هذا اليوم مبكرا على غير عادتي؛ فقد كنا نصلى القيام في المسجد الحرام، ونجلس قليلا ثم ننام حتى قبيل الفجر بقليل.

أمسكت بالمصحف قليلا، لكنى شعرت بشيء يجذبني لأذهب وأنظر إلى الطائفين؛ فالمشهد مهيب وأنت ترى جموعا لا حصر لها، فيهم الأبيض والأسود، والكبير والصغير، جميعهم أتوا ليحجوا بيت الله الحرام.. نعم يتطرق إلى ذهنك أنه وإن حاول المعتدين القضاء على الإسلام والمسلمين فإن الله أبى إلا أن يعز نبيه ومن تبعه من المؤمنين.

كان الزحام شديدا في هذا اليوم أكثر من أى يوم، أخذت أدعو الله أن ييسر العمرة للجميع، ويتقبلها منهم؛ فأنا أذكر يوم قمنا بأداء العمرة كنت أكتم التأوه من الحر والعطش والزحام.

أدرت ظهري مولية، لكني فوجئت بالموقف الذي جعلني أتسمر في مكاني كمن رأى المستحيل،
يا إلهى.. امرأة طاعنة في السن، قد بلغت من الكبر عتيا، قد انحنى ظهرها لدرجة الركوع، والله بلا مبالغة لدرجة الركوع، تطوف؛ والأغرب أنها لم تستطع الاتكاء على عكاز، فأخذت كرسيا متحركا واتكأت عليه، رغم أنه كان بإمكانها الجلوس ولا حرج، لكنها أبت إلا الأجر الوفير والحسنات الكثيرة، ومرافقة الحبيب صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم في دار النعيم إن شاء الله.

حقا لم أستطع إلا أن أقول كم: "أنا صغير، كم أنا ضئيل!!".

سبحان من منحها هذا الصبر والسكينة!! سبحان من أعطاها الجلد والخشية!!

حقا لو رأيتم هذا الموقف لما تمالكتم دموعكم من النزول على خيبتنا ورقادنا الطويل ..

أتمنى أن تغمضوا أنفسكم وتتخيلوا الموقف لتعلموا عما أتحدث ..