ننشر نص كلمة الرئيس السودانى "عمر البشير" بمؤتمر القمة العربية بشرم الشيخ

  • 79

ألقى الرئيس السوداني عمر البشير كلمة أمام القمة العربية في دورتها الـ 26 المنعقدة بشرم الشيخ فيما يلي نصها :

بسم الله الرحمن الرحيم

والحمد الله والصلاة والسلام على رسول الله

فخامة الأخ الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس جمهورية مصر العربية الشقيقة

أصحاب الجلالة والفخامة معالي الأمين العام لجامعة الدول العربية أصحاب السمو والمعالي .

"يسعدني ويطيب لي أن أتقدم في المبتدأ بالشكر والتقدير لأخي الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس هذه الدورة الـ 26 على دعوته لنا للمشاركة في أعمالها وعلى حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة وأثق في أنكم وبلادكم ستكونون على قدر التحدي وأن مصر ستكون أهل لهذه المرحلة فالتحديات التى تواجهها بلادنا جليلة وكبيرة فلا يجدي معها إلا أن نعتصم بحبل الله المتين ونكون يدا واحدة فأن يد الله مع الجماعة كما يطيب لي ويشريفني أن أسجل شكرا وعرفان مستحقا لحضرة صاحب السمو أمير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد جابر الصباح الذي ترأس الدورة المنصرمة بكل جدارة وحنكة وحكمة والتى شهدت تحت قيادته عملا كثيرا وجهدا مقدرا مخلصا.

وإننا نسعد أن نكون مرة أخرى في مدينة شرم الشيخ الجميلة والتى كنا بها بدعوة كريمة من فخامتكم من منتصف هذا الشهر للمشاركة في فعاليات مؤتمر دعم مصر الاقتصادي وهو مبادرة التى قمتم عقبها بزيارة لبلادنا لتوقيع الاتفاق التاريخي بالتعاون بشأن سد النهضة الأثيوبي كدليل على تواصلنا المشترك بما فيه خير المنطقة ومنفعة شعوبنا .

أخي الرئيس أصحاب الجلالة والفخامة من صواب المسار أن يكون موضوع صيانة الأمن القومي العربي في مقدمة عنواننا وعلى رأس أجندة هذه القمة إلى جانب بحث الخطوات التى تمت بشأن تطوير آليات العمل العربي المشترك وميثاق الجامعة العربية إلى جانب تطورات الأوضاع في عدد من أقطار الدول العربية الشقيقة وكل هذه العناوين التحديات تستدعي من قمتنا هذا العمل بأقصى درجة من الإرادة الجامعة وحسن التقدير والانتباه للأخطار الماثلة والمداهمة والمحدقة بأمننا القومي ووحدتنا وسلامة وأمن أوطننا وشعوبنا .

إن السودان ظل يؤمن بأهداف ميثاق هذه الجامعة وبوحدة مصير هذه الأمة وبدور تعزيز التعاون بين دولنا وذلك تحقيقا لأكبر قدر من إنجاز أهدفنا في التكامل الاقتصادي والاجتماعي والسياسي وصيانة أمننا القومي ونحن على قناعة بأن ذلك لايكون إلا من خلال التضامن والتناصر حقيقي ومن خلال تفعيل كافة الاتفاقيات والمشروعات والبرامج التى نتفق عليها وفي سبيل ذلك فإن السودان تبارك كل جهد يستهدف تطوير وتفعيل آليات العمل العربي المشترك بما يقصر الطريق والوقت من أجل الوصول إلى الغايات والأهداف التى يصبو إليها شعوبنا .

إن خطر التطرف والإرهاب وهو من أهم الأخطار التى تواجه أمتنا اليوم خاصة وأنه قد تمدد وأنه علاوة على ما له من أبعاد أمنية وعسكرية فإن الأمر يحتاج إلى مواجهة تستدعي درجة عالية من حسن تشخيص واختيار الأساليب , وبناء مقاربة تقوم على أساس المعالجة الفكرية والثقافية والفقهية و لا يستبعد التصدى للظاهرة أيضا بالأدوات سياسية والأمنية التى تصون وتحمي الاستقرار والسلم الاجتماعي لدولنا وشعوبنا مع درجة من التنسيق اللازمة مع الأخذ في الاعتبار ضرورة وجود جدول اهتمام للشباب من خلال استيعابه في مشروعات وطنية تستوعب طاقته في البناء والعمارة كما تستجيب لتطلعاته في الاستهداء بصحيح الدين في الحياة العامة بوسيطة تهديهم إلى التدين الصحيح دون إفراط أو تفريط .

إن التحديات التى تواجه أمننا القومي اليوم كثيرة وأن صيانة الأمن القومي العربي تستدعي تقديرا متجددا للموقف , يقوم على فهم مستبصر للتحديات والتطورات التى تحدث حولنا والعوامل التى تحرك الصراع وتوجه المصالح هنا وهناك وأن نفهم ماذا يريد منا .

إن عددا من دولنا العربية الشقيقة يعاني من أوضاع تتسم بالانقسامات والصراعات الداخلية والاقتتال والتى ربما نتيجة لها وبسببها نشأت بعض الجماعات الخطرة التى استغلت تلك الظروف وانتشرت في بعض تلك الدول لتمارس العنف والإرهاب والقتل مما تسبب أيضا في تعريض تلك الدول الشقيقة لخطر التدخلات الأجنبية وخطر التقسيم فنحن نتابع الوضع في العراق الشقيق ونتمنى أن تسفر جهود الحكومة العراقية الشقيقة على النجاح في بسط سيطرته على كامل التراب العراقي , وأن تتمكن من إعادة بناء مؤسسات الدولة المدنية والعسكرية وأن تستوعب كافة مكونات الشعب من أجل البناء الوطني وتحقيق الأمن والسلام لجميع العراقيين ليعود العراق للقيام بدوره الإيجابي والفاعل في محيطه العربي والإقليمي والدولي .

أما في سوريا .. فإن السودان يشعر بقلق بالغ إزاء معانة الشعب السوري ويدعو في هذا الصدد أن تعزز جهودنا جميعا لوضع حد لإنهاء معانة هذا الشعب العربي الشقيقة وبالنسبة لليمن الشقيق فقد ظل السودان يتابع باهتمام بالغ تطورات الأوضاع في هذا البلاد الحبيب منذ مدة كما ظل يرصد المحاولات المتعددة من بعض الأطراف اليمنية خاصة ميليشات الحوثيين لعرقلة الحوار الوطني والعملية السياسية التى ترعاها دول مجلس التعاون الخليجي على نحو أصبح يهدد المنطقة العربية برمتها ويهدد أمن وسلامة المملكة العربية السعودية الشقيقة وتأسيسا للتطورات التى حدثت في اليمن فإن السودان يعلن دعمه اللا محدود لائتلاف الدول المؤيدة للشرعية ويؤكد مشاركته الفاعلة حاليا على الأرض ضمن قوات التحالف المساند للسلطة الشرعية في اليمن وذلك دعما للشرعية وإنقاذا للمنطقة من المآلات السالبة المترتبة على التطورات في اليمن إن السودان إذ يشارك بفاعلية ضمن قوات التحالف فإنه يرجو أن يصدر هذا المجلس بيانا قويا يعزز هذا الجهد ويدعم عاصفة الحزم التى نأمل أن تشكل إحياء للعمل العربي المشترك برمته .

أما بشأن الجارة العربية الشقيقة ليبيا ,فإننا نؤمن أن ليبيا بمساحتها وخيراتها تسع جميع الليبيين المتطلعين لغد أفضل ونؤمن بأن الحل في ليبيا يكون من خلال الشراكة الوطنية القائمة على الحوار والإحترام ونعتقد بامكانية الحل السياسي في ليبيا وندعو الليبيين لإعلاء شأن الوطن على المطالب الصغيرة ونشجع جهود الأمين العام للأمم المتحدة من أجل التوصل عبر الحوار لحكومة ليبية يشارك فيها الجميع دون عزل تعمل على بناء مؤسسات الدولة وتحقق الأمن والاستقرار وتكافح الإرهاب ".