• الرئيسية
  • الأخبار
  • الأورام السرطانية شبح يهدد حياة المصريين.. "العليا لمكافحة الأورام": تزايد مستمر في معدل الإصابة .. وأنشأنا سجلًّا قوميًّا للأورام

الأورام السرطانية شبح يهدد حياة المصريين.. "العليا لمكافحة الأورام": تزايد مستمر في معدل الإصابة .. وأنشأنا سجلًّا قوميًّا للأورام

  • 1840
مستشفى السرطان

الأورام السرطانية شبح يهدد حياة المصريين
"العليا لمكافحة الأورام": تزايد مستمر في معدل الإصابة .. وأنشأنا سجلًّا قوميًّا للأورام
استشارية أورام: نقص الإمكانيات وضعف الميزانية أهم المعوقات .. وإشعاعات الهواتف المحمولة تسبب أورام المخ
"أورام الثدي" الأشهر لدى النساء.. و"الكبد" لدى الرجال" .. و"الخلل الجيني" لدى الأطفال
أستاذة بـ"القومي للأورام": التدخين والتلوث والتعرض للإشعاع أهم مسببات الأورام.. و"المعهد" قائم على التبرعات
روشتة وقاية للنساء حتى لا تصاب بأورام الثدي
أستاذة اجتماع: الدعم النفسي للمريض يحيي فيه الأمل لهزيمة المرض

ومنى الطراوي

ما زال المواطن المصري يُعاني من الألم والأوجاع، التي لم تقتصر على بعض الأمراض المتفشية منذ زمن، بل زاد عليها انتشار الأورام السرطانية بشكل مخيف، ويبقى التدخين بأنواعه، والتلوث والتعرض للإشعاع، من أشهر مسببات المرض.

أوضحت آخر تقارير اللجنة العليا لمكافحة الأورام، استمرار تزايد نسبة الإصابة بالمرض؛ حيث أكدت أن من بين كل 100 ألف مواطن تجد 113 حالة مصابة سنويًّا، وأيضًا ارتفاع نسبة الإصابة لدى النساء؛ حيث تبلغ نسبة 35% للرجال، و39% للنساء، أما الأطفال فما بين 7: 8 لكل 100حالة، وفي نهاية المطاف يبقى المواطن البسيط دافعًا لضريبة التهميش والإهمال وترهل المنظومة الصحية في مصر منذ عقود ونقص ميزانيتها، مما أدى إلى تضخم قوائم الانتظار التي قد تجعل الإنسان يفقد حياته قبل أن يتلقى العلاج؛ لذلك تناقش "الفتح" هذا الملف، بغية الوقوف على آخر المستجدات، والوصول إلى حلول جذرية للحد من انتشار المرض الخبيث، وكشف الكسور وجوانب الخلل لمعالجتها؛ كي نستطيع تحجيم هذا الشبح القاتل.


تقول الدكتورة مروة نبيل عبد الحافظ، استشاري طب الأورام، ومدرس الأورام بالمعهد القومي للأورام بجامعة القاهرة، إن الأسباب الحقيقية ?نتشارها أو الإصابة بالأورام السرطانية مجهولة، وهناك الكثير من الأبحاث نسعى من خلالها للوصول إلى سبب معين؛ فهناك أسباب عامة وأسباب خاصة بكل حالة مرضية.

وأوضحت نبيل لـ"الفتح"، أن الأسباب العامة تكمن في كمية التلوثات البيئية الموجودة في الهواء والماء والطعام، وعوادم السيارات.

وأضافت أستاذة الأورام، الإشعاعات الضارة التي تصدر عن الهواتف المحمولة سامة لأقصى درجة، كما أنها من أقوى أسباب الإصابة بأورام المخ، وأشارت إلى أن العوامل الوراثية "الخلل الجيني" يؤدي إلى بعض أنواع الأورام، ويوجد بكثرة في الأطفال ، كما أن الخلل الجيني يسبب ورم الثدي والمبيض والقولون والجلد.

أما بالنسبة للأسباب الخاصة فهي تختص بكل حالة مرضية وتختلف من مريض لآخر، ومنها أورام الثدي والمبيض، وهى منتشرة بنسبة كبيرة بين النساء، فسببها الرئيسي هو حبوب وحقن منع الحمل، وهي من أهم الأسباب التي ساهمت في انتشار هذا النوع من الأورام في مصر بشدة، بالإضافة إلى أسباب أخرى في حالات أورام الكبد أو التليف الكبدي ويتم عن طريق فيرس"سي" أو البلهارسيا، ولابد من الكشف المبكر لمرضى سرطان الثدي خاصة، والفحص الدوري يبدأ لدى النساء من سن 40 لكل النساء بلا استثناء، وإن كان هناك تاريخ مرضي في الأسرة يتم من سن 30 ويكون الفحص شهريًّا، والكشف لدى الطبيب كل سنة، وعمل أشعة أموجرام كل 3 سنوات، وفي حالة وجود تاريخ مرضي بالأسرة فلابد مع الفحص إجراء الإشاعة كل سنة.

وتابعت، أن نسبة الأورام الأكبر على الإطلاق تكون لدى النساء، ويصيب كل الأماكن بالجسم بلا استثناء، مثل الرقبة، أو الغدد النفوية، وغير ذلك، لكن الأشهر أورام الثدي، وأكثرها أورام الثدي والمبيض مع زيادة نسبتها وارتفاعها بشكل ملاحظ جدًّا في الحالات عامة.

وأضافت، هناك نقص شديد في الإمكانيات المتبعة، إضافة لبروتوكولات العلاج، مما أدى إلى وجود قوائم انتظار طويلة، والمريض قد ينتظر شهرين لعمل الأشعة رغم احتياجه الشديد لها، لكن العمل في حدود الإمكانيات المتاحة للوصول إلى أحسن ما يكون، ولكن ليست هذه هي النتيجة المرجوَّة، نتمنى أن نستطيع مساعدتهم

تعرض الأطفال للأشعة خطر كبير

أكد الدكتور بسيونى عيد بسيونى، باحث في علاج الأورام، أن الدراسات العلمية والأبحاث تجهل مسببات الإصابة بالأورام السرطانية، غير أنه في المرتبة الثانية وهناك عدة عوامل أخرى قد تكون سببًا في الإصابة بالأورام، منها على سبيل المثال إصابة بعض أجزاء من الجسم مثل الجهاز الهضمي والبلعوم واللثة والمعدة والأمعاء وغير ذلك، يرجع ذلك إلى التدخين، وتناول الخمور، والإصابة بالفيروسات، وقد يسبب في مراحل متأخرة الإصابة بأورام الكبد.

وأشار بسيوني، إلى أن التعرض للإشعاع والكيماوي أيضًا يسبب الأورام، وإجراء الأطفال للأشعة بشكل مستمر يعرضهم للإصابة بالمرض، وذلك طبقاً لأبحاث صدرت مؤخرًا، فضلًا عن تحول بعض الأورام الحميدة إلى أورام خبيثة.

وأوضح الباحث في علاج الأورام، أن هناك نسبة من النساء تصاب بالأورام مثل أورام الثدي، يرجع هذا إلى أن هناك نساء لا تفضل الرضاعة الطبيعية، كما أن تناول حبوب منع الحمل من المسببات، والعامل الوراثي أيضًا شريك في الأمر، والسيدة التي لا تُرضع أكثر عرضة للإصابة من التي لا ترضع، وغير المتزوجة أكثر عرضة من المتزوجة، والتي لم يسبق لها الإنجاب أكثر عرضة ممن سبق لها الإنجاب.

وتابع، هناك فيروس يسبب أورامًا بعنق الرحم، ونسبة الإصابة في تزايد، والقطاع الصحي في مصر ليس لدية إمكانيات تساعده على تحجيم المرض.

وشدد على أن المريض الفقير يُعانى عند الحصول على العلاج، والآلاف ينتظرون قوائم الانتظار للحصول على جلسة إشعاع أو جرعات الكيماوي، أو إجراء الأشعة والتحاليل إلى غير ذلك، فضلًا عن بعد المسافات، وانتقالهم من محافظات الصعيد إلى القاهرة.

وطالب الدكتور بسيوني عيد، بالتوسع في إنشاء المعاهد المتخصصة في علاج الأورام بمختلف المحافظات، على أن توزع جغرافيًّا على حسب نسبة الإصابات بهذه المحافظات؛ والمعهد القومي للأورام يتلقى أعدادًا كبيرة من المرضى داخل مصر وخارجها.

وليس لدينا مستشفيات متخصصة في علاج الأورام سوى المعهد القومي، وباقي الجهات عبارة عن وحدات وأقسام داخل المستشفيات التعليمية، وليست بالكفاءة المطلوبة التي يتميز بها المعهد؛ حيث إنه يوفر لأطبائه العديد من البعثات وإتاحة الفرصة للمشاركة في المؤتمرات الدولية والندوات، كما ينظم ورش عمل.

ولفت إلى أن العلاج بالخلايا الجذعية في مصر يجعل المريض فأر تجارب، وحتى الآن لم يصدر بحث يثبت نسبة نجاح معينة لهذه النوعية من العلاج، وما زال في طور البحث.

زيادة نسبة مرضى السرطان

أكد الدكتور حسين خالد، وزير التعليم العالي الأسبق، ورئيس اللجنة العليا لمكافحة الأورام بوزارة الصحة، أن الأورام السرطانية في ازدياد مستمر في مصر والعالم، وأرجع ذلك لعدة عوامل؛ منها: زيادة تعداد السكان، وزيادة متوسط أعمار المصريين مما يجعل احتمالات الإصابة بالأورام أعلى.

وأوضح خالد لـ"الفتح"، أن هناك مسببات أخرى على رأسها التدخين بجميع أنواعه، ولفت إلى أن تناول حجر الشيشة الواحد يعادل50 سيجارة، ويُعَد من الأسباب العامة التي تزيد من الإصابة بالأورام في مصر.

وأضاف وزير التعليم العالي الأسبق، أن انتشار التلوث في الهواء والطعام والشراب أدى إلى تفشي بعض الأمراض التي تسبب الأورام مثل فيروس "سي" وعلاقتهم بسرطان الكبد، وأيضًا مرض البلهارسيا وعلاقته بسرطان المثانة البولية, موضحًا أنه تم التحكم فيه، وبالتالي بدأت نسب إصابته تقل.

وتابع، إن قلة ممارسة الرياضة البدنية، ونمط الغذاء المختلف, وعدم توافر العناصر المتكاملة في الغذاء، تُعَد من المسببات لتلك الأمراض، ولا مانع من تناول وجبة واحدة سريعة في الأسبوع أو اثنين في الشهر؛ لأن الخطورة تكمن في تناولها بشكل مستمر.

سجل قومي للأورام في مصر

وأشار الدكتور حسين خالد، إلى أنه لم يكن لدى مصر سجل قومي للأورام لفترة قريبة منذ العام الماضي، وبدأ بالفعل العمل على توافر سجل قومي للأورام في مصر بالاتفاق بين كل من وزارة التعليم العالي والصحة والاتصالات، ويشمل السجل 5 محافظات يمثلون الجمهورية، وهم كالآتى: محافظة أسوان في أقصى الصعيد، ومحافظة المنيا بوسط الصعيد، ومحافظة الغربية بالدلتا، ودمياط التي تُعد من المدن الساحلية بالشرق، والبحيرة في الغرب.

وأكد أن هذا النظام معمول به في دول العالم المختلفة التي بها تعداد سكان مرتفع مثل الولايات المتحدة الأمريكية، التي بها 50 ولاية يقومون بحصر حالات السرطان بـ14 ولاية فقط، ومِن ثَمَّ يقيمون النسبة على مستوى الدول على هذا الأساس.

وحالات السرطان في مصر بحسب السجل القومي للأورام 113 حالة جيدة لكل 100 ألف نسمة، بمعدل 1130 حالة جيدة لكل مليون، وأكثر الأمراض شيوعًا لدى النساء سرطان الثدي بنسبة تبلغ 35 حالة جيدة لكل 100 ألف نسمة كل عام, وأكثر الأمراض شيوعًا لدى الرجال سرطان الكبد الوبائي؛ وذلك بسبب فيروس "سي"، ونسبته 39 حالة جيدة لكل 100 ألف نسمة كل عام، الأطفال يمثلون من 7: 8 من حالات السرطان في مصر.

وعن دور اللجنة القومية، قال وزير التعليم العالي الأسبق، إن متابعة ودعم السجل القومي للأورام، وعمل بروتوكولات علاجية موحدة في مصر تطبق من خلال العلاج على نفقة الدولة من خلال التأمين الصحي على جميع المستشفيات التابعة للوزارة، وأيضًا في المستشفيات الجامعية التابعة لوزارة التعليم العالي.

وأوضح أن مِن ضمن اهتمامات اللجنة، عمل استراتيجية قومية لمكافحة الأورام في مصر بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية، وهذه الاستراتيجية لها محاور، منها الوقاية والاكتشاف المبكر للأورام؛ لأن ذلك يزيد من نسبة الشفاء ويقلل من نسبة تكلفة العلاج، وتشخيص وعلاج الأورام من خلال البروتوكولات العلاجية ومتابعة إنشاء السجل القومي للأورام، وكذلك البحث العلمي في مجال الأورام وبالأخص للمشكلات الوطنية، وأيضًا الرعاية التلطيفية لمرض الأورام بالمراحل المتأخرة للمرض والذين لا يفيد معهم العلاج التقليدي.

مصارحة المريض

أشارت الدكتورة سوسن فايد، أستاذة علم النفس بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية، إلى أن كل حالة من الحالات المصابة بمرض السرطان، لها ظروفها الخاصة بها، منها الصعبة والبسيطة، ومراحل أولية وأخرى متأخرة، ولابد من توافر معلومات من الجهات المعالجة والطبية لإعلام المريض بكل صراحة عن حالته المرضية، وطمأنته بالتأكيد بخصوص توافر العلاج والأدوية والتقنيات الحديثة التي تساعد في تحسن حالة.

وأكدت فايد، أن المصارحة توفر للمريض درجة من الأمل يستطيع التمسك به، فضلًا عن ضرورة توافر ثقافة التعامل مع المريض، فالمريض يحتاج إلى الإحساس بالدعم النفسي من خلال أفراد الأسرة، والتعاملات الاجتماعية الواسعة، والحالة النفسية للمريض تساهم بقدر كبير في تخطي الأزمات وهزيمة المرض بدعم الإرادة والرغبة في الحياة.

وقالت أستاذة علم النفس، إن هناك مدارس تؤكد أن الرغبة في هزيمة المرض تزيد من نسبة الشفاء، وفي الحالات المتأخرة التي ليس لها أمل في الشفاء، ينبغي تطمينها حتى لا تُكمل ما تبقى لها من الحياة في حالة اكتئاب.