صفحات مطوية من القضية الفلسطينية قبل قيام دولة إسرائيل (16)

  • 224

الكفاح الفلسطيني ضد الإنجليز واليهود في العشرينيات

لم يستسلم عرب الشام وأهل فلسطين للانتداب الإنجليزي وللهجرة اليهودية بل سعوا إلى مقاومة ذلك، ولكن التآمر كان أكبر من قدراتهم وإمكانياتهم المحدودة، خاصة في غياب الخلافة العثمانية والوحدة العربية، في مواجهة الاحتلال الإنجليزي باسم الانتداب، وتدفق اليهود على فلسطين بتواطؤ من الدول الغربية وعصبة الأمم.

-       في مطلع 1919م انعقد في القدس المؤتمر الفلسطيني العام الأول، وبعث بمذكرتين إلى مؤتمر السلام بباريس يطالب فيهما بالاستقلال ويرفض إعلان بلفور.

-       وفي يونيو 1919م عقد أول مؤتمر عربي في دمشق للتنبيه على خطر الهجرة اليهودية إلى فلسطين، حيث قرر المؤتمر رفض الهجرة اليهودية، وعدم الاعتراف بوعد بلفور. -       وفي يونيو 1919م أيضا وصلت إلى يافا لجنة (كينج كرين) الأمريكية بناء على اقتراح الرئيس الأمريكي (ويلسون) لمعرفة رغبات السكان العرب، والتي أكدت  أن عرب فلسطين  يعارضون  تماما  أية هجرة جماعية  لليهود، ويرفضون أية سيادة يهودية عليهم.

-       وفي فبراير 1920م عقد مؤتمر عربي ثان لتأكيد رفض العرب لوعد بلفور، ورفض المشروعات  الصهيونية لاستيطان فلسطين.

-       وفي أبريل 1920م قامت ثورة عربية في فلسطين ضد الهجرة اليهودية دامت أربعة أيام في مدينة القدس سقط  خلالها العديد من القتلى والمصابين من العرب واليهود. وقد تألفت لجنة عسكرية للتحقيق، أرجعت سبب الأحداث إلى رفض العرب للوجود اليهودي، ورفض سياسة بريطانيا المتواطئة مع الهجرة اليهودية لأرض فلسطين، ولكن بريطانيا لم تستجب للمطالب العربية.

-       وفي مايو 1920م تأسست الجمعية العربية الفلسطينية  للدفاع عن حقوق الشعب العربي الفلسطيني نتيجة لاجتماع عقد في النادي العربي بدمشق.

-       وفي ديسمبر 1920م انعقد مؤتمر عربي فلسطيني ثالث  بمدينة حيفا، وشكلت لجنة لتنفيذ قرارات المؤتمر برئاسة (موسى كاظم الحسيني) حيث قرر المؤتمر:

1-رفض وعد بلفور.

2-منع  الهجرة اليهودية .

3-تشكيل حكومة وطنية  لفلسطين. وقد ظلت هذه اللجنة التنفيذية تتزعم الحركة الفلسطينية من عام 1920م حتى عام 1935م.

-       في مايو 1921م هاجم العرب مركز المهاجرة الصهيوني في يافا، وقتلوا عددا من المهاجرين اليهود احتجاجا على الهجرة اليهودية، كما تعرضت المستوطنات اليهودية بين يافا وطولكرم لهجمات قتل فيها الكثير من اليهود، كما قتل عشرات من الفلسطينيين  برصاص الإنجليز. وتألفت لجنة برئاسة (توماس  هايكرفت) للتحقيق، وقدمت تقريرها لمجلس النواب البريطاني يفيد أن سبب الأحداث سخط الفلسطينيين من سياسة بريطانيا الرامية إلى تهويد فلسطين.

-       في يونيو 1921م عقد مؤتمر عربي رابع في القدس، وتقرر فيه انتخاب وفد عربي يسافر إلى أوروبا لعرض  القضية الفلسطينية على الدول الأوروبية المتمدينة. وقد سافر الوفد بالفعل في أول يوليو 1921م، وقام بجولته وقدم تقريراً بنتيجة أعماله في المؤتمر العربي الخامس الذي عقد بنابلس في أغسطس 1922م ،  وأوصى المؤتمر بمتابعة المساعي لتحقيق الاستقلال.

** وقد شهد عام 1922م :

-      قدوم  اليهودي الإنجليزي (هربرت صموئيل)، وهو أحد الوزراء الإنجليز، إلى فلسطين بعد تعيينه أول مندوب سامي بريطاني لفلسطين. وقد أصدرت الحكومة البريطانية (الكتاب الأبيض) بخصوص إنشاء مجلس تشريعي في فلسطين يتكون  أعضاؤه من الإنجليز واليهود والفلسطينيين بالانتخاب، وقد رفض عرب فلسطين ما جاء في هذا  الكتاب، وعليه لم تتم هذه الانتخابات.

-       قيام الإنجليز بإجراء تعداد للسكان في فلسطين في 31-12-1922م، فكان تعداد السكان في فلسطين:  757 ألف نسمة ، منهم 663 ألف من العرب ، منهم 590 ألف مسلم ، و73 ألف نصارى، بينما بلغ عدد اليهود 83 ألف يهودي، أي أن العرب يشكلون 88% من السكان ، ويشكل اليهود 11% م السكان.

-       إنشاء وحدات الهاجاناة اليهودية المسلحة والتي كانت  الأساس لتكوين الجيش الإسرائيلي فيما  بعد، وكانت بريطانيا تصرح بإقامة وحدات عسكرية للشباب اليهودي تحت أسماء مستعارة في فلسطين ظاهرها أنها جمعيات رياضية أو اجتماعية،  فكان منها  جمعيات: (أبناء صهيون) ، (شباب إسرائيل) ، (الطلائع) ...إلخ. وهذه الوحدات مارست بعد ذلك أنشطة إرهابية واعتداءات مسلحة ضد الشعب الفلسطيني الأعزل بتواطؤ مع حكومة الانتداب البريطانية. وقد قرر زعماء اليهود في المؤتمر الصهيوني في جينيف في عام 1930م اعتماد مبالغ طائلة لتقوية وتسليح هذه الوحدات من الهاجاناة وتدريبها على أعلى مستوى. كما سمحت حكومة الانتداب أيضا بتكوين بوليس من اليهود لحماية المستعمرات اليهودية أصبح فيما بعد النواة لتكوين الشرطة الإسرائيلية.

** في يونيو 1923م عقد مؤتمر عربي سادس في يافا بناءا على طلب لجنة المتابعة التنفيذية، وتقرر فيه:

-       إقرار مقاطعة دعوة حكومة الانتداب إلى إنشاء مجلس تشريعي من الإنجليز والفلسطينيين  واليهود.

-       تنظيم الحركة الوطنية لتحقيق الاستقلال.

-       اختيار وفد يسافر إلى لندن لإفساد تنفيذ وعد بلفور. وقد سافر الوفد بالفعل إلى لندن في 25 يونيو 1923م، وبقى هناك حتى 23 -12-1923م  ، و لكن الوفد عاد بلا جدوى.

** في منتصف العشرينيات افتتحت الجامعة العبرية، ودعي لافتتاحها العالم اليهودي (ألبرت أينشتاين)، وحضر الافتتاح من مصر أحمد لطفي السيد. (كيف قامت دولة إسرائيل : ص 70).

-       في  نوفمبر 1926م عين المندوب السامي البريطاني مجلسًا استشاريًّا من الموظفين البريطانيين واليهود فقط.

-       وخلال عام 1927م قام اليهود بطرد الآلاف من المواطنين الفلسطينيين وشردت عائلاتهم في طبعون والزبيدات والساخنة.

-       في يونيو 1928م عقد مؤتمر عربي سابع بالقدس، وتقرر فيه: الاحتجاج على إعطاء امتياز استغلال البحر الميت لشركة أجنبية يهودية، وتفضيل اليهود على العرب في الأشغال الحكومية. وطالب المؤتمر عصبة الأمم بإنشاء نظام حكم برلماني فلسطيني.

-       وفي أغسطس 1929م وقعت ثورة حائط البراق الفلسطينية ضد اليهود، والتي استمرت لمدة أسبوعين كاملين، وعمت جميع المدن الفلسطينية، وأسفرت عن مئات القتلى ومئات الجرحى من اليهود والفلسطينيين، و سنخصص لها لأهميتها المقال القادم إن شاء الله تعالى.

راجع في ذلك :

-       (ملف إسرائيل) : جارودي.

- (تاريخ المسألة الفلسطينية) : فيصل أبو خضرا.