كان ملتزمًا ثم انحرف.. فاحذر!

  • 251

سقط والسقوط هين ، كان يعيش في سعادة أراها في عينيه وراحة نفسية تظهر عند اللقاء به ثم تحولت السعادة وغادرت الراحة ، فأصبح مخلوقا بائسا ، مشتتا ، متوترا ، لا يعرف للابتسام طريقا إلا ابتسامة المجاملة ، صامتا به ألف جرح .
 
عندما يحكي عن الأيام الجميلة واللحظات الرائعة والطمأنينة التي هجرته والسكينة التي فارقته يعتصر الألم فؤادك وأنت تسمع ، حياته اليوم منغصات أكاد أجزم بأنه لا يستمتع بشيء. 

يحكي أنه أصبح بين أمرين:
الأول: أمر كان يعرف أنه حرام وينهى عنه أصبح اليوم يفعله، الثاني: أمر يعرف أنه واجب يتمنى فعله فلا يستطيع أن يفعله.

يقول : أمور حرام، غيري يفعلها ليتلذذ بها وأنا أفعلها وأتألم ألم لا يطاق وهمي أن أنسى أنها حرام فلا أستطيع.
 
يقول : أصبحت لا أبحث عن لذة بل أبحث عن التخلص من الألم.

يقول : لا أخفيكم سراً منذ انحرفت وتركت الاستقامة لم يعرف قلبي طعما للسعادة، والحزن مرابط في قلبي، ونفسي ضاقت وعقلي مشتت، أخرج مع أصدقائي الجدد لكي استمتع أو حتى أنسى، هم يضحكون وأنا أتمزق من الداخل أشاركهم وأنا لست معهم، بدني معهم وقلبي تائه حائر.
 
يقول : والأمر الواجب أتمنى فعله فلا أستطيع كلما هممت أستشعر أن فوقي جبال..

أثناء الكلام صمت وقال :
أنا في معاناة لحظية ، وقررت أن أسلك طريق الاستقامة ثانيةً ، سوف أعود مهما كلفني ذلك ، سوف أضحي مهما كلفني ذلك ، الحياة بغير الله سراب ، الحياة بغير صلاة شقاء ، الحياة بغير صحبة صالحة هلاك .

هذه مشاعر تخيلتها لمن كان ملتزماً ثم انحرف..

يا شباب انصح كل من منَّ الله عليه بنعمة الالتزام أن يحفظها فالاستقامة أعظم كرامة ، وإن في الدنيا جنة من لم يدخلها لم يدخل جنة الآخرة ، هي الطاعة والاستقامة عليها قال تعالى : (( إِنَّ الْأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ * وَإِنَّ الْفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٍ )) ، النعيم نعيمان والجحيم جحيمان ، نعيم في الدنيا ونعيم في الآخر ، وحجيم في الدنيا وجحيم في الآخرة كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية .

بل اقرأ ما هو أبلغ وأحسن وأجمل وأجمع من كلام كل البشر قال تعالى : (( فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى* وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا )) .
 
فشتان بين من يسلك طريق الاستقامة وبين من يسلك طريق الغواية قال تعالى : (( أَفَمَنْ يَمْشِي مُكِبًّا عَلَى? وَجْهِهِ أَهْدَى? أَمَّنْ يَمْشِي سَوِيًّا عَلَى? صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ )) .

أخي الملتزم،، إذا كنت في نعمة فارعها، فإن الذنوب تزيل النعم.. وأي نعمة أعظم بعد الإسلام من نعمة الطاعة والاستقامة عليها.
 
سئل ابن باز عن أسباب الانتكاسة فقال: الانتكاسة في الدين تأتي من أمرين : التقصير في سؤال الله الثبات والتقصير في حمده على الاستقامة

ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا