:: مفترق طرق :: أزمة!

  • 209

أزمة تعيشها أمتي..
 تئن.. تترنح.. تنزف..
تهوي إلى هاوية خطيرة..
فهل من مشفق، ناصح، رؤوف رحيم؟!

أزمة في طائفة منها تبيع دينها بعرض من الدنيا، وتبيع وطنها وشعبها بأبخس الأثمان لصالح الأعداء، تهدم هويتها، تستحل محارمها، تمزق وحدتها!

أزمة طائفة أخرى تكيل بمكيالين، فكل ما كان مُبعداً للأمة عن دينها، ولو كان إجراماً وسفكاً للدماء وتدميراً للأموال واعتداءً على كل الحرمات، فالتعامل معه بكل الرفق والحنان والعطف والحكمة، وكل ما كان منتسباً إلى الدين، ولو كان قذفاً بحجر أو هتافاً مخالفاً أو إشارة غير مرضية، فالتعامل معه بقسوة بالغة وحدّة لا مثيل لها ولو كان المتهم من الأطفال والنساء!

أزمة في طائفة أخرى لا تعرف إلا الانتقام، ولا تتعامل إلا بالحقد، ولا تتخاصم إلا بالفجور، ولا ترى في الكذب ونقض العهد وتضييع الأمانة بأساً، فهذا عالم السياسة!

أزمة في الأخلاق والقيم، أزمة في العدل والإنصاف، أزمة في احترام حقوق الناس وحرماتهم، أزمة في فقد روح التراحم والود، أزمة في العفة والنقاء والطهارة وعفة اللسان وعفة اليد وعفة البطن وعفة الفرج وعفة العين وعفة القلب عن سوء الظن والبغضاء والحسد.
هذه الأزمات هي سبب الأزمة السياسية والاقتصادية والقضائية والإعلامية وغيرها، فإلى أين الملجأ؟!

اللهم لا منجى ولا ملجأ منك إلا إليك، اللهم أنت حسبنا ونعم الوكيل، اللهم إليك المشتكى وأنت المستعان وعليك التكلان، اللهم أغثنا، اللهم أغثنا، اللهم أغثنا.

إخوتي وأبنائي..
أكثروا من الصلاة، أكثروا من الدعاء، أكثروا من الذكر، أكثروا من الصيام.

اللهم إنك وعدت محمداً صلى الله عليه وسلم أنك سترضيه في أمته ولا تسوؤه، اللهم فهيّئ لأمتنا أمر رشد يعز فيه أهل طاعتك، ويهدى فيه أهل معصيتك، ويؤمر فيه بالمعروف.. ربنا آتنا من لدنك رحمة وهيّئ لنا من أمرنا رشدا.