أنــــا تعبان نفسياً

  • 256

كلمة أبغضها ولا أحب سماعها،
يرددها بعض الشباب ليعبر عن ألمه أو حزنه لأمر أصابه أو أصاب دعوته أو قضيته التي ينافح عنها وهي كلمة: 

((  أنــــا تعبان نفسياً  ))

وأظن من يكثر من استخدام هذا اللفظ يشعر بالضعف والهوان والكسل والإحباط ...
ودائما ما يكون متوترا وصاحب نظرة سوداء...
والحلول عنده الهرب من ضغط الواقع والتنصل من التكاليف ثم يسبح في بحر الأماني والأوهام...
ويحمل شخصية طفولية يريد كل شيء ولا يعجبه شيء !!!

يا حبذا لو يستعمل ألفاظا وكلمات من شأنها أن تقوي العزيمة وتصنع الأمل كأن يقول:

أنــا أمـــــام تحد

أو يقول :

أزمة ونحن لها بإذن الله..

أو يقول لنفسه :

ليس الشأن أن تبذل مرة ولكن الشأن أن تصبر على البذل في كل مرة..

سبحان الله !!!
القرآن يا شباب يهدي للتي هي أقوم
تأمـــــــــــــــــــــلوه  !!!

كيف كان يُربى الأصحاب عليه وعلى معانيه في الظروف العصيبة وكيف كان التوجيه عند الشدائد وفي لحظات كان يظن فيها المؤمن أن الباطل انتصر وعلا وارتفع...

تأملوا قوله تعالى بعد الجراحات ومصاب المؤمنين في غزوة أحد وكانت تسيطر حالة من التفكير في ضياع الحلم وتبدل الأوضاع قال سبحانه :
(( وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ * إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ ))

فأهل الحق يواجهون الآلام والمصائب والظروف العصيبة في كل مرحلة من مراحل الحياة بروح التحدي والإصرار والعمل بدون ملل ولا كلل...
وأهل الباطل فيتألمون كذلك ويصيبهم من المشقة والعناء الكثير لكن الفرق قال تعالى :
(( إِنْ تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لَا يَرْجُونَ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا ))

رددهــــــــــــــــــا

وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لَا يَرْجُونَ

فكيف بعدها يقول صاحب القضية ومن فهم طبيعة الصراع والتدافع بين الناس: (( أنــــا تعبان نفسياً )) ؟؟

والله
وبالله
وتالله
إن هذه الأمة منتصرة لكن لكل شيء ثمن وعند تصحيح الضمائر تغفر الكبائر وتستقيم القلوب والجوارح

ولنــــــــــــــا أمــــــــــل...اللهم لا تكلنا إلى أنفسنا طرفة عين ودبر لنا فإنا لا نحسن التدبير.