صواب الحركة

  • 228

المهم صواب الحركة، وليس مجرد الحركة، والفرق واضح، وكبير لمن يتأمل !!!
 
وحتى نضمن ذلك؛ لابد من مراعاة قواعد المنهج في سيرنا إلى الله، وهي تقديم فَهم السلف، وكثرة الاستدلال بالكتاب والسنة، وتقديم النقل على العقل عند التعارض، ورفض التأويل الكلامي، وكذلك مراعاة المصالح والمفاسد، ووضوح فقه الأولويات والموازنات.
 
والسالك إلى الله يحتاج أنواع من الهدايات: أولها هداية إلى الطريق، وثانيها في أثنائه، وثالثها عند العقبات والمعوقات.
 
ومن المعلوم أن الطريق محفوف بالمكاره والعوارض، فكلما كان العبد صاحب فَهم دقيق، وإيمان عميق، واتصال بالله وثيق، وعنده وعي، ويقظة، وإدراك، وطول نفس، وصدق توكل، كان أقرب إلى التوفيق والسداد.
 
واكتشاف المنهج سهل، وأسهل من ذلك رفع الشعارات الأخاذة والرنانة، ولكن التحدي يكمن في الحركة بها في العسر واليسر، والمنشط والمكره ومراعاة الواقع، حتى لا ننحرف عن السبيل، ونضل الطريق.
 
فنحن سلفيو المنهج، سلفيو المواجهة والتغيير، واعلم أن العواطف هدامة، والقواعد حكامة، والطريق يحتاج إلى صبر، ومصابرة، ومرابطة، وتقوى حتى نفلح، قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [آل عمران: 200].
 
أيها الجيل، الصراع قديم، والطريق طويل، ومن استطاله ضعف مشيه، فقد كان سيد ولد آدم، وإمام المتقين محمد صلى الله عليه وسلم، يقول: "اللَّهُمَّ رَبَّ جِبْرِيلَ وَمِيكَائِيلَ وَإِسْرَافِيلَ فَاطِرَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ عَالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ أَنْتَ تَحْكُمُ بَيْنَ عِبَادِكَ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ، اهْدِنِي لِمَا اخْتُلِفَ فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِكَ إِنَّكَ أَنْتَ تَهْدِي مَنْ تَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ". [أخرجه أبو داود:767، وقال الألباني: حسن]
الدعاء، والتضرع، وطلب التوفيق، أمور من شأنها أن تعينك على النجاة والفوز، وربانية الحركة، وصوابها.
 
اللهم لا تكلنا إلى أنفسنا طرفة عين، فإنك إن تكلنا إلى أنفسنا تكلنا إلى عورة وخطيئة.